Translate

السبت، 30 مارس 2013

ثقَافَةٌ تَسْتَحقُ ألإزْدِرَاء: إغْتِصاب ليبيا وزَائراتها.

للكاتب: عبد الله كنشيل

سِلاحُ الْعار ووحوش الغدر تغتصب البريئات، يا للعار!!!

ان كان ما سمعت صحيحا فعذرا ايتها القديستين.

لا أُصدِّق ما سمعت، فتيات مُسلمات من بريطانيا يشاركن في قافلة لنصرة غزة، يُغتصبن امام والدهن من قبل عصابة مُسلحة في بوابة رسمية في احد مُدننا المُغتصبة ،وفي وضح النهار وفي طريق المطار. بنات بريئات يعشن في ديار الكُفر. تعلمن ما لم يتعلمه الوحوش المُدلِّلة في ديارنا نحن. تعلمن ان الله حي لا يموت، وتعلمت الوحوش المُدللة عندنا ان الحي الذي لا يموت هو السلاح وما عداه ميت لا محالة. تعلّمن الحلال والحرام، وعشن وهُن يشاهدن هذا حلال وهذا حرام، وتعلمت وحوشنا ان الحلال كل ما تقع عليه ايديهم من مال او بشر او سلاح، والحرام هو ما عند الاخرين بل لا يوجد في قاموس مُفرداتهم المحدودة كلمة حرام او عيب. تعلمن هؤلاء الصبيات في ديار الغربة، ان المُسلمين امة واحدة فتداعت قلوبهن الصغيرة للسّهر على اهل غزّة وكانت تعاستهُن هي المرور على كُهوف الوحوش.
كان تكذيبا، فدهول فانهيار. ثم القبول بقضاء الله وقدره ان ترى الباطال يتمدّد كطلع الشّيطان ولا تستطيع ان تُحرك ساكنا انه الخوار الذي اصابنا جميعا. ارتضينا بتمشيط وسرقة كل ما تقع عليه اعينهم من ثابت ومنقول،و من خاص وعام ، ولم نصرخ لكي لا نُصنّف اننا من الطابور السابع والثامن او انه عدم الاكثرات، او انه الخوف والرُّعب.
نرى السجون تتفتّح كثمار الحنظل وتلتهم كجهنم ابنائنا وبناتنا ونحن نغُضّ البصر ونسكت. نرى التعذيب ، والجثث وهي تخرج من اوكار الشيطان ولا نستطيع ان ننبس ببنت شفة، ونسينا تعاليم الحق وهي تقول " من رأى منكم مُنكرا فليغيره، بيده وبلسانه ، وارتضى اغلبنا بالقلوب. لك الله يا ارضنا.

آه كم هو مُحزن ان ترى ابنتك تُنتزع البسمة من فمها وتتحجر الدمعة في مقلتيها وتتوقف عن البكاء والهمهمة وهي تُغتصب امامك وفي وضح النهار ، من قبل من كان في عيونك بطلا وكان في قلبك اخا. آه ايها السيد كم هو عار علينا ان تحدث لك ما حدث وفي عقر دارنا دار الاسلام اما انتما ايها الملكان الهابطان على عُش الشياطين ليس عندنا لكما الا الاسى واللوعة على ما جرى ويجري، والشعور بالخزي والخجل، و قلائد العار تكلل جبيننا.

المُشكلة ان ثقافة الاغتصاب في بلادنا اصبحت هي السائدة منذ ان وضع بذورها الخبيثة ذلك الصُّعلوك الغريب وبعد ان هلك فاذا بها تُفرّخ وفي غفلة منا الاف الصّاعليك. والاسواء في ثقافة الاغتصاب "هي عندما يكون الناس الموكلين بحمايتك و رعايتك يقومون بإغتصابك بدلا من ذلك ..مثل رجال الشرطة والجنود"

ثقافة الاغتصاب هي ثقافة إلقاء اللوم على الضحية..فتبا لها من ثقافة.

اللوم كل اللوم على القيادات السياسية لهؤلاء القتلة والمغتصبين،و اللوم كل اللوم على من يُماطل في تكوين مؤسسات الدولة وتفعيل القضاء والشُّرطة والجيش والاستعانة بالخبرات الصديقة والشقيقة. اللوم كل اللوم على من يتصارع على سُلطة في دولة لم تكتمل معالمها.

اعتدرارنا لا يكفي ياايتُها الطّاهرتان، وحزننا لا يلئم جرحكما الغائر، ولكن كل ما نريد ان نقوله ان قلوبنا معكما ، فنحن لم نعد نملك الا قلوبنا والدموع، كما كنا في الماضي القريب، وافكارنا مععكم ومع اسرتكما الكريمة، وان ما حدث لا يمثل ليبيا ولا شعبها ولا دينها. ايتها الطاهرتان ما حدث لكما هو اغتصاب لليبيا وشرفها قبل ان يكون اغتصابا لكما. ولا حول ولا قوة الال بالله.

http://www.france24.com/ar/20130329-اغتصاب-جماعي-ناشطتين-بريطانيتين-تؤيدان-القضية-الفلسطينية-بنغازي-ليبيا?ns_campaign=editorial&ns_source=FB&ns_mchannel=reseaux_sociaux&ns_fee=0&ns_linkname=20130329_اغتصاب_جماعي_ناشطتين_بريطانيتين_تؤيدان_القضية

عبدالله كنشيل
29/03/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق