Translate

السبت، 24 مارس 2018

هل نعقد العزم على محاسبة كل من أساء وظلم ؟

 نحن نعرف في القانون الدولي وفي قوانيننا الوطنيّة بأن الجرائم لا تسقط بالتقادم، وهذا معناه لمن لم يفهمه بعد: بأن كل ليبي سرق أو غش أو إستغلّ منصبه سوف يحاكم على أفعاله مهما كانت صغيرة وسوف ينال عقابه مهما قاوم العدالة ومهما هرب من ملاحقة القانون.
من هذا المنطلق ومن خلال هذا المفهوم الذي قد لا نختلف عليه كأبناء وبنات هذا الوطن، فإنّه يتوجّب علينا جميعاً - كل في موقعه، وكل حسب مقدرته - أن نسجّل كل الجرائم التي نعرفها حتى نكون شهوداً يوماً ما بعد أن نتمكّن من ملاحقة كل الممذنبين في حقّنا وفي حق بلادنا. علينا أن نقولها لهم وبكل وضوح بأنّهم سوف يحاكمون وسوف ينالون عقابهم كل بما فعل، وإنّنا كشعب ليبي سوف لن نتنازل عن حقوقنا لأي مجرم أجرم في حقّنا وفي حق بلدنا مهما حاول الهروب من العدالة ومهما زاوغ أو تملّص أو تخفّى.
لابد أن نتفق كلّنا كليبيين وليبيّات يا من نحب بلدنا ونريد لها الخير أن نبدأ من اليوم في توثيق كل الجرائم التي سمعنا عنها أو شاهدناها أو كنّا أنفسنا شهوداً عليها.... علينا أن نسجّلها ونوثّقها ونحتفظ بها في آماكن آمنة حتى نلتجئ إليها يوماً حينما تصبح بلادنا دولة وحينما يكون لنا قضاء وسلطة تنفيذ. سوف لن نعترف بجبر الضرر، وسوف لن نرضى بالمسامحة، وسوف لن نتنازل عن حقّنا في رؤية كل مجرم في بلادنا وهو ينال عقابه وفق مخرجات القضاء ومفرزات العدالة.
أتمنّى على كل من يمتلك أدلّة موثّقة بالصورة أو الصوت أو الدليل المادّي مهما كان نوعه أن يحتفظ بها في مكان آمن حتى يأتي وقتها لتستخدم من أجل مقايضة كل المجرمين مهما كانوا ومهما حاولوا حماية أنفسهم. علينا بأن لا نتنازل عن حقوقنا كليبيين وليبيّات عن محاكمة كل من أجرم في حقّنا وحق بلادنا وليكن هذا ميثاقاً بيننا نلتزم به جميعاً حتى يفكّر مئات المرّات في المستقبل كل من يحاول التعدّى على حقوقنا أو سرق خيرات بلادنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق