Translate

السبت، 2 يونيو 2018

السعوديّة تلفظ طغاة الدين من أمثال بن باز وعبد الوهّاب وإبن العثيمين

يبدو أن خروج السعوديّة عن أفكار وعقليات شيوخ دينها لا رجعة فيه، وبأنّ ما يقوم به محمد بن سلمان ليس غريباً ولا مستهجناً بل إنّه يحظى بقبول شعبي كبير في السعوديّة وخاصّة بين جيل الشباب الذين عانوا أكثر من غيرهم من تدخّل رجال الدين في حياتهم وتحكّم طغاة الدين والمتخلّفين في مجريات أمورهم.الأميرة هيفاء بنت عبد الله بن عبد العزيز (أبنة المرحوم الملك عبد الله) تخرج في تقليعة من نوع مختلف تماماً وتعلنها واضحة لمن لم يفهم بعد بأن التغيير الذي تشهده السعوديّة هو ليس وليد اللحظة، وسوف لن يكون أبداً شطحة من الشطحات التي نعرفها في عالمنا العربي.
يبدو أنّه أصبح واضحاً الآن، بأن السعوديّة سوف ترمي بطغاة دينها خارج حدودها لإتّقاء شرورهم وتدخّلاتهم العبيّة، وعليهم البحث عن أوكار جديدة يختبئون فيها ليتكاثروا هناك بعيداً عن أعين الحرس الملكي الذي هو بدوره سوف يكون حامياً وراعياً للفكر الجديد في تلك المملكة التي عرفناها بممكلة الصمت.
طغاة الدين السعوديون سوف يخرجوا من السعودية باحثين عن آماكن آمان جديدة يتعايشون فيها ويجدوا من يحتظنهم ويحميهم وينادي بأفكارهم المتخلّفة. ليبيا - وللأسف والحسرة - سوف تكون واحدة من أكبر تلك البؤر التي سوف تسمح بتكاثر أولئك الصراصير الذين بأفكارهم العفنة أفرزوا القاعدة ومن بعدها داعش وبقيّة القتلة الذين يمارسون الجريمة ضد الإنسانية بإسم والدين وبإسم الله وبالنيابة عنّا وبدون أن نسمح لهم بإستخدام ديننا للإساءة إلينا.
ليبيا وللأسف سوف تكون وجهة لأولئك المتخلّفين، وسوف يجدون من يحتظنهم ويحميهم وينشر أفكارهم التي لا تستطيع أن تبرح الماضي ولا تقدر على إحتضان الحاضر. ليبيا بسبب طيبة أهلها والكثير من السذاجة فيهم سوف تتحوّل إلى مخابئ وسراديب تحميهم، وسوف يحضون فيها بآمان قد لا يجدونه في بلدهم السعوديّة... وتلك هي المصيبة الكبرى. أنا كنت أحلم بأن تصبح ليبيا قبلة لعلماء الحياة وخبراء التقنية ومفكّري العصر وعشّاق الفنون الجميلة، لكنّني بدأت أحسّ بالمرارة وأنا أرى اللحي تنتشر على وجوه الرجال والتلابيب السوداء تغطّي أجساد النساء، وعيادات السحر والشعوذة وغزعبلات فك السحر وجلسات "الرقية الشرعيّة" تنتشر في كل مكان. إنّنا والله يا إخوتي وأخواتي سوف لن نتقدّم مادام هؤلاء بين أحضاننا وماداموا يمرحون ويسرحون بيننا مثل تلك الطفيليات التي لاتستطيع أن تعيش خارج مستنقعات العفونة. إنّهم من أخطر الجراثيم علينا، لأنّهم ينتشرون مثل فيروس الإنفلونزا في بيئة سكّانها يعانون من ضعف المناعة بسبب قلّة التعرّض لمثل هذه الأفات التي يجلبها تجّار الدين من بلد الحرمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق