Translate

السبت، 2 أبريل 2016

الخروج من التابوت


بعد هروب إلى الأمام وسكوت مصدره العجز، خرج علينا السيّد عقيلة صالح ببيان تحريضي وإستكباري يهاجم فيه مجلس الرئاسة وحكومة الوفاق طالباً منهما الحضور لمجلس عجز حتّى عن مجرّد الإنعقاد. الحضور أمام مجلس النوّاب الملئ بالخصامات والإنقسامات، مجلس برهن على أنّه مشلولاً ولا يستطيع حتى مجرّد الإنعقاد.
السيّد عقيلة صالح قال بأن الشعب الليبي يستحق الخدمات الصحية والأمنية والعلاجية مثله في ذلك مثل بقية شعوب العالم.... أين كان السيّد عقيلة صالح طيلة ال20 شهراَ الماضية، وأين كان مجلس نوّابه من تلك الخدمات التي لم يرى منها الشعب الليبي غير الوعود... بل وفي بعض مناطق ليبيا لم يسمع عن أو يرى أي من مثل تلك الوعود.
السيّد عقيلة صالح يطالب المجلس الرئاسي بالذهاب إلى طبرق لتقديم أسماء ومعلومات عن أعضاء الحكومة وينتظروا إعتمادها من مجلس النوّاب، والسيّد عقيلة صالح هو ربما لا يعرف بأن مجلسه هو عاجز وفاشل ومهترئ ومتهتّك، ويعجز حتي عن الإجتماع. السيّد عقيلة صالح ربما لا يعرف بأن أكثر من نصف أعضاء مجلس النوّاب هم لا يعترفون برئاسته لهذا المجلس ولا يحظى منهم بأي إحترام أو تقدير. أي مجلس نوّاب يتحدّث عنه عقيلة صالح وكأنّي به لا يدري عن الذي يجري في مجلس إنتهت صلاحيّته منذ بداية أغسطس 2015.
بيان السيّد عقيلة صالح هو من وجهة نظري بمثابة صب الزيت على نار مستعرة، ويقال بأن فيه تهديداً مبطّناً بفصل برقة عن بقية التراب الليبي إن لم يستجب المجلس الرئاسي لدعوته.
لا أدري لماذا هذا هو قدرك يا ليبيا، تلتئمين في الشرق وتتثلّمين في الغرب، وحينما تلتئم أطرافك في الغرب تتثلّم في الشرق؟. هل كتب لنا بأن نعيش في ضغينة وإحتراب وإقتتال ملتهين بذلك عن البناء والتعمير والإهتمام بمصالح الناس بسبب غباء من يجلس على سدّة الحكم؟.
أنا أرى بأنّ الحل المثالي في ليبيا هو بإعادة إنتخاب كل شئ... نعم كل شئ، ولنبدأ من جديد فقد فشلنا في إنتخاب من يمثلنا كما نبتغي. فلقد خذلنا من إنتخبناه برغم أنّنا لم نكن سلبيين ولم نتخلّف عن الإدلاء بأصواتنا حينما دعينا لإنتخاب من يمثّلنا.
بعد يومين من الشعور بالأمل أحس الآن بالإحباط من جديد بسبب الأغبياء والمتخلّفين الذين إخترناهم ليكونوا على رأس السلطة في بلادنا، وبذلك فأنا أقر وأعترف بأنّنا شاركنا في خراب بلادنا بدون أن نكون ندري أو نعي وتلك علينا بأن نلوم أنفسنا عليها بهدف التعلّم منها وعدم تكرارها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق