Translate

الأحد، 14 فبراير 2016

آل سعود يحفرون قبورهم بأيديهم


عندما يعيش الإنسان في وهم فإنّه لايستطيع أن يرى معالم طريقه، ويظن بأنّه يقود الآخرين. أمثال هؤلاء البشر لايرون ما يحيط بهم، ولا يحسّون بأثار أخطائهم وممارساتهم ذلك لأنّهم لا يمتلكون خاصّية التفاعل مع ما يدور حولهم من أحداث نظراً لأنّهم يعيشون بمعزل عنها ولا يمتلكون خاصّية التدبّر والتصوّر ولا يبرعون كثيراً في عمليّات الحساب والموازنة.
كما يعرف الداني والقاصي فإنّ حكّام السعوديّة يقبلون الآن على القيام بمغامرة غير محسوبة العواقب وهم يقيناً لا يعرفون ماذا يختفي وراءها من مهالك ومثالب وخرابات. حكّام السعوديّة وللأسف لا يمتلكون القدرة على الجلوس وعمل الحسابات. قال لهم من أراد - في سرّه - بأن ينهيهم أنّهم قد يصبحون قادة الأمّة الإسلاميّة وقد يرثون زعامة الراحل جمال عبد الناصر ولكن بإسم الإسلام وليس بإسم العروبة.

يجهّز السعوديّون الآن للدخول في حرب غير محسوبة العواقب وغير مقدّرة النكائب وغير مدروسة الجانب، فقط لأنّه وجد من ورائهم من يشجّعهم على ذلك ويوحي لهم بأنّه سوف يقف ومعهم وينتصر لهم. إنّهم واهمون ومختالون ومغرّؤراً بهم وعليهم أن يستفيقوا الآن وقبل فوات لآوان وهذه نصيحة لوجه الله غايتها الحرص على الآماكن المقدّسة من الدنس والتدنيس الذي سوف يوكن واقعاً لا مفر منه إن واصل حكّام السعوديّة السير في هذه الطريق الكتنزة بالمخاطر والأشواك والمفاجآت أيضاً.

نحن نعرف وعبر التاريخ بأن السعوديّة بقيت في السابق على الحياد وتجنّبتها الكثير من الدول حفاظاً على حرمات المسلمين ومقدّساتهم، والأمثلة كثيرة جدّاً لعلّ أبعدها الحروب الصليبيّة وأقربها ربّما عمليّات الإستعمار الحديثة مروراً بالطبع بتوسّات الإمبراطورية الثمانيّة التي بدورها تمدّدت في كل مكان لكنّها تجنّبت السعوديّة لنفس الأسباب المذكورة أعلاه.
العقل والمنطق والواقع يقول بكل جلاء لحكّام السعوديّة إن هم ربوا في الإستماع إلى النصحية بأنّ "حماة" المناطق المقدّسة والتي تخصّ ما يقارب المليارين مسلم في العالم بأنّهم يجب أ، "يبقوا على الحياد" مهما كانت التحدّيات ومهما كانت المغريات ومهما كانت الأحلام والرغبات. لابد للسعودية بأن تبقى على الحياد أسوة بسويسرا وأسوة بالفاتيكان وأسوة ربّما باليابان حتى تقفل الطريق أمام المخرّبين والمشاغبين والمغامرين كي لا يخطر ببالهم أن يهاجموا الآماكن المقدّسة فيحدثوا بذلك زلازالاً قد لا ينتبه إليه أغبياء السعوديّة الآن وهم في نشوة ا؛لام الزعامة الوهميّة.
ونظراً لأنّني أحسّ بآحاسيس المسلمين الصادقين وأشعر بمشاعر المؤمنين المخلصين، وربّما أنا أحسّ بأنّني أكثر حنقاً من أي عربي ومن أي مسلم لأنّني أرى أعماق وأبعاد الكذب والنفاق والتلوّن والهرطقة أمام عيني وفي مخيلتي..... فإنّني أ؛سّ الآن بأنّ الوضع في المنطقة هو غاية في الخطورة ومشرف على التفجّر. إن المنطقة بكاملها سوف تشهد زلازل مرعبة ومدمّرة بشكل قد يصل إلى تحويل كل المنطقة إلى رماد وعدم.
أنا سبق لي القول سابقاً بأن السعوديّين بدأوا الآن يحسّون بأنّهم يلبسون حذاء الزعيم عبد الناصر ولكن "بالمقلوب"، وعلى أنّهم بمثابة "حماة الأمّة" الجدد الذين يناط بهم أمن وسلامة كل المنطقة. المشكلة أن السعوديين لايملكون قرارهم بأيديهم ولا يعرفون إلى أين يسيرون، وفي هذا أعتقد بأنّهم بالفعل بدأوا يحفرون قبورهم بأيديهم.
سوف تتهاوى عروشهم كما تتهاوى عروش الطواويس، والأخطر من كل ذلك والذي قد لا يراه أغبياء الوهابيّة الذين يصبّون البنزين على نار مشتعلة.... الأخطر... أنّهم يعرّضون الآماكن المقدّسة للمخاطر والسيّارات المفخّخة وربّما الصواريخ العبثيّة وربّما المقذوفات التي سوف تنهمر من الجوّ والتي سوف لن تميّز وسوف لن ترحم .
قد يكون مصير السعوديّة كمصير اليمن وليبيا وسوريا نفسها وحكّامها للأسف لايقدرون على تصوّر الوضع لغياب الرؤية الواضحة لديهم نتيجة لغشاوات الغباء والأوهام. بلد مثل السعوديّة تقول بأنّها حامية الآماكن المقدّسة يتوجّب عليها بأن تكون محايدة من أجل تحييد الآماكن المقدّسة عن الصراعات التي نعرف بأنّها إن إندلعت فسوف لن تميّز بين المقدّس والمدنّس.... وها قد بلّغت، وليكن بلاغي هذا في يوم يحتفل فيه العالم بذكرى الحب والتآخي والتقارب بين بني البشر.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق