Translate

الخميس، 24 مارس 2016

عندما تتصادم الهمجيّة مع التحضّر

وكالات أنباء مختلفة
عندما تتلامس ديموقراطية وتحضّر الغرب مع همجيّة وتطرّف بعض المسلمين تسوء العلاقة بين الإثنين، فتزداد بذلك الكراهية من طرفهم للمسلمين وللإسلام على وجه العموم ومن ثمّ فلن يبقى في عقل وتفكير وحسابات الأوروبيين من ينتمي إلى الإسلام ويتصف بالبراءة.... ولا يجب "عدلاً" و "إنصافاً" أن نلومهم على ذلك بعد كل المآسي التي سبّبها المتطرّفون الإسلاميّون لهم.

الخبر
أكّد المدّعي الفيدرالي البلجيكي "فريدريك فان لو" في مؤتمر صحافي له يوم أمس (الأربعاء) بأن الشقيقين إبراهيم وخالد البكراوي هما من نفذ الاعتداءين في بروكسيل يوم الثلاثاء الماضي. إبراهيم البكراوي (29 سنة) على مطار بروكسيل، و خالد البكراوي (27 سنة) على قطار أنفاق "ماليبك" قرب مقر المفوضية الأوروبية في بروكسيل بعد ساعة من هجوم المطار. وقال السيّد فان لو، إن مشتبهاً ثالثاً يعتقد بأنّه نجم العشراوي (25 سنة) لا يزال هارباً من العدالة.
وقال المدّعي العام البلجيكي فان لو في نفس المؤتمر الصحفي: إن الشقيقين ينتميان إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، وكلاهما من مواليد بلجيكا، ولكل منهما سجل إجرامي في السرقة بالإكراه، ولكن لم يسبق للمحققين الاشتباه في تواصل مباشر لهما بالمتشددين.
وقال فان ليو كذلك بأنّ عدد القتلى في الهجمات كان 31 على الأقل بالإضافة إلى 271 مصاباً عدد كبير منهم في حال حرجة.
وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد أعلن يوم الأمس بأن أحد المشتبه بهم في هجمات بروكسل كان قد أعتقل في تركيا عام 2015 وتم ترحيله بعد ذلك إلى بلجيكا مسقط رأسه، وأكد مسؤول تركي أن الأمر يتعلق بمنفّذ هجوم مطار بروكسل إبراهيم البكراوي.
وأضاف أردوغان أن السلطات التركية ألقت القبض على أحد منفذي هجمات بروكسل في غازي عنتاب (جنوبي تركيا) في يونيو/حزيران من العام الماضي وتم لاحقا ترحيله إلى بلجيكا في الـ14 من يوليو/تموز 2015.
وأضاف أنه تم إخلاء سبيله في بلجيكا (((بعد تعذر تحديد ارتباطه بالإرهاب))) رغم التحذيرات التركية بأنه "مقاتل إرهابي أجنبي".
من جهته، أكد مسؤول تركي رفيع لوكالة الصحافة الفرنسية أن الشخص الذي تحدث عنه الرئيس أردوغان هو منفّذ هجوم مطار بروكسل إبراهيم البكراوي الذي تم ترحيله فعلا من تركيا إلى بلجيكا في العام الماضي.
وكانت الشرطة البلجيكيّة قد عثرت لاحقاً في شاربيك على "15 كيلوغراما من المتفجرات و150 ليترا من الأسيتون و30 ليترا من ماء الأوكسجين وصواعق وحقيبة مليئة بالمسامير بالإضافة إلى مواد مستخدمة لتصنيع عبوات ناسفة".

التعليق
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف وصلنا نحن المسلمون إلى هذا المنعطف الخطير وكيف سمحنا لحثالات من أمثال هؤلاء المكتئبين لآن يعبثوا بديننا وبنا ونحن نتفرّج أغلبنا لا يبالي والكثير منّا يتعاطف مع طريقة تفكير وتنظير أولئك المتشدّدين المنغلقين على أنفسهم (قادتهم ومنظّريهم والفاتئين لهم) وهم وللأسف عبارة عن شراذم من الجماعات الشوفينيّة المتعرفة بغباء وبجهل تظن أنفسها بأنّها تنتمي إلى "خير أمّة" وهي لا تعرف بأنّها تسئ إلى هذه الأمّة وتحوّلها من خير أمّة - كما كانت - إلى أحقر أمّة - كما أصبحت - حكماً بمقدار التخلّف الذي يعيش فيه أغلب المنتمين إليها بسبب حقارة ونذالة وجهل وغباء من ينظّرون ويفتون لهذه الأمّة وهم يعيشون في عالمهم الخيالي "السرمدي" البعيد كل البعد عن الواقع بسبب أنّهم لا ينظرون لما حولهم ولا يحسّون بإنعكاسات أفعالهم الدنيئة لآنّهم لا يرونها ولا يقدروا على تقديرعواقبها بسبب القصور الذهني والعقلي لهؤلاء المنغلقين على أنفسهم والمتشبّثين بأفكارهم التي بصدق أصبحت منتهية الصلاحيّة وغريبة عن الواقع المعاش.


لم يسجن القضاء البلجيكي أي من أولئك المجرمين الثلاثة لعدم ثبوت الأدلّة أولعدم كفايتها، ممّا يعكس المستوى الرفيع للقضاء البلجيكي الذي لا يظلم الناس برغم وجود كل الشبهات حولهم وبرغم خلفياتهم التي ينتسبون إليها والتي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالإرهاب والإجرام.
بلجيكا "العلمانيّة" برهنت على أنّها بالفعل دولة متحضّرة تحترم الإنسان ولا تعيّره أو تظلمه بسبب إنتمائه العرقي أو خلفيّته الدينيّة. ألم يكن بإمكان كل الدول الأوروبية التحفّظ على المشتبه فيهم في السجون وإبعادهم عن الحياة العامة من أجل أمن وسلامة مواطنيها؟. ماذا لو أن هؤلاء المجرمين كانوا مقيمين في أية دولة إسلاميّة أو عربيّة؟. إنّهم كانوا ربّما سيعدمون أو يحرقون بمجرّد وجود شبهات حولهم تشكّك في إنتمائهم إلى تنظيمات إرهابيّة أو جهات متشدّدة لا تتفق معها تلك الدولة أو هذه، ولنا في حكم المملكة السعودية على مواطنيها من الشيعة لمجرّد أنّهم كانوا من الشيعة؟.
علينا أن نعترف بأنّنا نجيد الكلام ونتشبّث بالمثاليّات البعيدة عن الواقع ونعيش في أبراج عاجيّة منعزلين عن العالم من حولنا، لكنّنا في داخلنا وفي ثقافتنا وفي ممارساتنا مازلنا نعتبر أقواماً جاهلة ومتخلّفة فكرياً وحضارياً وإنسانيّاً بسبب ثقافتنا المتوارثة عبر الأجيال والتي لا تحترم إختيارات أو توجّهات الغير مهما كانت نبيلة أو إنسانيّة لمجرّد أنّها "غير إسلاميّة" أو كما يجيد شيوخنا نعتها ب"الكافرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق