Translate

الأحد، 13 أكتوبر 2019

خبر وتعليق

الخبر
ترامب: على أكراد سوريا أن يقاتلوا بمفردهم (رويتر)

دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عن قراره سحب القوات من شمال شرق سوريا، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تعطي الأولوية لحماية حدودها، مضيفاً أن "على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم".
وقال ترامب في كلمة ألقاها في مؤتمر سنوي للمحافظين المتدينين في واشنطن: "لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك طوال الخمسين عاماً القادمة لحراسة الحدود بين تركيا وسوريا عندما لا نستطيع حراسة حدودنا في الداخل".
وبعد مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد الماضي، غير ترامب سياسته فجأة وأمر بسحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا والتي كانت تقاتل مع وحدات حماية الشعب الكردية ضد تنظيم داعش.
وبدأت تركيا الأربعاء الماضي هجوماً على وحدات حماية الشعب التي تقول إنها جماعة إرهابية تدعم المتمردين الأكراد في تركيا.
وقال ترامب في مؤتمر، السبت، إن على الأكراد السوريين أن يقاتلوا بمفردهم. وتابع: "لا تنسى أنهم يقاتلون من أجل أرضهم. لم يساعدوننا في القتال من أجل أرضنا. هم يقاتلون من أجل أرضهم وهذا أمر جيد لكننا ساعدناهم".
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تتقدمها وحدات حماية الشعب الكردية، على معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سوريا وتحتجز الآلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد في أحد السجون.
وتعرض ترامب أيضاً لانتقادات نادرة من شخصيات بارزة في حزبه الجمهوري، وقد اتهموه بالتخلي عن الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة.
وقال ترامب إنه لا يؤيد التوغل التركي، لكن مئات الأكراد تظاهروا أمام البيت الأبيض، السبت، واتهموا ترامب بالتخلي عن الأكراد في مواجهة الهجوم التركي.

التعليق
يقول مثلنا العربي الذي كثيراً ما نكرّره بدون أن نطبّق ما به: "ما حك جسمك مثل ظفرك فتولّى أنت أمر نفسك". 
من حق دونالد ترامب أن يتخذ الموقف المناسب له، فهو يحكم دولة وموقعه يفرض عليه رعاية مصالح بلده قبل أية دولة أخرى. المشكلة هي ليست في السيّد دونالد ترامب.. فهو من وجهة نظري أصدق رئيس أمريكي عرفته أمريكا في كل تاريخها. وبغض النظر عن أموره الشخصيّة وعلاقاته الإجتماعية، فإنني أرى بأن دونالد ترامب هو إنسان صادق مع نفسه وصادق مع غيره ولا يتلاعب كثيراً بلغة السياسة والديبلوماسية والمجاملات. إنّه يقول ما يجول بخاطره، وتلك في حد ذاتها بالنسبة لي تعني كثيراً. أنا لا ألوم أي إنسان في أن يفكّر كما يشاء، لكنني ألوم أي إنسان ينافق ويقول لي غير ما يبطن.
المشكلة ليست عند دونالد ترامب وإنّما المشكلة هي بين أيدينا. نحن من فرّط في حقوق مواطنينا، ونحن من كذب على شعبه، ونحن من سرق وغش وإرتشى... وربّما أيضاً تآمر على بلده.
إن نحن رغبنا في تحسين أمورنا فعلينا أوّلاً أن نصلح من أنفسنا كشعب وكحكّام. علينا بأن ننظر في دواخلنا وأن نكتشف عيوبنا وبعد ذلك نعترف بها ونلوم أنفسنا على وجودها... ومن ثم فقط وفقط يمكننا إصلاحها. إننا إن نحن لمنا غيرنا على كل ما يصيبنا فإنّنا والله سوف لن نصلح من شئوننا وسوف لن نتقدّم إلى الأمام خطوة واحدة.
من الذي خرّب سوريا في بادئ الأمر... دعوكم من وضع اللوم على بشّار أو حافظ الأسد. سوريا كانت في عهديهما محترمة ومهابة وشعب سوريا كان آمناً مطمئنّاً في بلده، ولم يلجأ السوريون حينها إلى الهجرة من بلدهم خائفين مذعورين أو الإرتماء بكل ضعف على غيرهم كي يرفق بهم. الذي أفسد سوريا ودمّرها هو "الإسلام السياسي" وهو في الأساس السعودية وجاراتها الخليجيات. فهم من أرسل المتخلّفين الإسلاميين للإقتتال في سوريا، وهم من دفع لهم الأموال وزوّدهم بالسلاح وشجّعهم على الإستمرار في التدمير والتخريب حتى وصلت سوريا إلى ما هي عليه اليوم. لقد كان إخوتنا الأكراد ينعمون بحياة مريحة ومستقرّة في بلدهم سوريا، ولم تفرّق سوريا الدولة ولا سوريا الشعب بين العرب والأكراد أو التركمان أو أية أقلية أخرى. 
هناك درساً صغيراً أتمنّى بأن تتعلمه السعودية وبقية جاراتها الخليجيات... إن من يعتمد على غيره لحماية عرشه فسوف يفقد تأييد غيره ومن بعدها يفقد عرشه؛ وحينها فسوف لن يحميه أحد وسوف يتخلّى عنه شعبه ولنا الكثير من الأمثلة عبر التاريخ، لعلّ أنصعها هو شاه إيران وما حدث لعرشه بعد أن تخلّت أمريكا عنه. المثال الآخر في إدريس السنوسي ملك ليبيا السابق الذي تخلّت عنه بريطانيا وأمريكا فإذا بعرشه يسقط في أقل من 6 ساعات وإذا بشعبه الذي كان "يحبّه" ويتغنّى بإسمه "إدريسنا يا إدريسنا.. ربي يخلّيه إدريسنا".. إذا بشعبه يتخلّى عنه وفي لمحة بصر. تلك هي الرسالة التي أود من هم هناك أن يعوها وأن ينتبهوا إليها قبل فوات الآوان.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق