Translate

الأحد، 15 أبريل 2018

من يقف وراء شائعة موت المشير؟

عن صحيفة "المتوسّط" الإليكترونيّة: خاص المتوسط- 14 أبريل 2018

من يقف وراء شائعة موت المشير خليفة حفتر؟ كيف بدأت القصة؟ من أطلق شرارة الشائعة المغرضة ولماذا؟ أسئلة مشروعة ومن حق القارئ الليبي أن يطلع على حقيقة إجاباتها، بخاصة بعد ثبوت «فرية» النبأ. «المتوسط» رصدت بداية الشائعة، وكيف روجتها قناة النبأ، وكيفية محاولة أن تعالج الأمر بعد أن فضحتها الوقائع.

جدير بالإشارة أنه في مارس الماضي أكد بيان الجولة السادسة لاجتماعات العسكريين الليبيين في تقريب وجهات النظر بين أبناء المؤسسة العسكرية، وبحث سبل توحيد المؤسسة الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا، وعلى مدنية الدولة، مشددًا على ضرورة الابتعاد بالمؤسسة العسكرية عن الاستقطابات، السياسية التي من شأنها التأثير بالسلب على الأداء الاحترافي والدور الوطني للجيش الليبي.
بداية نشرت قناة «النبأ» خبرًا بصيغة التأكيد تحت لافتة «عاجل»، نصه «مصادر متطابقة للنبأ: أبلغنا بموت خليفة حفتر»، ودون أدنى تعقيب أو ذكر لهذه المصادر في خبر مهم للغاية ويمس شخصية سياسية والقائد العام للقوات المسلحة.
تشير قواعد الصحافة أن أخبار الرحيل لا يجوز معها استخدام «أنباء، ومزاعم، تداول، مصادر مجهلة»، فإما الحدث وقع وإما لا، لكن «النبأ» ابتعدت عن قواعد الصحافة وراحت تنمي الشائعة وأعادت بعدها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تأكيد الخبر ومحاولة ترويجه ونشرت «مصادر متطابقة تقول لـلنبأ إنها بلغت بموت حفتر بأحد مستشفيات باريس».
المصادر المجهلة مرة أخرى، ترتكز عليها القناة الإخوانية في بث الشائعة ومحاولة زعزعة الاستقرار، وإحداث ارتباك في المشهد السياسي، وتعقيده أكثر.
وبعد أن انتشرت أخبار النفي وثبوت «الفرية»، عادت القناة لتعدل المنشور الأخير ذاته وأضافت «والنبأ تواصل التحري في دقة المعلومة»، وكأن القناة ليست أول من ألف وفبرك الشائعة!! ولأننا في زمن التكنولوجيا فإن للتكنولوجيا ذاكرتها الفضاحة.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فمع مرور الوقت تبين على نحو أوضح للشعب الكذب الإخواني، فراحت القناة تحاول أن تتبرأ من الشائعة وتصور الأمر وكأنه تضارب أنباء، وهل يوجد تضارب أنباء في «خبر الموت»؟ فأذاعت عبر نشرتها «تضارب الأنباء عن حقيقة موت خليفة حفتر والنبأ تواصل التحري في دقة المعلومات المتواترة»!
قبلها نشرت القناة الإخوانية فيديوهات تزعم أنها مظاهرات للتعبير عن الفرحة والشماتة في نبأ موت المشير، كما اهتمت بتغريدة منسوبة لضاحي خلفان يقول «إذا مات خليفة حفتر ففي ليبيا ألف حفتر»، ناقلة التغريدة على محمل النبأ اليقين بموت المشير، فيما تثبت بقية تغريدات خلفان أنها يغرد دعمًا للمشير، بخاصة أنه كتب في اللحظة ذاتها « خسارة.. أصبحت قطر وأخبارها أضحوكة العالم» مؤكدًا «حفتر على قيد الحياة ومات عن حفتر قطر، بلد به الحمدين لا يسعى إلى خير البشر».
ذن لم يكن الخبر مجرد خطأ غير مقصود، ولم تعتذر النبأ عن خطئها، بل لا تزال موضوعاتها تصر على تصور الشائعة بوصفها «اختلاف في وجهات النظر».

تورط «السني» و«دوغة»!!على صعيد متصل، كشف الكاتب الصحفي محمود المصراتي، أن مصادر من داخل قناة ليبيا الأحرار، نقلت له أن الطاهر السني، المستشار السياسي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، من يقف وراء شائعة موت المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة، وأن سليمان دوغة عاتب السني بشكل قاسي، حد تصريحات المصراتي.
وأوضح المصراتي في منشور له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الغرض من الشائعة هو إحداث حالة من الارتباك في البلاد.
وسبق أن أوضح المصراتي أن قناة ليبيا الأحرار انتقلت منذ فترة إلى تركيا، وحاولت أن تظهر بحلة جديدة لتستعيد بعض الثقة الجماهيرية، وعملت القناة خلال الشهور الماضية بشكل مكثف على إقناع الجمهور بأنها شيء مختلف عن ليبيا الأحرار السابقة، ووعدت بالمهنية والمصداقية والاستقلالية، لكنها لم تستطع مقاومة نداءات الحزب الإخواني ورغبات الممول “القطري” فعادت لسيرتها الأولى وسقطت في الاختبار الأول مؤكدة بذلك أن “الحزب” قد يتلون ولكنه لا يتغير كثيراً، وأنها لسان حاله عندما يقرر أن عملية “أسلمة المجتمع” قد انطلقت.
وكانت قناة النبأ بثت شائعة موت المشير خليفة حفتر في محاولة يائسة لزعزعة الاستقرار أو تثبيط الهمم. وبدوره، نفى المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد أحمد المسماري، الأخبار المتداولة حول وفاة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر.

الصحف العربية تكذب شائعات الإخوان
على صعيد متصل، تناولت صحف عربية شائعات قنوات الإخوان المتعلقة بصحة المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات للمسلحة، من جهة سلطت صحيفة «ميدل إيست أون لاين»، ناقلة تصريحات أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، ومفاداها أن حفتر يتلقى العلاج في باريس بعد شعوره بوعكة صحية أثناء جولة خارجية له ومن المتوقع أن يعود إلى ليبيا خلال أيام.
وكتب المسماري أيضا تغريدات على تويتر بالإنجليزية والفرنسية تقول إن حفتر خضع “لفحوص معتادة” وأنه سيعود إلى ليبيا خلال أيام لمواصلة الحرب ضد الإرهاب.
وكانت آخر تغريدة سابقة كتبها مساء الثلاثاء مع انتشار تقارير تشير إلى تعرض حفتر لأزمة صحية وقال فيها إن حفتر “بحالة صحية ممتازة ويتابع في عمل القيادة العامة وغرف العمليات والمناطق العسكرية”.
ومن جهة ثانية، قال غسان سلامة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا وعدد من المسؤولين الليبيين الجمعة إنهم تحدثوا هاتفيا مع حفتر.

وكانت قيادة الجيش الوطني الليبي قد اتهمت أطرافا قالت إنها منسوبة لفرع الإخوان المسلمين بليبيا بترويج أخبار زائفة حول صحة المشير حفتر. وقال المسماري في وقت سابق ” الإخوان ينشرون شائعات وأكاذيب بهدف إضعاف الجيش الوطني الليبي”.
كما زعمت تقارير إخبارية أن حفتر كلّف رئيس الأركان العامة الليبية عبد الرزاق الناظوري خليفة له في منصبه. فيما نفى الناظوري، أنباء صدور أي قرار بتكليفه بمهام القائد العام للقوات المسلحة خلفا لحفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس النواب في مدينة طبرق.
وجاء دحض ما ورد بالتقارير الإخبارية في بيان نشره مالك الشريف، مدير المكتب الإعلامي للحاكم العسكري في مدينة المرج، بعد تداول أنباء عن تولي “الناظوري” مهام حفتر، عقب نقل الأخير للعلاج في فرنسا.
وذكر البيان أن “رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة ينفي الأنباء المتداولة حول صدور قرار بتكليفه بمهام القائد العام للقوات المسلحة”.
وطالب الشريف وسائل الإعلام ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بـ “عدم الانجرار وراء الشائعات والأخبار الكاذبة التي يقوم بترويجها الخونة وأعداء الوطن”، على حد وصفه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق