Translate

الأحد، 5 مايو 2019

من ثورات الربيع والنقاوة إلى سيطرة الهمج والبقلاوه

 
وصلتني الكثير من الإشارات الحيّة والفعليّة بأنّ الكثير من سكّان العاصمة هو الآن راضين بما عندهم ولا يرغبون في تغيير أوضاعهم بعد أن توّدوا عليها وتأقلموا معها. أولئك لذين يخرجون الآن إلى ميدان الشهداء بنسائهم وأطفالهم ليعلنوا للملأ على أنّهم "سعداء" بما لديهم ولا يرغبون في تغيير أوضاعهم. هؤلاء هم من يقف مع التيّارات التي تحكم العاصمة ومنذ أحداث "فجر ليبيا" في عام 2014.
الكثير من سكّان العاصمة، ومعهم الكثير من آساتذة الجامعات والمتعلّمين وحملة الشهائد العليا وقفوا بكل صراحة ضد محاولات الجيش الوطني إحداث التغيير في العاصمة بهدف إعادتها على الأقل إلى ما كانت عليه قبل فواجع وبطر "فجر ليبيا". هؤلاء هم وللأسف من يقف الآن في وجه التيير ربما من مبدأ أن الشيطان الذي تعرفه وتخبره خير من الملاك الذي تنتظره وتتوقّعه.
أنا شخصيّاً أحترم حسابات وطريقة تفكير كل إنسان مهما كان وكيفما كان طالما أنّه بالفعل كان قد فكّر وحسب ووصل بقناعته هو إلى تحديد موقفه. تلك تبقى في نهاية الأمر حريّة شخصيّة، وتلك أنا أحترمها وأقدّسها وأحترم أصحابها حتى وإن إختلفت معهم.
أنا من فيض حبّي لليبيا، ومن وقع أحلامي التي ترى ليبيا بلداً متحضّراً ومتقدّما ومتمدناً لا يمكنني قبول من يغتصب عاصمة بلادي بالقوّة والطغيان والجبرون أن يحكمها ويسيّر حياتي من خلالها. أنا أرى بأننا لو قبلنا بمثل هكذا مبدأ فسوف نجد أنفسنا نقبل بإٍتعمار يستولي على بلادنا بالقوة ويفرض شروطه وأنماط حيات علينا، وذلك يشعرني بأنّني من منطلق الخوف قد أقبل مالا أرضاه من زاوية أن الذي تعرفه هو أكثرآماناً من ذلك الذي تحلم به.
أنا شخصيّاً أرى بأن الجيش لابد وأن ينتصر في هذه المعركة، وبأن الجيش سوف يدخل العاصمة ويبعد عنها كل الطغاة الذين إغتصبوها وأهانوا أهلها. السؤال الذي يرد أمامي الآن هو: ماذا سوف تكون مواقف كل أولئك الذين وبالعلن وقفوا ضد الجيش الوطني ودعّموا المليشيات راضين بسيطرتهم ونفوذ الطغاة الذين يقفون وراءهم ويوفّرون لهم كل الدعم والعون.. أي أولئك الذين ينفقون عليهم ويبحثون لهم على الدعم الدولي بهدف الإبقاء عليهم وعلى نفوذهم؟.
في المقابل، أنا أيضاً أسأل نفسي نفس السؤال: ماذا لو أن الجيش إنهزم في هذه المعركة؟. هل سوف أحتفظ أنا بموقفي وأبقى على دعم الجيش حتى وإن خسر في هذه المهمّة؟. أنا أعرف الجواب عن نفسي وأعرف تحديداً ماذا أريد. أنا سأضل مع ليبيا، وسوف أحتفظ بموقفي الآن بأنني لايمكنني أن أرضى بمليشيات تحكم بلادي وتسيطر على قرارا ,إختيار أهلها مهما كانت التضحيات ومهما كانت المخارج.
بكل تأكيد... فإن الأيّام بيننا، وسوف نرى كيف تتغيّر المواقف وكيف تتبدّل السروج، وكيف تتوزّع الولاءات. يومكم سعيد ومبهج، وبمناسبة هلول شهر رمضان فإنّني أهنئكم من كل قلبي حتى وإن إختلفت معكم في طريقة التفكير وفي رؤية الأولويات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق