قامت الحكومة بدعوة الجيش وشباب طرابلس الغيوريين على مدينتهم بالشروع في عمليّة تحرير طرابلس، ولا أدري ماذا يختمر في عقل الحكومة.
تحرير طرابلس يجب بألاّ يكون غاية في حد ذاته؛ فالعاصمة في واقع الأمر هي ليست تحت الإحتلال الأجنبي وإنّما هي في أيدي قطاع من أبناء وبنات هذا الوطن حتى وإن كنّا نختلف معهم في الكثير من ممارساتهم والطريقة التي يفكّرون بها.
تحرير طرابلس يجب بأن يكون وسيلة لإعاة البشر لعاصمتنا الحزينة، ووسيلة لبعث الحياة فيها من جديد بعد أن حاولوا وأدها . الدعوة ل"تحرير" طرابلس يجب بأن تكون وسيلة لعودة البريق لعاصمتنا وذلك بأن يكون هناك مشروعاً متكاملاً ومدروساً يهدف إلى تفعيل الخدمات للمواطنين من جديد ولكن بعقلية مختلفة وبآليّة مختلفة. الدعوة لتحرير طرابلس يجب بأن تكون وسيلة لإعادة فتح المدارس والجامعات وروض الأطفال. الدعوة لتحرير طرابلس يجب بأن تكون وسيلة لعودة الأمن والأمان لسكّان العاصمة الذي فقدوه منذ عدّة أشهر وربّما فقدوا حتى الأمل في رجوعه بعد كل ذلك الذي أصاب عاصمتنا بعيد إجتياحها من قبل مليشيات القسورة.
الدعوة للشروع في تحرير طرابلس يجب بأن تكون مدروسة ومبرمجة ومتريّثة وعقلانيّة، فعاصمتنا يقيم فيها أكثر من ثلث سكّان ليبيا كلّها وبذلك فيجب.... يجب أن نحافظ على أرواح هؤلاء الناس وبأن لا نحرمهم من الخدمات الأساسية التي ما لبثت أن عادت إليهم.
قبل التفكير في الدخول إلى العاصمة علينا بأن نضع خطة شاملة وكاملة ومدروسة لا يكون لعامل الزمن ثقلاّ كبيراً فيها.
فمتى سوف تتحرّر طرابلس لا يجب بأن تطغى على كيف سوف تتحرّر العاصمة حتى لا تكون هذه العملية مدعاة للمزيد من القتل والهجير والتشريد، إذ يكفي سكّان العاصمة ما لحق بهم من هذه المحاولات الغبيّة من الكر والفر، واليوم أهزمك وغد أنهزم أمامك تحت بديهيّة أن "الحرب كر وفر".
أنا شخصياً لا أحفل كثيراً بمتى تتحرّر طرابلس بقدر إهتمامي بكيف تتحرّر طرابلس وما هي خطّة فرض امن العاصمة والحفاظ على إستمرارية الخدمات الأساسيّة للمواطن فيها. علينا بالتريّث والتفكير والتخطيط والعقلانيّة، فكما سبق لي وأن ذكرت بأن العاصمة هي ليست محتلة من قبل قوى أجنبيّة، وإنّما هي في أيدي مغتصبيها من أهلها.... فهم يظلّون أهلها حتى وإن كانوا يكرهونها أو يغارون منها لا عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق