Translate

الاثنين، 16 فبراير 2015

لقد حان الوقت للقضاء على الإرهابيّين

 أصبحت هذا اليوم على خبر قيام 6 طائرات مصريّة من طراز F16 بالإغارة على مواقع للإرهابيّين في مدينة درنة الليبيّة بعد أن قام تنظيم داعش الإرهابي بذبح 21 مسيحيّاً مصرياً كانوا ضيوفاً مبجّلين على الشعب الليبي يساعدون الليبيّين على تسيير أمور حياتهم اليوميّة. 

لقد كثر الإرهاب في بلادنا وتغوّلت العصابات الإرهابيّة التي ترتدي جلابيب الدين وتتستّر بإسم الإسلام، وكان سبب إنتشار هذه العناصر الإرهابيّة في ليبيا هو تلك الفوضى التي عقبت الثورة على نظام الطاغية القذّافي وما نتج عن ذلك من إنتشار للسلاح وغياب لأجهزة حكم فاعلة.

لقد تناوبت على حكم ليبيا منذ عام 2011 ثلاثة كيانات تشريعيّة برهنت كلّها عن عجزها المطبق وعقم تفكير أعضائها، وحكم ليبيا أربعة رؤساء حكومات برهنوا كلّهم عن فشلهم الذريع في تحقيق أي تقدّم في مشروع بناء الدولة مما ترك لنا بلداً مفلساً ومدمّراً وهزيلاً ظل شعبه يعاني من تبعات الفوضى والفشل طيلة الأربع سنوات الماضية. هذا الفشل المتكرّر ربّما يعكس تلك التركة الكبيرة التي ورثناها من تسلّط الطاغية القذّافي على مجريات الأمور في ليبيا لأكثر من أربعة عقود من الزمان وهيمنته الكاملة على مجريات الأمور في ليبيا طيلة تلك العقود المظلمة. كذلك، فإنّ هذا الفشل يعكس عدم مقدرتنا كليبيّين وليبيّات على إختيار الأفضل لتسيير أمورنا وبناء دولتنا.
لقد تبيّن واضحاً الآن بأنّنا في ليبيا لسنا أكثر من مجتمع قبلي متخلّف مازالت تتحكّم فينا العقليّة القبليّة التي ترتكز على أسس المحاصصة بعيداً عن المقدرة الذهنيّة والخبرة الإداريّة، وكذلك مازال يتواجد بيننا وللأسف من يفكّر بعقليّة الطاغية القذّافي (أحكمكم أو أقتلكم) مع أنّه يقول لنا بأنّه ثار على نظام الطاغية القذّافي وبأنّه حرّر ليبيا الظلم والطغيان. تلك هي مشاكلنا في ليبيا، وهي مستنبطة من بيئتنا ومن ثقافتنا ومن تعليمنا.
المشاكل التي نعاني منها في ليبيا لا يمكنها بأن تكون غريبة عن البيئة التي نعيش فيها، بمعنى أن مشاكلنا في ليبيا هي من معين الثقافة التي تشربناها ومن صميم البيئة التي نعيش فيها.
نحن كمسلمين أيضاً نعاني من ثقافات موروثة ومشاكل متراكمة بسبب سوء فهمنا للدين وبسبب تغوّل كهنة الدين على الحياة اليوميّة في بلداننا، فهم يريدوا أن يقنعوننا بأنّهم ظلال الله في الأرض وبأنّهم وكلاءه علينا يراقبون تطبيق شرائعه وأحكامه من قبلنا، وبذلك فهم ينصّبون من أنفسهم بمثابة "الشرطي الديني" الذي من حقّه أن يراقب تصرّفاتنا اليوميّة وممارساتنا الخصوصيّة ولو كان ذلك في داخل بيوتنا (بيننا وبين أطفالنا). هذه الثقافة الموروثة هي ما زرع التطرّف في عقول الكثير منّا وهي ما حوّل الكثيرون منا إلى إرهابيّين وقتلة بإسم الدين الذي نؤمن به نفتخر بإنتمائنا إليه لأنّه حسب علمنا وفهمنا دين رحمة ودين حب ودين بناء ودين تآخي بيننا وبين كل شعوب العالم.
الذي حدث في ليبيا أخيراً كان بكل تأكيد نتاج كل هذه المعطيات والكثير غيرها، لكنّنا يجب أن نوقفه ونقف ضده. علينا كليبيّين وليبيّات أن نخرج عن صمتنا وأن نخرج من سلبيّاتنا وأن نقول لأولئك الطغاة الجدد "توقّفوا" فقد فاق السيل الزبى.
وحيث أنّنا لا نقدر على قهر الإرهاب في بلادنا معتمدين على ما نملك من جيش وسلاح نظراً لوجود فرق وطوائف مسلّحة حتى النخاع، فإنّه يتوجّب علينا طلب المساعدة من غيرنا وخير من يساعدنا هم إخوتنا العرب والمسلمين، وخيرهم جميعاً هم جيراننا، وخير جيراننا هم المصريّون نظراً لإمتلاكهم القدره على مساعدتنا ونظراً لدرجة التحضّر النسبي والطبيعة الهادئة والمتفهّمة عند إخوتنا المصريّين.

أنا شخصيّاً أرى بأنّ التعاون مع مصر هو خطوة في الإتجاه الصحيح، وأرى بأن القضاء على تجّار الدين والمتطرّفين في بلادنا هو الخطوة الأولى نحو بناء دولة عصريّة، وأرى بأنّنا كلّنا كليبيّين وليبيات يتوجّب علينا بأن نتّحد ضد الطغاة الجدد حتى نتمكّن من قهرهم بمساعدة جيراننا بشرط ألاّ نفرّط في سيادتنا وإستقلال القرار بالنسبة لنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق