Translate

الجمعة، 17 يونيو 2016

التطرّف يولّد الكراهية، والكراهية تزهق الأرواح البريئة

 

"جو كوكس" هي عضوة شابّة ومتميّزة في حزب العمّال البريطاني، وكانت قد أغتيلت بدم بارد ظهر الأمس من قبل متطرّف يهودي إنتقاماً من مساندتها للحق الفلسطيني.
"هيلين جوان كوكس" ولدت في قرية باتلي في غرب يوركشير عام 1974، وتلقّت تعليمها هناك. متزوّجة من بريندان كوكس ولها منه طفلين (3، 5 أعوام)، وزوجها إشتغل كمستشار ل جوردن براون رئيس الوزراء البريطاني السابق عن حزب العمّال.
جو كوكس يعرف عنها بأنّها كانت ذكيّة وبارعة أثناء الدراسة، ويعرف عنها بأنّها شجاعة وصريحة ولا تخاف قول كلمة الحق مهما كانت موجعة. 


جو - لمن لا يعرفها - هي أكبر مناصر للشعب الفلسطيني، وهي من قالت: أنّه يتوجّب على اليهود ترك منطقة الشرق الأوسط من أجل العدل والإنصاف للفلسطينيين، وهي من أكبر المناصرين لإنتفاضة الإنترنت الفلسطينيّة.
يقال عنها بأنّها طيّبة ومتواضعة وتحب الخير لكل الناس. كما يقال عنها بأنّها كانت قد أمضت أغلب أيّام السنة الماضية وهي عضوة جديدة في البرلمان البريطاني عن حزب العمّال... أمضت أغلب أيّام عضويتها في البرلمان مقيمة بين أهلها ومع من إنتخبوها مفضّلة إيّاهم عن الرفاهية والأبّهة في مجلس العموم في لندن.
جو كانت تقيم عيادة إستماع لمنتخبيها مرة في كل إسبوع وبإنتظام بهدف لإستماع إلى أصوات وأراء من رشحوها بهدف نقل معاناتهم كما هي لقاعة البرلمان حتى يأخذوا حقوقهم كاملة، وبذلك فقد حظيت جو بحب وإحترام أهل بلدتها وسكّان غرب يوركشير بسبب حبّها لهم وإهتمامها بمشاكلهم.
جو كوكس كما ربما يعرف البعض منكم كانت قد تم إغتيالها يوم الأمس وفي وضح النهار بينما كانت خارجة من محل لبيع الشطائر والسندويتشات وهي تحمل بين يديها ساندويتش ومشرب للتغذّى بهما. الذي إغتالها هو متطرّف يميني إسمه تومي مايير (الإسم يهودي !)، وعمره 52 سنة ويقال بأنّه كان ينتمي إلى جماعة متطرّفة في أمريكا تتعاطف مع النازيين الجدد.
قيل عنه بأنّه متخلف عقلي، وقيل عنه بأنّه متطرّف عنصري، ولكن لم تقل عنه وسائل الإعلام البريطانية بأنّه يهودي وقد يكون قتل جو كوكس بدم بارد إنتقاماً من مواقفها العلنية المؤيّدة للفلسطينيين والمنتقدة للطغيان "الإسرائيلي" في الآراضي الفلسطينيّة.
لقد دفعت الشابة الشجاعة جو كوكس حياتها ثمناً لمواقفها التي تفوّقت على مواقف الرجال وتميّزت عنهم، ونالت بذلك إحترام وشفقة وتعاطف كل من سمع عمّا ألمّ بها، وبالفعل وحّدت جو حزب المحافظين والعمّال حولها حينما قام كل من ديفيد كاميرون(محافظين) وجيرمي كوربين(عمّال) بزيارة بيتها وقريتها لتقديم التعازي مجتمعين لأسرتها ولسكّان قريتها الذين أحبّوها وحزنوا لفراقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق