Translate

الأحد، 11 مايو 2014

احذروا مخطط التجهيل في ليبيا

لكاتبه: د.محمد سعيد القشاط

كتبت في ما كتبت عن حرق مكتبتي التي كنت اتمنى ان اقضي فيها بقية حياتي وأنفذ مشاريع ثقافيه وكتابات اسجل فيها ما يفخر به الوطن من مآثر.

هذه المكتبه التي لن يعوضها الدهر.. اذ يوجد بها الى جانب آلاف الكتب التي سبق ان ذكرتها وكتب عنها كتاب افاضل يتحسرون على ثقافة البلد وكنوزها فجزاهم الله خيرا.. فتحتوي المكتبة على مئات الوثائق الاصليه لرسائل المجاهدين ومحاضر اجتماعات الجمهورية الطرابلسية وهيئة الاصلاح المركزية وقوائم المجاهدين في السنوات 1916- 1918.

كما يوجد بها اكثر من 1000 الف ساعة تسجيل باصوات المجاهدين الذين حضروا معارك الجهاد ووصفهم لها وذكرياتهم ومئات القصائد الشعرية لشعراء من العهد العثماني والعهد الايطالي تم تجميع كل هذا من مختلف مناطق ليبيا وقبائلها وآلاف الصور في العهد الايطالي ومابعده.. تم تجميع كل هذا على مدى خمسين سنه .. تنقلت لتجميعها في كل انحاء الوطن.

ومع الاسف ان جميع الذين سجلوا ذكرياتهم وما بحفيظتهم من اشعار ومن اشعارهم توفاهم الله عليهم رحمته وغفرانه.

ويوجد بالمكتبة مئات المخطوطات العربية والمذكرات والكتب المترجمة عن الايطاليه لازالت مخطوطه - كنت انوي نشرها بعد مراجعتها وتحقيقها,الى جانب مئات المخطوطات عن الصحراء الكبرى تاريخها واشعارها واعلامها وادابها وفنونها وتاريخها السياسي.

وكأن المكلفين بتدمير الثقافة الليبية وعلومها يطاردون المكتبات اذ تطاول موظفو السفارة الليبية بالرياض وهم زملائي في العمل.. وكنت اعاملهم كأولادي.. فهاجموا مكتبتي التي تركتها بالمنزل وبقية اثاثي وبها قرابة 2000 الفي مجلد كلها متخصصة في المنطقة ومن الكتب النادرة جمعتها من بلدان الجزيرة العربية.. اليمن وعمان والسعودية والامارات والبحرين وقطر والاردن وسوريا والعراق وايران.

منها كتب نادرة لكتاب ليبيين امثال اللواء طارق الافريقي اول رئيس اركان للجيش السعودي وهو مؤسسه .. له اكثر من 6 كتب نادرة .. وهو الرجل الذي كتب عن قيادته للمجاهدين في حرب فلسطين وعن تطوعه لقيادة احد جيوش الحبشة في حربها ضد الطليان سنة 1936.

وكتب للسيد احمد الشريف وكتب نادرة للصحفي العراقي يونس بحري صاحب اذاعة برلين في الحرب العالمية الثانية (هنا برلين حي العرب) وكتب للكاتب الليبي عبد الفتاح ابومدين رئيس النادي الادبي في جدة.

كما جمعت فيها كتب لعلماء ليبيين جمعت كتبهم من مكتبات مسقط وهم الشيخ الشماخي والفرسطائي والباروني عبد الله وابنه سليمان باشا الباروني والشيخ علي يحي معمر والشيخ عمر النامي.

كما تحتوي المكتبه على جميع اعداد مجلة العربي الكويتية في 100 مجلد ومجموعة من المخطوطات التركية على التاريخ الليبي وخرائط منها خريطة للقبائل الليبية في غرب ليبيا من الحدود الغربيه الى اجدابيه.. كل هذ احرقه الموظفون أو سرقوه بعد ان كسروا ابواب بيت الضيافة الذي هو ملك الدولة التي يمثلونها والذي بنيته مع السفارة بعد الكثير من المعارك مع الخارجية الليبية التي لولا اوامر القذافي الحازمة ما وافقوا على بنائها.. بعد 50 سنه وليبيا تؤجر لسفارتها.

ولم يكتفوا بهذا بل باعوا الملفات السرية للسفارة والشفرة السرية للامن السعودي وهي خيانة عظمى عند الدول التي تحترم حريتها وسلامة وطنها، ونشر السعوديون بعض رسائلنا السرية في صحيفة الشرق الاوسط بما يخدم توجههم السياسي.

انها الخيانة التي يجب ان تنظر فيها محاكم طرابلس.. بدلا من محاكمتها للمدافعين عن الوطن واعتبار الدفاع عن الوطن جريمة.. وخيانة الوطن عين الصواب.

ايها الليبيون ان ركبكم يسير في الطريق الخاطئ فانقذوه.. فالتاريخ لا يرحم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق