Translate

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

جمال عبد الرحيم: أنا ضحية ملف "الخارجون على الجماعة"... والصفقة بين الإخوان والعسكر

جمال عبد الرحيم - رئيس تحرير جريدة الجمهوريّة السابق
بعد الثورة التي أطاحت بعهد مبارك وتعدياته على الصحافة والصحافيين، يترحم جمال عبد الرحيم على ذاك العهد البائد، لأن الاخوان برأيه أسوأ من مبارك في تعاطيهم مع الصحافة المصرية القومية، ويرد إقالته من رئاسة تحرير "الجمهورية" إلى صفقة بين الاخوان المسلمين والجيش.

القاهرة: يشعر المصريون بالكثير من الخطر على حرية الصحافة في بلادهم، لا سيما في ظل تربّص جماعة الإخوان المسلمين بالصحافيين. فبينما يحاكم الصحافي إسلام عفيفي، رئيس تحرير جريدة الدستور السابق، بتهم تتعلق بإهانة الرئيس ونشر أخبار كاذبة وسب وقذف قيادي إخواني، فوجىء المصريون بإقالة الصحافي جمال عبد الرحيم من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، بسبب نشر أخبار تتعلق بالتحقيق مع المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، ونائبه الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة المصرية، في تهم تتعلق بالفساد وقتل المتظاهرين.
وفي حديث خاص لـ "إيلاف"، وصف عبد الرحيم عهد الإخوان بأنه أسوأ على الصحافة وحريتها من عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وقال إن جماعة الإخوان المسلمين تحاول بسط سيطرتها على الصحف القومية بشكل كامل، وترهب الصحافيين في الصحف المستقلة.
تأييد وخذلان
قال عبد الرحيم، الذي يشغل منصب وكيل نقابة الصحافيين أيضًا، إنه تلقى عشرات من برقيات التأييد والتضامن من أحزاب سياسية، مثل الوفد، والمصريين الأحرار، إضافة إلى برقيات وبيانات تأييد من إئتلافات وحركات ثورية.
وأثنى عبد الرحيم على موقف نقابة الصحافيين العراقية، ووصفه بالموقف الشهم والبطولي، مشيرًا إلى أنها أصدرت بيانًا "هددت فيه بالإنسحاب من إتحاد الصحافيين العرب ما لم تتم إعادتي إلى منصبي".
في المقابل، انتقد عبدالرحيم موقف ممدوح الولي، نقيب الصحافيين المصريين، وقال إنه خذله ولم يتضامن معه، ولم يحضر الإجتماع الطارىء الذي عقده مجلس نقابة الصحافيين لبحث أزمة إقالته من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، ولم يتصل به حتى الآن.
وحول السبب وراء موقف الولي، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية، قال عبد الرحيم: "إنه موقف سياسي وشخصي في الوقت نفسه، فالولي يسير على أجندة إخوانية"، إضافة إلى أنه رفض طلبه إعادة هيكلة المكتب التنفيذي لمجلس إدارة نقابة الصحافيين، من أجل أزاحة بعض أعضاء المجلس المناوئين للولي.
الإخوان أسوأ من مبارك
وعما إذا كانت إقالته من رئاسة تحرير جريدة الجمهورية، التي تعتبر واحدة من أكبر المؤسسات الصحفية في مصر، تمثل إعتداءً على حرية الصحافة والرأي، قال عبد الرحيم إن "عهد الإخوان أسوأ من عهد مبارك وصفوت الشريف في ما يخص حرية الصحافة"، مشيرًا إلى أن النظام السابق لم يسيطر على الصحف القومية كما تسيطر جماعة الإخوان عليها حاليًا. ولفت إلى أنه لم يحدث طوال عهد مبارك أن أقيل رئيس تحرير جريدة قومية من منصبه بقرار إداري، بحجة نشر أخبار كاذبة.
أضاف: "لكن الإخوان ذبحوا القطة امام كل رؤساء التحرير، ممثلين في جمال عبد الرحيم، فأنا وكيل نقابة الصحافيين، ومعروف عني أني لا أقبل بالحلول الوسط، ولا أنحني لأحد أو لسلطة".
وتابع: "على الرغم من أن مجلس الشورى الذي يسيطر عليه الإخوان وضع معايير مهنية وموضوعية لإختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، إلا أن ثلاثة أرباع رؤساء التحرير مرتبطون  بعلاقة وطيدة بجماعة الإخوان "، مصنفًا نفسه ضمن النسبة الباقية التي لا تربطها صلات بالجماعة.
ولفت عبد الرحيم إلى أن قيادات مجلس الشورى كانت تعتقد أنه بعد تعيين رؤساء التحرير، سيكون ولاؤهم للإخوان، وأنهم سوف يتصلون بهم يوميًا لعرض المواد الصحفية قبل نشرها، إلا أنهم فوجئوا بموقف مناقض لم يتوقعوه.
صفقة بين الإخوان والعسكر
وأضاف عبد الرحيم أن سببين وراء إقالته من منصبه. الأول يتعلق بنشره 14 حلقة ضمن ملف صحفي عنوانه "الخارجون عن الإخوان"، سلطت فيه الأضواء على المنشقين عن الجماعة، فانتهزت الجماعة ممثلة في مجلس الشورى أول فرصة للإنتقام منه. أما السبب الثاني، فكان ترضية المجلس العسكري الحالي، وقياداته السابقة.
وقال: "أنا ضحية صفقة بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان، وأنا كبش فداء تعزيز العلاقات بين العسكر والإخوان". أضاف: "على الرغم من كل ذلك، إلا أنني أكنّ كل الإحترام والتقدير للقوات المسلحة، ولا يعني نشر أخبار تتعلق بفساد قيادات سابقة التقليل من تقديري لدورها في حماية الثورة وحماية الوطن".
أما عن اتهامه بنشر أخبار كاذبة تتعلق بإحالة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان إلى القضاء، قال عبد الرحيم إن الخبر الذي نشره صحيح جدًا. وساق الدليل على صحة كلامه، بالقول: "نشرت مجلة الأهرام العربي الخبر نفسه في ما بعد، ولم يقيلوا الزميل رئيس تحرير المجلة لأسباب سياسية". 
الصحافة في خطر
كشف عبد الرحيم عن تعرض الصحافيين في جريدة الجمهورية لضغوط تتعلق بعدم نشر أخبار تنتقد جهات أو جماعات معينة، رافضًا الإفصاح عن هوية تلك الجهات أو الجماعات.
وأعرب عبد الرحيم عن قلقه الشديد على حرية الصحافة في مصر في ظل حكم الإخوان، وقال: "حرية الصحافة في مصر تواجه خطرًا حقيقيًا، خصوصًا أن باب الحريات في مسودة الدستور الجديد أعادت مسألة السجن في قضايا النشر".
ودعا عبد الرحيم الجسم الصحافي في مصر، وجميع المهتمين بحرية الرأي والتعبير، إلى التصدي لكل محاولات الهيمنة على الصحافة والإنتقاص من الحرية التي دفع المصريون ثمنها من دمائهم ودماء أبنائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق