Translate

الخميس، 12 أبريل 2018

الإنسان الواعي هو الإنسان القويّ

الإنسان المثقّف والواعي هو من يقرأ كل شئ ولا يتأثّر بأي شئ إلّا أن "يكون" هو من يختار ذلك. الإنسان القادر والواعي هو الإنسان القويّ، والإنسان القويّ هو ذلك الذي لا تهّزه الرياح حتى وإن عتت، ولا تؤثّر فيه الأحداث حتى وإن قست. 
من هنا نرى بأن شيوخ الدين في كل أنحاء العالم (شيوخ كل الديانات !) يعمدون دوماً إلى الحفاظ على تجهيل البشر ومنعهم من الإطّلاع والتعرّف والمناقشة والمحاورة والتحدّي حتّى يسهل تمرير الأشياء عليهم بسلاح الترهيب والتهويل من المجاهيل والأشياء الغير منظورة كيوم الحساب والعقاب ونار جهنّم المستعرة وعذاب الله الشديد وما إليها من الغيبيّات التي لا يفهمها رجال الدين أنفسهم ولا يحيطون بها علماً.
كذلك فإنّك تجد رجال الدين في كل بقاع العالم وفي أية ديانة حتى وإن كانت ديانة بشريّة.. تجدهم دوماً يعمدون على إخافة الناس من المجاهيل الدنيويّة وتلك الأشياء الغير منظورة مثل الشياطين والجنّة والسحر والعين وما إليها من المؤثّرات النفسيّة التي تهدف إلى إرعاب الناس وتخويفهم بأية وسيلة وبأية مبالغة بهدف ضمان ولاءهم وطوعياتهم وإمتثالهم لما يقال لهم ولما يؤمرون بفعله وكأنّي بالبشر ليسوا أكثر من قطيع من الأغنام بمجرّد سماعهم لأية ضوضاء مفتعلة أو طبيعيّة فإنّهم يبدأون في الإرتجاف والإرتعاب بفعل الخوف والهلع وردّات الفعل الآنيّة التي لا يستطيعون تفسيرها ممّا يفقدهم السيطرة على أنفسهم فتجدهم يهربون إلى أيّ مكان بدون هدف، ذلك لأنّهم لم يقدروا على التوقّف بهدف التفكير والتدبّر ومحاولة التعرّف على ذلك المجهول الذي لا يروه ولا يمكنه إطلاقاّ أن يؤثر فيهم بأكثر من الأثر النفسي الذي مصدره الإرتعاب ودافعه الخوف. 
علينا أن نعي ونعرف ونتيقّن بأنّه توجد بداخل كل إنسان منّا قدرات كبيرة ومقدرات عظيمة، وما عليه إلّا أن يبحث عنها في داخله وما أن يستحثّها حتى يجدها تنطلق من داخله وإذا بها تحيط به فترفع من عزيمته وتدفعه إلى التوقّف والترقّب والتدبّر ومن ثمّ يصبح قادراً على التفكير السليم الذي سوف يؤدّي لامحالة إلى إمتلاك المقدرة على التعامل مع الأشياء حسب مقتضياتها ووفق مطلّباتها دون الهروب منها إو الإبتعاد عنها بحجّة أنّها أكبر من قدراته على مواجهتها.
إن الله كان قد خلق كل إنسان بقدرات كبيرة وإمكانيات عظيمة(ذهنيّة وجسمانيّة) وما على أيّ منّا إلّا أن ينظر عميقاً بداخله محاولاّ البحث الجدّي عنها حتى يعثر عليها وما إن يجدها حتّى يمتلك المقدرة على إستخدامها.... ومن ثمّ تبنى معالم وخواص شخصيّته على هداها وعلى تمكّنه من الإحساس بتملّكه لها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق