Translate

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

هم أباضيّون . . . أنظروا في وجوههم فماذا سوف ترون؟


أنا شخصيّاً أرى بأن دين الله واحد ورسالته موحّدة وما إختلفوا فيه وحوّلوه إلى شيع وطوائف ومذاهب وأحزب إلّا بغياً بينهم ودعوة منهم لإثارة الفتن بين أهله وأتباعه ومن آمن برسالته كما أنزلها الله. قال الله تعالى في كتابه العزيز: {{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}}، وقال أيضاً: {{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ}}... صدق الله العظيم.
إن الذين يكفّرون الناس بغير علم أو بعلم غير سويّ إنّما هم من أساء إلى الإسلام منذ نزوله وسوف يبقون على طغيانهم إلى يوم البعث، وهم كالشياطين أرادهم الله بأن يشكّكوا بين الناس حتى يسعى البشر إلى التوقّف ثم التدبّر ثم البحث ثم المعرفة ومن ثمّ الإختيار. تلك هي حكمة الله كما أرادها وهو يعرف مالا نعرف ويعي مالا نعي. قال الله تعالى: {{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ}}، وقال أيضاً: {{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}}.
كيف يجوز لأيّ مسلم مجتهد مهما كان موقعه أو كان تعليمه أو كان إعتقاده أو طريقة تفكيره بأن يكفّر مسلماً آخر إلّا وأن يكون ذلك "المسلم" جاهلاً في حقيقته، أو منغلقاً في تفكيره، أو باغياً لإثارة الفتن والنعرات الطائفيّة بين المسلمين لغاية في نفسه؟.
لقد أنزل الله الدين واحداً على البشر عن طريق نبيّه عليه السلام وأراده الله بأن يبقى ديناً واحداً موّحداً، لكنّ الذين في قلوبهم مرضاً لم يطيقوه بأن يبقى كذلك حتى ينعموا هم بمتعة إثارة الفتن وحتى يتفرّجوا على غيرهم من البشر وهم يتخاصمون ويتقاتلون ويتفرّقون، فذلك فقط هو ما يكسر القوانين ويشجّع على الفوضى ويكثر من الفساد بما يتيح لهم الإستمرار في ممارسة أعمالهم القبيحة التي تستفيد من تلك الفوضى وتتكاثر في غياب الأمن.... غياب أسس الدولة التي ترتكز على سيادة القانون وخضوع كل مواطنيها وبدون إستثناء لأحكامه ولأبجدياته.
هل يحق لأي مسلم بأن يكفّر مسلماً آخر مهما إختلف معه، وبأي صفة أو حق يفعل ذلك على غيره؟. أليس الله هو من يفصل بين الناس وهو من يقرّر درجة الإيمان ومدى مصداقيّته، وهل يوجد مع الله شركاء يقرّرون بالنيابة عنه من هو المسلم الصحيح ومن هو المسلم "الخوارجي"؟. كيف يكفّر السلفي الأباضي، وكيف تصبح اللحية الشاعثة منوالاً يتحدّد على أساسه كم الإيمان ومصداقيّة الإعتقاد؟. كيف يحق للسلفي أو يخرج في منتصف الليل والناس نيّاماً لينبش القبور أو يهشّم محاريب المساجد أو يفرض طقوساً على المسلمين لمجرّد أنّه أعتقد بها أو أنّه أفتى بوجوبها نيابة عن الله وكأنّي برب السماء كان قد سهى عنها أو تغافلها وهو من قال: {{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}}؟. أليست هذه الآية لوحدها بكافية لتبيّن للناس بأن دين الله كان قد أكتمل فتقبّله الناس كما هو ورضوا به، وهل يجوز بعد الإكتمال والرضاء أن يجتهد الناس ليضيفوا إليه أو يتخاصموا عليه لمجرّد إختلافهم في تفسيره؟.
الذين نراهم في الصورة المرافقة هم من المسلمين الأباضيين، وهم كما نراهم سعداء فرحين بدينهم وراضين بإعتقادهم ونراهم كذلك مستبشرين ووجوههم نظرة وحالقة ولا نرى عليها لحيّ شاعثة أو لطع حمراء مقزّزة، ولا نرى أيّ منهم وهو يرتدي السراويل المشمّرة أو غطاء الرأس المحفّف الزوايا كما يفعل الوهابيّون من الطائفة السلفيّة التي بقيت منبوذة من كل المسلمين حتى بداية القرن الماضي، والتي ظلّ أنصارها يختبئون في الحفر والجحور والكهوف حتى بداية السبعينات فخرجوا على الناس يبشّرونهم بدين جديد يختلف عن دين الله الذي أنزله في القرآن وبيّن للناس فيه بأنّه كان قد خُتم مكتملاً ووافياً بوفاة نبيّه المصطفى في عام 632م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق