Translate

الجمعة، 20 فبراير 2015

موقف مجلس الأمن الأخير

 قرّر مجلس الأمن هذا اليوم الإبقاء على قانون حظر السلاح على ليبيا وكذلك قرّر عدم دخول قوّات دوليّة إلى ليبيا لفرض الأمن أو للقضاء على التنظيمات الإرهابيّة.
وكان مشروع قرار عربي قد تقدّمت به كل من مصر وليبيا والأردن يطالب برفع حظر السلاح عن ليبيا وتدخّل دولي للقضاء على المليشيات المسلّحة قد قوبل بالرفض من قبل الأغلبيّة في مجلس الأمن، وكانت أمريكا وبريطانيا من أوّل المعترضين على هذا المشروع.
إعتراض أمريكا وبريطانيا على تسليح الجيش الليبي ينبع من إصرار هاتين الدولتين على إشراك الإخوان المسلمون في الحكم وتمكين الجماعات الدينيّة الأخرى والتي من بينها الجماعة الليبيّة المقاتلة من المشاركة في حكم ليبيا من خلال "حكومة وحدة وطنيّة" تقوم بتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.

أنا شخصيّاً أعتبر بأن موقف كل من بريطانيا وأمريكا لا يصب في مصلحة الشعب الليبي وإنّما هو يخدم أجندات أمريكيّة وبريطانيّة خاصّة قد نتكهّنها، لكنّني أنا شخصيّاً لا أعرف حقيقتها. أنا على ثقة بأن هاتين الدولتين لا تريدان للجيش الليبي بأن يفرض سيطرته على الآراضي الليبيّة حتى تبقى ليبيا بلداً مقسّماً تتحكّم فيه المليشيات المسلّحة وتتنازع فيه السلطة كل الجماعات الدينيّة المتشدّدة، لأن كل من أمريكا وبريطانيا تعرفان جيّداً بأن وجود هذه الجماعات يتنافى كليّة مع أي إستقرار في ليبيا، حيث أن الجماعات الدينيّة لا يمكنها إطلاقاً الإتفاق أو التوافق مع بعضها بسبب الإختلافات في تفسير الدين وبسبب تبعيّة هذه الجماعات لأطراف دوليّة متصارعة ومتنافسة.
وإنّني والوضع كذلك فلم يبقى أمامي غير أن أعود لأقول بأن حكومتنا ضعيفة وبأن مجلس نوّابنا ضعيفاً، وبأن وضع بلادنا يعتبر متأزّماً جدّاّ؛ لكنّنا لابد وأن نخرج من هذه الأزمة بليبيا دولة موحّدة ومتماسكة وقويّة بإذن الله.

أقترح هنا بعض النقاط قد تجدها السلطات الشرعيّة في ليبيا ذات فائدة:
  1. تفعيل جهاز المخابرات فوراً وبكل فاعلية، والعمل على تطعيمه بخبرات من مصر وروسيا وجمهوريات الإتحاد السوفييتي السابقة.
  2. لابدّ، لابدّ، لابدّ... من حل الإشكال في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان وما يسمّى بمنصب القائد العام للجيش الليبي. أنا هنا أستشعر صراعاً قويّاً على السلطة والنفوذ، وهذا الصراع يجب أن ينتهي فوراً من أجل ليبيا. يجب بألا يوجد في ليبيا غير وزارة الدفاع كسلطة عليا للجيش على أن تصبح رئاسة الأركان كمنفّذ ميداني لآوامر وزارة الدفاع وتحت إمرتها. لا يوجد أي خيار عملي آخر، فرجائي، رجائي، ورجائي أن تخرج الحكومة الليبيّة واللواء خليفة حفتر من تلك الخزعبلات وذلك الصراع لتقاسم السلطة على حساب أمن وسلامة ليبيا.
  3. وزارة الإعلام فاشلة... فاشلة... فاشلة، ويجب إعادة النظر في وزير الإعلام الذي يبدو عليه أنّه يتكلّم كثيراً ولا يستطيع أن يفعل أي شئ نظراً لغياب روح المبادرة عنده وغياب المقدرة على صنع الأفكار من حيث الأساس.
  4. برغم محاولات وزير الخارجيّة السيّد محمّد الدايري القيام بعمل ماء لحفظ ماء الوجه إلاّ أنّني أعتبره مقصّراً وفاشلاً بكل صراحة. لا بد من تغيير وزير الخارجية بشخص آخر يمتلك قدرات أكبر وقبول أحسن في العالم المحيط بنا. وزارة الخارجيّة في الظروف الحالية مع وزارة الإعلام تعتبران من أهم وزارات الحكومة، وكلتا الوزارتين من وجهة نظري تعتبران فاشلتين ولا بد من تغييرهما من أجل ليبيا.
  5. الإنفتاح على العالم من حولنا والبدء في البحث الجدّي عن أصدقاء لليبيا بالإضافة إلى من يقف معنا الآن، وعلينا التفكير الجدّي في روسيا والهند وكوريا والبرازيل والأرجنتين ودول في أفريقيا يمكننا الإستفادة من إمكانيّاتها وخبرتها مثل جنوب أفريقيا والسنغال وكينيا.
  6. لابدّ للحكومة ومجلس النوّاب من التمدّد جنوباً نحو فزّان وسبها والكفرة وغربا حتى غدامس بهدف ضم تلك المناطق لسلطة وخدمات الحكومة.
  7. مسرحيات المصالحة "الوطنيّة" التي يديرها بيرناردينو ليون يجب التوقّف عن حضورها فوراً من قبل مجلس النوّاب وكل من يحب ليبيا من الأعضاء الآخرين الذين لا ينتمون لمجلس النوّاب. كذلك يتوجّب على مجلس النوّاب التنصّل من المسئوليّة عن أي من نتائجها ، لأنّ هذه المباحثات بدأت ميّته وتسير على سكّة ملتوية في طريق ضبابي لا معالم له، وسوف لن تؤدّي بنا إلاّ إلى التيه والضياع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق