Translate

الخميس، 2 أبريل 2015

هل نتعلّم من هؤلاء ؟

بغض النظر عن مباركتنا لعملية "عاصفة الحزم" أو عدم مباركتنا لها، فإن هناك ظاهرة أعجبتني وبالفعل بيّنت على أن هناك في السعوديّة من يفكّر ويتعلّم ويستفيد من الآخرين.
نحن نعرف بأن الجيش السعودي يتسلّح من قبل أمريكا وبقية دول الغرب، ويتدرّب ضبّاطه في نفس الدول، ويجري مناورات مشتركة مع القوّات الأمريكية أو قوات الحلفاء. ذلك النوع من التعاون لم يضع سدى، وقد رأيناه واضحاً جليّاً في الطريقة التي مارست بها وزارة الدفاع السعودرية إشرافها وتنظيمها لعملية "عاصفة الحزم".
المثال الناصع للعيان هو وجود ناطق رسمي ووحيد للقوّات السعودية والقوات المعاونة لها، وهو وحده بكل مهنيّة من يصرّح ويعلم الناس والصحافة عن سير العمليات. العميد الركن أحمد العسيري الناطق الرسمي بإٍسم عمليّة "عاصفة الحزم" برهن على أنّه مهني ومثقّف وعارف بالشؤون العسكريّة، وفوق ذلك كلّه يتحدّث بطلاقة بثلاثة لغات عالمية على الأقل وهي العربية والإنجليزية والفرنسية، وهو يعرف مهنيّاً كيف يتعامل مع الصحافة وكيف بكل هدوء يجيب على الأسئلة غير ناسياً مهمّته كعسكري وما يمكنه البوح به مع المحافظة على سريّة ما يجب أن يكون سريّاً.
لقد عجبت جداً بهذا التواصل مع وسائل الإعلام وأنا أقارن ذلك مع ما يجري في بلادنا من فوضى، وأنا أتحدّث هنا بكل وضوح عن عملية "الكرامة" وما تبعها من عمليات تتعلّق بالجيش الليبي في شرق وغرب البلاد. نحن يوجد لدينا 10 ناطقين عسكريّين، وكل واحد منهم يختلف فيما يصرّح به عن الثاني، وكل واحد منهم يجهل حقيقة ما يجري على الأرض وقد يستقي معلوماته من وسائل التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك.
نحن عندنا رئيس الأركان يصرّح، والناطق الرسمي بإسم رئاسة الأركان يصرّح، وقائد عملية الكرامة (قائد الجيش الليبي) يصرّح، والناطق الرسمي بإٍسم عملية الكرامة يصرّح، والناطق بإسم وزارة الدفاع يصرّح، وقائد المنطقة الغربيّة يصرّح، ورئيس الوزراء يصرّح، والكثير من أعضاء مجلس النوّاب يصرّحون. تلك هي فوضى وفوضى وغباء.... فهل نتعلّم من غيرنا كيف يسيّرون أمورهم؟. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق