خطرت ببالي هذا المساء فكرة ظننتها رائعة وجميلة، وكنت على وشك نشرها لأحبائي القرّاء كي يقولوا رأيهم فيها.
الخطّة كانت عبارة عن مشروع سلام متكامل في ليبيا برعاية أمميّة (الأمم المتحدة) ظننت بأنّه سوف يجد أذاناً صاغية من قبل كل فرقاء النزاع في ليبيا لأنّها كانت بمثابة "حل وسط" قد يحفظ ماء الوجه لكل طرف مهما كان متشدّداً. كنت أرى فيها مخرجاً جيّداً لما يحدث في بلادنا الآن، وبدأت بالفعل أحلم من جديد بأنّنا قد نجتمع حولها من أجل إنقاذ بلادنا وإنقاذ أنفسنا.
وبينما أنا أكتب ملامح هذه "الفكرة" وصلت إلى أسماعي خطّة أخرى جمّدت تفكيري وأفاقتني من "أحلامي" الورديّة.... ما وصل إلى أسماعي كان كافياً لأن يمحو كل أثار الأمل من خيالي وأن يقضي على ما تبقّى في كياني من بواعث التفاؤل. أصابني ما سمعت بإحباط إضافي، وتركني لأعود إلى دوّامتي التي حاصرتني في منتصفها وآحاطت بي من كل مكان فأقفلت علىّ كل مخارج النفاذ.
ما سمعته كان تسجيلاً لمكالمة هاتفيّة "حقيقيّة" بين راشي ومرتشي. الراشي كان يعرض على المرتشي نصف مليار دولار ثمناً لرأس اللواء المتقاعد خليفة حفتر !.
حينما سمعت تلك المكالمة بين الإثنين تراءت أمامي أبعاد جديدة لعمق المشكلة في ليبيا. أحسست بأنّ ليبيا هي ضحيّة لمؤامرة دوليّة عميقة وكبيرة وخطيرة لأبعد الحدود. مشكلة ليبيا لا يمكن تلخيصها في شخص كان من سيكون... مشكلة ليبيا كما تراءت لي هي "مؤامرة" من نوع أخطر بكثير مما يتصوّره أكبر المتشائمين من بيننا.
أنا بدأت الان أشعر بأنّ الطوفان الحقيقي هو في طريقه إلى بلادنا وبأسرع مما قد نتصوّر. إن مشكلة ليبيا يا سادة لا يمكن إختزالها في شخص لواء متقاعد، وإنّما هي بالنسبة لمن يخطّط لتدمير ليبيا عبارة عن "شمّاعة"..... فنار لتركيز الأنظار بهدف تمرير المخطّط على من ظل يصدّق بأن مشكلة ليبيا هي الدكتور محمود جبريل أو اللواء المتقاعد خليفة حفتر أو اللواء المغدور به عبد الفتّاح يونس.
هذه الخطّة (الأخرى، وليست خطّتي للسلام !) أنا أراها مدعاة للإستفاقة..... وخزة لضمير من مازال يظن بأنّ "فجر ليبيا" هي إنتفاضة جديدة تهدف إلى إعادة الأمور إلى نصابها.
أعتقد بأن الوقت كان قد حان بالفعل لكل يستيقظ من هو مازال نائماً.... ويشهد الله بأنّني قد بلّغت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق