Translate

الأربعاء، 9 سبتمبر 2015

هذه بريطانيا أكرهوها أو أحبّوها

حينما نتحدّث نحن العرب أو المسلمون عن بريطانيا لا يأتي أمام أعيننا ولا يأتي من خلال ذاكرتنا غير أنها بلداً إستعماريّاً لا تنفع إلّا في إستعباد الشعوب، ونحن لا نرغب في التحدّث عن بريطانيا إلّا من خلال ذكريات مؤلمة معها مثل تسليم فلسطين لليهود، وإحتلال مصر والسودان، وإحتلالها الكثيرر من دول العالم.
أنا وددت هنا أن أبعد قليلاً عن التاريخ وأتحدّث عن الحاضر، وأمامي قضيّة أراها مهمّة وودت أن أنصف بريطانيا فيها. 
في عام 1938 وأثناء الحرب العالمية الثانية سمح الإنجليز لعدد 10,000 يهودي ويهوديّة من بينهم الكثير من الأطفال إضطهدهم هتلر وربّما كان يفكّر في تصفيتهم جميعاً، وقامت بريطانيا بإيوائهم وتقديم كل الخدمات لهم ولاحقاً تحصّلوا على الجنسية البريطانية وبقوا في بريطانيا يشكّلون العمود الفقري للجالية اليهودية في بريطانيا.
في عام 2015 قرّرت بريطانيا إستقبال 20,000 سوري وسوريّة من بينهم العديد من الأطفال أضطهدوا في بلدهم وتم تهجيرهم رغم مشيئتهم فتشرّدوا في كل مكان، ممّا دعى الكثير من بلدان أوروبا الغربية وخاصّة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا ودول أسكندينافيا لفتح أراضيها لهم من أجل حمايتهم والعناية بهم خاصّة صغار السن منهم.
في هذا الإطار أنا أرى بريطانيا ومن باب الإنصاف أنّها عدلت وإلى حد كبير بين العرب واليهود من حيث الرعاية والإهتمام.... فهل تغيّر الوجه الإستعماري لبريطانيا وأصبحت هذه الدولة أكثر إنسانيّة من ذي قبل، أم أنّهم مازالوا يديرون سياسة براغماتيّة بذكاء ونكهة إنجليزيّة؟.
أنا أقول في هذا المضمار إن بريطانيا اليوم هي ليست بريطانيا الأمس، وأن الجيل البريطاني الجديد يختلف كليّة عن الجيل القديم، وأقولها بصدق إنّني لاحظت ذلك في أسكتلندا أثناء زيارة سياحية حديثة لها حيث لاحظت بأن الناس هناك هم إنسانيّون بكل المعايير وبكل الحسابات، وبأنّهم بالفعل بشر طيّبون إلى أبعد الحدود. أمثل هؤلاء الناس الطيّبون لابد وأن ينتجوا سياسيّين بقدر طيبتهم ونقاء أنفسهم، ومن هنا فإن السياسيين هم أنفسهم قد تغيّروا وأعتقد بأن بريطايا اليوم يمكن عمل علاقات متينة معها تكون فيها المصلحة متبادلة ومتعادلة وقد تكون مفيدة بالنسبة لنا في ليبيا العصريّة التي سوف لا محالة تتكوّن وتتأسّس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق