Translate

الأحد، 13 أكتوبر 2019

نظرة عن قرب: لماذا مازلنا “كعرب” مُتأخرين؟!

مقال بواسطة/ مروان العمراني، من المغرب
لا أحد يمكنه أن ينكر بأننا نحن العرب متأخرون، وفي شتى المجالات، ومزامنة لذلك نرى تقدماً حضارياً وثقافياً هائلاً لأقراننا الأوروبيين والأمريكيين، وغيرهم أمثال اليابان، الصين والبرازيل. نجد أن حالتنا مشابهة للأوروبيين الذين قاموا بتسمية إحدى فترات التاريخ بالعصور المظلمة (القرن الثامن إلى القرن الخامس عشر تقريباً).
وفي نفس الوقت كانت تلك الفترة هي العصر الذهبي للعرب بشكل عام، والمسلمين بشكل خاص، لكن الغرب تمكنوا من التقدم، وفي نفس الوقت تراجع العرب بشكل تدريجي، وذلك لعدة أسباب، ربما إن فهمناها أخرجنا أنفسنا من عصر الظلام الذي نعيشه حالياً..

سأحاول في هذا الموضوع أن أوضح بعض هذه الاسباب، لكن من المستحيل على شخص واحد أن يقوم بذلك، لهذا سأقوم بالضغط على بعض النقاط الحساسة، لأترك لكم مهمة مناقشتها، أملاً في أن نصل إلى المبتغى.
أولاً: نظرة على النموذج الغربي




كما قلنا فإن الغرب تمكنوا من إخراج انفسهم من مايسمى بعصر الظلمات، هذا العصر الذي كان مليئاً بالاختراعات والإنجازات العربية، عصر أنجب علماء كتبوا لأنفسهم حروفاً من ذهب في دفتر التاريخ، أمثال ابن الهيثم، عباس بن فرناس، الجزري، ومريم الأسطرلابي..

إنجازاتهم اعتبرت أساسا للكثير من التقنيات والاختراعات الحديثة، مثل الكاميرا، السينما، محركات السيارات، والطائرات، وبعضها ما زال يستخدم للآن كالأدوات الجراحية، والساعة التي تنظم وقتنا، معظم العرب في هذا الزمن يعرف بالكاد أسماء هؤلاء، فما بالكم بإنجازاتهم، اما الغرب، فقد عرف من أين تؤكل الكتف..

قام باستغلال تقدم العرب في تلك الفترة أفضل استغلال،فقاموا بالتتلمذ على يد علماء العرب ودراسة الطب والفلسفة والرياضيات وغيرها و ايضاً ترجمة تلك العلوم من العربية إلى لغاتهم، وبعد مرور العديد من السنوات، بدأ الغرب يتقدم بالتدريج، وواصل التقدم إلى يومنا هذا، وأنجب خلال كل هذه الفترة علماء رسخوا بدورهم في ذاكرة التاريخ أمثال نيلز بول وإسحاق نيوتن وألبرت اينشتاين وغيرهم الكثير.

سبعة أسرار عليك معرفتها الآن لبناء مجتمعٍ راقٍ!

أما نحن فقد اختفينا تماماً، وأصبحنا نعيش في متاهة التخلف، مكبلين لا حول ولا قوة لنا وذلك بسبب الكثير من العوامل والأسباب سنتطرق إليهم في الفقرة التالية.
ثانياً: أسباب تأخر العرب

1- التعليم



عندما نتكلم عن التعليم، فإننا نتكلم عن أسوء المشاكل التي تؤرق العرب، كل المسؤولين يتحدثون عن أهمية تطوير التعليم والمشاكل والحلول المقترحة، لكن كل هذه الأشياء لا نراها في ارض الواقع، وتبقى حبراً على ورق، ولن أتطرق إلى تخلف المناهج الدراسية التي ما زالت إلى يومنا هذا ..

لكني ساتحدث عن احترام مهندس المستقبل،او طبيب المستقبل،او حتى عالم عبقري في المستقبل، هذه اكبر نقاط ضعف تعليمنا العربي،فنحن عن قصد او بدون قصد نقمع قدرات لو عرفنا كيف نوظفها لرأينا علماء ومخترعين من طينة اينشتاين(وانا اعرف ما أقول)..

وللتوضيح أكثر سأتخد التعليم في اليابان نموذجاً لأن نقاط قوتهم هي نفسها نقاط ضعفنا، ومنه وجب علينا التعلم منهم، فاليابانيون توصلوا إلى معادلة التعليم الصحيحة وهي:علم+اخلاق+عمل=نهضة بلاد بأكملها،لنقارن هذه المعادلة بتعليمنا، لا علم موجود، ولا عمل على الأخلاق في المقررات الدراسية ولا في طريقة تصرف المعلمين مع تلامذتهم، هذا من جهة، أما من جهة أخرى نادراً ما نجد طلاباً مجدين في عملهم وهذا أمر عادي لأن درجة الوعي متدنية في مجتمعاتنا، نتيجة تدني مستوى التعليم.

اليابانيون يركزون في تعليمهم على غرس القيم والمبادئ اكثر من تركيزهم على كثرة اختبارات الطالب، فيكفي أن أول اختبار حقيقي لتصنيف الطلبة يتم في مرحلة القبول في التعليم الثانوي، أما المرحلة الابتدائية والإعدادية فالأولوية تكون في ترسيخ الاخلاق الحميدة، فالطلاب ينظفون مدراسهم يومياً قبل المغادرة، أما المعلمين فيستقبلون طلابهم في باب المدرسة كل صباح ويقومون بتحيتهم بوجه مبتسم (مثلنا بالضبط) وفي نهاية الحصة يشكر الطلاب أساتذتهم على مجهودهم، أما جرس المدرسة فلا حديث ولا حرج، فأجراس مدارسنا أشبه بأجراس الإنذار وليست أجراساً لإنهاء الحصة..

أما في ذلك الكوكب البعيد عنا بسنوات ضوئية، فالجرس عبارة عن موسيقى هادئة لمراعاة نفسية التلاميذ، فأين نحن منهم؟ (للمعلومة هاته الأشياء لا تكلف أموالاً ولا جهداً، فقط قانون يجب عليه أن يسطر، وسترون جيلاً جديداً يحمل معه قادة المستقبل).

وهناك نقطة أخرى علينا الاهتمام بها، وهي مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة، فكفى ظلما لهم، علينا الاهتمام بهم فكم من سمكة ستظن انها غبية لأنها تجبر على ان تتسلق شجرة، بدل أن يعطوها الماء لتريهم كم هي بارعة في السباحة.

2- الإعلام



بعد التعليم يأتي الدور على الإعلام، فرغم إيجابياته الكثيرة،الا أنه في عالمنا العربي نأخذ من السلبيات أكثر من الإيجابيات، فحدث ولا حرج على الإنترنت، فمحتواه العربي فقير جداً، هذا بالإضافة إلى أنه بحر واسع تجد فيه الجيد والسيء.

وكم من طفل انحلت أخلاقه بسبب الانترنت بسبب عدم المراقبة (وأظنكم فهمتم جيداً ما اقصد)، أما الصحافة،فنادراً ما نجد الأمانة في نقل الخبر، هذا إن نقل اصلاً، لنصل إلى القنوات التلفزيونية وما أدراك ما هي، فمعظم القنوات العربية تتسبب في تدمير المجتمع العربي بسوء برامجها الممتلئة بالمسلسلات والأفلام التي تتحدث عن نفس المواضيع مراراً وتكرارا، فالحب والانتقام والقتل هي جل أفكارها، وقليلاً ما نرى برامجاً هدفها الأساسي هو ترسيخ القيم والمبادئ الجيدة وتعليم المشاهد شيئاً جديداً يفيده في حياته.

وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي.. أين كانت وكيف أصبحت؟! – تقرير

3- قوة الشباب



نفتقر في عالمنا العربي إلى حماس الشباب، ليس بسبب أننا مجتمع عجوز، ولكننا نستعمل الشخص حتى بعد نهاية مدة صلاحيته، بينما هناك من هو قادر على تعويضه وافضل، جالس في منزله حاله كحال إخوته البطاليين، وهذا الكلام موجه إلى أصحاب السلطة.

سبع نصـائح من المهم أن يعرفها أي حـاكم عربي

4- التقليد الأعمى للغرب



صار مجتمعنا مليئا بالقردة، يقلدون دون تفكير، وغير مبالين بمخاطر ذلك التقليد سواء كان ذلك على الصعيد الشخصي أو على صعيد المجتمع، فالأمر تجاوز تقليد قصات الشعر أو التقليد في الملابس، وانتقلوا إلى تقليد الصفات والأفكار، والتي تخالف المبادئ الاجتماعية العربية بصفة عامة..

وليت هذه هي المشكلة،المشكلو هو أن هذه العلامة خطيرة إن ظهرت في مجتمع ما، لأنها دليل ضعف في الشخصية، فما بالك إن كان هذا العيب في شباب المجتمع، أين هي عزة النفس؟ كيف نتجاوز أشخاصاُ ونحن نتبعهم في كل شيء؟ عندما نعيد مبادئنا وهويتنا العربية، عندها سنرى ابن الهيثم، والرازي، وابن سينا وغيرهم في زماننا الحاضر.

5- نريد قائداً



نريدك أن تقودنا، أجل انت! ومن السهل أن تفعل ذلك، فقط قم بتحسين نفسك إلى الأفضل، التزم بمبادئك، واطمح على أن تكون افضل من شخصك، أما عيوبك فهي ليست عيباً لأنك بشر مثلي ومثل الجميع والبشر يخطئ، فقط انظر لنفسك على أنك افضل شخص موجود على وجه الأرض ولكن لا تفرط بذلك كي لا تصيبك الأنانية ويعميك الغرور.

أقدم العواصم التاريخية الباقية حتى اللحظة بحضاراتها!
ثالثا: لنصبح متحدين

يقول جورج غالاوي أن بإمكان العرب ان يتحدوا في أي وقت يريدون، لكنهم لا يفعلون ذلك، وهنا تكمن المشكلة لأنه لا يريدون ذلك.


الشيئ الوحيد الذي يمنعنا من التوحد هم نحن بأنفسنا

للأسف أصبح العرب يجلسون في المقاهي والحانات، ويلقون اللوم على الأعداء وأنهم سبب تقسمنا، ونحن من يقسم أنفسنا بأنفسنا، فلا فرق بين العرب سواء كان مسلماً (سني او شيعي) أو مسيحي أو يهودي، فنحن ثلاثمئة وخمسون مليون إنسان..

يتكلمون لغة واحدة، ولو كان لنا أعداء فهم لا يأبهون لديننا ولا لأصلنا هم فقط يريدون تقسيمنا ليسرقوا خيراتنا، إنهم مهتمون في جعلنا نتقاتل، وما دمنا كذلك فأنه لن يكون لدينا الوقت لمقاتلتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق