إنّ الذي يفكّر في إعادة الماضي هو فقط من يحسّ بأن حاضره غير سعيد ولا يحلم بمستقبل أفضل.... فهو عاجز عن صنع المستقبل.
إلى هواة جمع العملات المعدنيّة... "دولة الخلافة" في الرقّة تصدر عملة إسلاميّة
ذكرت الأنباء أنّ ما يسمّى بدولة الخلافة الإسلاميّة في العراق وسوريا والتي مقرّها الآن في مدينة الرقّة تنوي إصدار عملة معدنيّة من الذهب والفضّة كمحاولة منها "لإحياء زمن الخلافة".
المعلوم أن أوّل من أصدر عملة في عهد الإسلام كان الخليفة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، وكانت العملة وقتها من الدينار وهي معدنيّة من الذهب أو الفضّة حسب قيمة العملة.
التعليق
لا أدري على أية أسس تمّ إصدار هذه العملة من حيث القيمة الشرائيّة لها ومن هو ذلك الذي سوف يقبل بالتعامل بها من دول العالم حيث أن ما يسمّى بالدولة الإسلاميّة لا تعترف بها أية دولة في العالم، وليس من المتوقّع بأن تعترف بها أية دولة في العالم على الإطلاق لأن الأسس التي بنيت عليها هذه الدولة ليست سليمة.
بكل تأكيد فإنّ من يقفون وراء هذه "الدولة الإفتراضيّة" هم في واقع الأمر يعيشون في عالم من صنع خيالاتهم، وربّما هم أنفسهم يعرفون بأنّ مثل هكذا دولة سوف لن تعمّر طويلاً. ما يسمّى بالدولة الإسلاميّة هي تكوين عنصري يشمل كل المتشدّدين في الدين (المتطرّفين) الذين يذبحون الناس ويحتقرون شعوب العالم ويعتبرون كل من لا يتبع ملّتهم على أنّه من الكافرين الذين لا يجوز التعامل معهم إن كانوا غير مسلمين في الأساس أو من المرتدّين الذين يتوجّب ذبحهم إن كانوا من المسلمين الذين يتبعون توجّهات إسلاميّة مخالفة لأفكار "دولة الخلافة".
أنا لا أستغرب أن أسمع مثل هذه "الأحلام" من مؤسّسي داعش الإرهابيّين، لكنّني فقط أستغرب بأن هناك من بيننا من ربّما يقتنع بتفكيرهم أو يبدأ في الحلم معهم بعودة "الزمن الغابر".
التاريخ لا يعيد نفسه، والحياة ليس لها إلاّ وأن تسير إلى الأمام. إنّ الذي يفكّر في إعادة الماضي هو فقط من يحسّ بأن حاضره غير سعيد ولا يحلم بمستقبل أفضل.
إن الذي ينظر إلى الوراء لا يستطيع قط السير إلى الأمام لأنّه بكل بساطة سوف لن يرى ماذا يقع أمامه فيسقط ويصطدم بالأشياء المحيطة.
إن الذي لايستطيع تصوّر المستقبل هو إنسان فاقد لروح المبادرة ومفتقر لملكة الإبداع. الذي لايحلم بغد أفضل هو إنسان متشائم، ومثل هذا النوع من البشر لا يمكن له أبداً أن يصنع دولة أو يسيّر دولة هي موجودة على أرض الواقع، وأمثال هؤلاء البشر يمكن إدراجهم بكل بساطة في قائمة "الواهمون" أو ما يعرف "أتباع العالم الإفتراضي"، وهؤلاء مصيرهم هو الزوال أو الإندثار بفعل رفضهم من عالمهم المحيط الذي لا يمكنهم التناغم معه أو العيش بمعطياته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق