Translate

الخميس، 24 مارس 2016

أرديتو ديسيو

بقلم: الكاتب الليبي محمّد بويصير في صفحته على الفيسبوك

هل تعرفون هذا الرجل؟.
وهل يمكن ان تخمنوا ماذا فى الزجاجة التى يحملها فى يده ؟
دعونى اخبركم هذه المره..
انه "ارديتو ديسيو" ..
الجيولوجى الايطالى الذى كان اول من اكتشف النفط فى ليبيا عام 38 ، اما الزجاجة التى فى يده فتحتوى على اول لتر من النفط الليبى يتم استخراجه الى سطح الارض..
جاء "ديسيو" الى ليبيا مع المستعمر الايطالى فى اوائل الثلاثينيات وهو يبلغ ال 29 من عمره بعد ان تخرج من جامعة ميلانو، وباعتباره جيولوجى قاد اول حملة استكشافية من مائة جمل وصل بها حتى جبال تيبستى ، وعاد ليرسم اول خارطه جيولوجيه لليبيا ، ثم اشرف على حفر ابار مياه جوفيه عميقه شرق مصراته ، ليبلغه احد فنيي الحفر ويدعى "فيالى" ان الحفاره يعلق بها سائل اسود ، اعادو الكره ليتأكد ان السائل الاسود هو نفط ، عبأ منه زجاجتين ، اخذ احداها الى ايطاليا وهى التى تظهر فى يده فى الصوره بينما ترك الثانيه فى ليبيا لم يعرف عن مصيرها شىء ...
هو ايضا من اكتشف حوض سرت وتنبأ بانه ملىء بالخام الاسود..
ارسلت ايطاليا.. حفارة نفط الى ليبيا قبيل نشوب الحرب ولم تنجح فى استخراج النفط ، هزمت وخرجت وحصل سكان المستعمرة على استقلالهم ، احتفلوا وشكلوا حكومات تراوحت بين الملكية المحافظة والثورية الفاقعه التى تحمل حلول لكل مشاكل العالم وايضا جربوا الحكم بالشريعة واخيرا الفوضى ..
كانت كلها تدور حول ما يمسكه "ارديتو" فى يده والتى بسببها ياكلون ويشربون ويلبسون اطفالهم ويطبعون جوازات السفر ، ولكنهم لم ينجحوا ابدا لا فى اقامة دوله ولا فى استعمال مردود بلغ 800 مليار دولار من ناتج بيع هذه المادة فى اقامة شىء له فائده لا مساكن ولا طرق ولا نظام صحى و لا تعليمى ، بل كان النفط للاسف دافع للتقاتل والسرقة والتبديد والاثراء غير المشروع ..
"ارديتو"..
قاد 100 جمل فى رحلة عبر فيها الصحراء الكبرى ، فى مكتبى اضع احدى اللوحات التى تصوره على ظهر جمل فى عاصفة رمليه هاجمتهم بين "الجغبوب" و"سبها" ابدأ يومى بها كل صباح ، لأتذكردائما ان "الرجل" هو من خاض فى بحر الرمال وليس من بدد نتائج الجهد..
سؤالى لشبابنا..
كم منكم مستعد ان يخوض بحر الرمال بمائة جمل من اجل ليبيا ، ام ان "تكبير المقاعد" امام التلفاز وعلى مكاتب "البطاله المقنعه" والجدل "الجاهل" فى السياسه وايضا تبديد المال العام اكثر راحه؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق