كثرت دعوات الحوار في ليبيا وتدخّلت الأمم المتحدة بكل ثقلها من أجل نفس الغاية ولا عيب في ذلك، فالشعوب المتحضّرة هي وحدها من تتحاور وتتوصّل في نهاية الأمر إلى نتائج حلول وسط ترضي كل الأطراف وتمنع المزيد من القتل والتحارب.
في ليبيا وللأسف لا ينفع إلا صوت القوّة. التحاور والتفاهم هو فقط بين الشعوب المتعلّمة والمتحضّرة، أمّا نحن فاللغة الوحيدة التي نفهمها هي لغة القوّة. إن كانت الحكومة تمتلك القوّة القاهرة فإنّها بذلك فقط سوف تفرض هيبتها وإحترامها على الجميع بمن فيهم أولئك الذين يحملون السلاح ويتحدّون الدولة.
أنا من المؤمنين عن يقين بالحوار والنقاش والأخذ والعطاء والتنازل عن أشياء في سبيل تحقيق أشياء أثمن، لكن الوضع في ليبيا والمعطيات على الأرض تؤكّد بأن من نفكّر بالتحاور معهم هم أنفسهم يؤمنون بسلطان القوّة... أي أنّهم يقولون في داخل أنفسهم وفيما بينهم (يا نكسر قرنك ونخضعك أو تكسر قرني فأستمع إليك وأخضع لك!).
من هنا أرى بأن الحل الوحيد المتبقّي أمامنا كليبيّين وليبيّات هو الإصطفاف بكل قوّة وراء مؤسّسات الدولة المعترف بها وهي مجلس النوّاب والحكومة والجيش والشرطة.
الحل في ليبيا سوف لن يكون غير شعبيّاً... أي فرض إرادة الشعب على جبروت الطغيان، والشعب يمكن التعامل معه بإحدى الطريقيتين:
1- السماح للشعب بالخروج والتعبير عن رأيه، وإن وجد من يمنع ذلك فعلى الشعب أن يفرض إرادته على الجميع من خلال الخروج للشوارع ولو كان ذلك بحماية دوليّة (الأمم المتحدة).
2- الإستماع لرأي الشعب من خلال إنتخابات حرّة ونزيهة كتلك التي جرت في ليبيا في السابع من يوليو عام 2012، ويجب أن يكون ذلك بحضور الأمم المتحدة. رأي الشعب حينها يجب بأن يكون ملزماً للجميع سواء كان بالتي هي أحسن أو من خلال إستخدام القوّة والتي سوف تكون دوليّة حينها.
أنا أرى بأن الحل الأمثل هو أن يكون ليبيّاً 100% وخير من يفعل ذلك هو الجهات المنتخبة بشرط أن يخرج الشعب بكل مجاميعه لتأييدها ودعمها ومساندتها.... وتبقى هذه في نهاية المطاف مجرّد "وجهة نظر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق