Translate

الأحد، 13 يوليو 2014

"فجر ليبيا" الأسود

 العملية التي قام الإخوان وتوابعهم بتنفيذها يوم الأحد 15 رمضان من عاو 1435 هجري بعد صلاة الفجر والتي أطلقو عليها "فجر ليبيا" إنّما هي في واقع الأمر عبارة عن عمليّة "فجر ليبيا الأسود" لمن لم يستوعب بعد. 
لقد عملوا كل مستحيل للتشبّث بالسلطة معتمدين على قوّة ودموية الميليشيات. الآن وقد ظهر لهم يقيناً بأن السلطة تنزلق من بين أيديهم المرتعشة فهم بدأوا يستعدّون مبكّراً لفرض أنفسهم بقوّة السلاح. إنّهم الآن ينقلبون على نفس "الشرعيّة" التي كانوا يتشدّقون بها خلال الأشهر الماضية ومنذ إنتهاء صلاحيتهم في 7 فبراير 2014. 
 لقد بدأوا منذ أسابيع بمنع المحكمة الدستوريّة من إصدار حكمها بخصوص قانون "العزل السياسي" الذي فرّق الشعب الليبي إلى أزلام وثوّار، وحرم ليبيا من كل كفاءاتها المتعلّمة وشخصيّاتها الوطنيّة المعروفة. لم يتوقّف الإخوان ومن دعمهم وإصطف بجانبهم ضد الشعب الليبي عند ذلك، بل إنّهم عملوا بكل ما إستطاعوا بأن يسيطروا على الإنتخابات الجديدة لمجلس النوّاب فبعثوا بأتباعهم لدخول حلبة الصراع عبر صناديق الإقتراع ففشلوا فشلاً ذريعاً بعد أن رفضهم الشعب. بعد ذلك قرّروا العبث بالمجلس المنتخب (مجلس النوّاب) وذلك بأن أصرّوا على التسليم والإستلام في طرابلس فوقف أعضاء مجلس النواب المنتخبين بكل إصرار ضد ذلك المسعى الخسّيس وفشلت محاولتهم الخبيثة أيضاً. لم يتوقّف العابثون بمصير البلاد عند ذلك، بل إنّهم أخرجوا لنا مسرحيّة جديدة حيث وبوحي منهم أصدرت "هيئة النزاهة" حكماً بالتشكيك في أكثر من 40 مرشّحاً كان من بينهم من تم إنتخابه من قبل الشعب في إنتخابات حرة ونزيهة وحدث ذلك بعد أن أنتخبهم الشعب كما نعرف في سابقة لا أعرف مثيلاً لها في تاريخ الديموقراطيّة، وبذلك تمكّنوا من تأخير إنعقاد مجلس النوّاب إلى ما بعد 20 يوليو 2014 ليتمكّنوا هم من تنفيذ المخطط الخفي الذي بدأنا نرى خطوطه العريضة تخرج على وسائل الإعلام والذي يعني أكثر من إنقلاب..... إنّه يعني تمزيق ليبيا لمن لم يستوعب بعد. هؤلاء الناس هم من وجهة نظري أخبث ما أنتجت ليبيا وسوف يدفعوننا بكل سرعة للدخول في نفق العراق المظلم الذي ساهمت فيه دول الخليج وخاصّة قطر التي تنفّذ أجندات خبيثة جداً في المنطقة لمصلحة قوى خارجيّة لا تريد للعرب والمسلمين بأن يبنوا أنفسهم، وبكل تأكيد فإنّ الموساد الإسرائيلي هو الفاعل الرئيسي في تلك القوى الخارجية وبالإتفاق والمباركة والدعم مع السي أي إيه. ليبيا يا سادتي هي منحدرة وبكل قوة نحو مصير العراق الذي نراه الآن يتشرذم أمام أعيننا ونرى كل القوى الظلامية وهي تنهش جسده إرباً إرباً وسوف ينقسم العراق إلى دويلات متناحرة في غضون الإثني عشرة شهر القادمة. هذا الذي يجهّز له الإخوان ومعهم كل القوى الظلاميّة في ليبيا والذي أسموه "فجر ليبيا" هو مخطط بكل تأكيد يدفع إلى تقسيم ليبيا ليس إلى شرق وغرب، بل إلى بقع متقاتلة في الإتجاهات الأربع. لو ان ليبيا قسّمت وإنتهى الأمر فإن الحياة سوف تستمر وربما يقول المتفائلون بأنّه ربما في يوم من الأيام قد يتوحّد الليبيّون من جديد، لكننا هنا نتحدّث عن دويلات متناحرة بإسم الإسلام دافعها من الخلف التشدّد والإختلاف في التفسير والرؤي، وسوف تنشأ خلائف وإمارات إسلاميّة تبقى متناحرة إلى ان تدمّر كل شئ على الأرض وتهجّر كل من يستطيع الهجرة لتذل من بقى على الأرض الليبيّة. نحن نترقّب "فجراً أسوداً" بكل المعايير، بل ربما أقول - ومع أنّني أعتبر نفسي من أكبر المتفائلين - سوف نشهد فجراً أحلك من العصور المظلمة ولكم أن تنتظروا ما شئتم، فالإنتظار السلبي بكل تأكيد يؤدّي إلى الطوفان الذي سوف لن يترك حياة من بعده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق