Translate

الخميس، 29 مايو 2014

تقرير: عملية "الكرامة" في مواجهة التشكيلات المتطرفة

عن "بوّابة الوسط الليبيّة"
تتطور عملية الكرامة التي أطلقها عناصر من وحدات الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد القوات البرية سابقًا يوم الجمعة 16 مايو، ضد التطرف والإرهاب الذي يطال رجال المؤسسة العسكرية في المدينة المتمردة بنغازي الجريحة، التي شهدت على مدار الثلاثة أعوام الماضية سلسلة من عمليات التفجير والاغتيالات والذبح والحرق والسطو والخطف، كما شهدت أربع عمليات انتحارية من قبل الإرهابيين أبرزها عملية بوابة برسس، وآخرها استهداف مقر الصاعقة 21، وانفجار مستشفى الجلاء، ومحاولة اغتيال العقيد عبدالله السعيطي بالقرب من مدرسة الألوية الخضراء، وأخيرًا اغتيال الصحفي مفتاح أبوزيد، وهذه الانفجارات ترك تنظيم القاعدة بمتنه عليها والذين يسيرون بخطى ثابتة نحو "ليبيا الإمارة" وسط إنكار الإسلام السياسي لوجودهم في ليبيا.
المؤسسة العسكرية والإرهاب
شهدت عملية "الكرامة" خسائر كارثية في صفوف رجال المؤسسة العسكرية وصلت إلى أكثر من 60 قتيلاً و150 جريحًا حسب مصدر طبي بمركز بنغازي الطبي في تصريح إلى "بوابة الوسط"، ناهيك عن الجثث التي تم العثور عليها فور انتهاء الاشتباكات التي اندلعت يوم الجمعة 16 مايو حتى يومنا هذا، بينها من قُتل حرقًا ومَن قُتل ذبحًا ومَن قُطعت أوصاله، جرَّاء تغول الإرهابيين في الانتقام من رجال المؤسسة العسكرية، الذين كشَّروا عن أنيابهم دفاعًا عن أنفسهم، خصوصًا بعد أحداث مديرية أمن بنغازي التي شهدت اشتباكات عنيفة بين رجال القوات الخاصة "الصاعقة" التي كُلفت حماية المديرية، وعناصر الأمن ضد رتل تابع لتنظيم أنصار الشريعة في مدينة بنغازي، وعدد من منتسبي الدروع والتي أسفرت عن مقتل ثمانية جنود من القوات الخاصة، قُتلوا رميَّا بالرصاص والحرق والذبح و13 جريحًا، وخطف أكثر من 35 عسكريًّا وشرطيَّا من مدينة بنغازي فور انتهاء الاشتباكات في مطلع شهر مايو من العام ذاته حسب مصدر عسكري رفيع المستوى في مدينة بنغازي لـ"بوابة الوسط". 
الدم الدم.. الهدم الهدم 
هذه مقولاتهم إذا لم يتم تحكيم شرع الله حسب قولهم، توعدوا وهددوا ونفذوا، وتغلغلوا في مفاصل الدولة على أيادي أعوانهم من الجماعة الليبية المقاتلة وحزب الإخوان المسلمين وكتله الوفاء للشهداء التي تُسيطر على المؤتمر الوطني العام وتؤثر على قراراته بأذرعها العسكرية المتمثلة في بعض التشكيلات المسلحة التي ينتسب إليها عددٌ من الشباب الذين لا يفقهون في السياسية شيئًا، سواء أنهم يحاربون "أعوان النظام السابق"، والمنظومة القذافية السابقة، على الرغم من وجود شخصيات تتواصل معهم محسوبة على النظام السابق، كانت تتصدر المشهد في مشروع "ليبيا الغد" الذي أطلقه نجل القذافي السجين "سيف الإسلام" القابع في سجون الزنتان، تحت حراسة أمنية مشددة، ولا ينسى كل الليبيين كيف تم فرض قانون العزل السياسي وتفصيله على مقاساتهم حتى يتم إبعاد شخصيات بعينها في ذلك الوقت، كما تم حصار عدد من الوزارات لفرض هذا القانون ولإبعاد رئيس الوزراء الأسبق "علي زيدان" الذي تم إبعاده بطريقة غير قانونية حسب تصريحات سابقة له، وكما أكد عددٌ من أعضاء "المؤتمر الوطني العام" عدم شرعية القرار.
الجيش الإسلامي في درنة 
درنة المحرومة من كافة حقوقها المدنية كإحدى المدن الليبية، التي لا تشهد أي نظام سياسي أو اجتماعي، ويعتبرها رجال تنظيم القاعدة في ليبيا وكرًا لهم في مناطق رأس الهلال وسيدي خالد التي تعرَّضت لقصف طائرة من دون طيار يوم 27 مارس الماضي، على إحدى المزارع التي يستخدمها التنظيم مخزنًا لتخزين الذخائر والأسلحة، تعود ملكيتها لأحد قادة كتيبة شهداء بوسليم يدعى عطية سعيد الشاعري المُكنَّي بـ"عطية بقيوه"، تحتلها تشكيلات رجل القاعدة الأول في ليبيا والتي تتمركز في مقر ثانوية الشرطة، ومقر الشعبية سابقًا الذي تُسيطر عليه جماعة ما يُعرف بجيش الشورى الإسلامي "لجنة فض المنازعات" في مدينة درنة، الذي يضم عددًا كبيرًا من الأجانب، ومعسكراتهم التدريبية في منطقة رأس الهلال بعد أن ترك قياديو تنظيم القاعدة معسكرهم الأول في غابة بومسافر.
الإرهاب والمال 
ترتزق تشكيلات تنظيم القاعدة في ليبيا، من عمليات السطو المسلح للعابرين، والعمليات الكبيرة على إيرادات الشركات والبنوك، وعلى عمليات الخطف لأبناء المسؤولين ورجال الأعمال والشخصيات المهمة في ليبيا عامة ومدينة بنغازي خاصة، نظرًا لوجود عدد من معاونيهم في تلك المدينة الجريحة، والذين يقتنصون الفريسة ومن ثم يتم نقلها بحرًا إلى كهوف جبال رأس الهلال حسب تصريحات أحد المخطوفين إلى "بوابة الوسط"، بعد أن أصبح التشديد الأمني كثيفًا على الطريق البري، ويتم طلب مبالغ خيالية بالملايين من ذويهم، وإلا سيتم قطع رؤوسهم، وإرسال جثثهم إليهم، بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه تنظيم أنصار الشريعة من الدولة الليبية؛ حيث تدفع لهم الرواتب كثوار حاربوا كتائب القذافي إبان حرب التحرير، تحت كتائب أخرى، ولا يزالون يتلقون تلك الرواتب، ناهيك عن جهات أجنبية تمولهم من خارج الحدود وآخر عمليات الخطف طالت دبلوماسيًّا ليبيًّا في السفارة الليبية باليمن يدعى عبدالسميع شعبان بن سعود يوم 12 مايو في مدينة درنة، وأُطلق أخيرًا بعد أن افتدته عائلته بمليون ونصف المليون دينار.
عمليات عسكرية مرتقبة
توتر أمني وهدوء حذر شرق البلاد الذي سيشهد معارك ضارية بين منتسبي المؤسسة العسكرية بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، والذي حصل على تأييد واسع من الشارع الليبي خصوصًا في شرق البلاد، وستتركز العمليات العسكرية على مدينتي بنغازي الجريحة ودرنة المخطوفة حسب تصريحات مصدر قريب من اللواء حفتر إلى "بوابة الوسط".
ترقب تنظيم القاعدة 
يترقب تنظيم القاعدة غرب البلاد الأحداث الجارية في شرقها، في انتظار مصيره بعد إعلان عدد من المجالس العسكرية تأييدها عملية الكرامة، التي بدأت في عاصمة الثورة الليبية ومهدها بنغازي المتمردة، في كل من سرت وطرابلس وصبراتة ومعسكر الـ 27 الذي يتمركز به رجال الجماعة الليبية المقاتلة، وعلى رأسهم رئيس غرفة ثوار ليبيا "شعبان هدية" المُكنَّي بـ"أبو عبيدة الزاوي"، الذي قُبض عليه في مصر يوم 24 يناير الماضي، فيما أُجبرت الحكومة المصرية على إطلاقه في وقت لاحق، فور خطف خمسة دبلوماسيين من السفارة المصرية في العاصمة طرابلس، والذي شهد عمليات قصف على مدار يومين هذا الأسبوع من قبل شباب محسوبين على قبيلة ورشفانة لاستهداف منطقة الماية غرب طرابلس. 
زلزال حفتر 
يترقب المجتمع الدولي زلزال حفتر، الذي هز أركان الإرهاب وأرعب مناصريه من رجالات الإسلام السياسي، الذين يدعون أن عملية الكرامة هي عسكرة للثورة وديكتاتورية عسكرية وانقلابٌ يقوم به اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يصفه الإسلاميون بـ"الدموي"، والمنقذ بالنسبة لرجالات المؤسسة العسكرية وللمواطن الليبي البسيط، الذي يطلب الأمن والأمان. 
بدأت الوفود القادمة من أفغانستان والعراق ومن تنظيم القاعدة بالمغرب العربي المشاركة في حرب التحرير ضد كتائب نظام القذافي، وهذا ما أكده المستشار مصطفى عبدالجليل الذي شغل منصب رئيس المجلس الانتقالي في تصريحات إعلامية سابقة، عندما قال حرفيًّا "هناك فعلاً بعض المسلحين الذين كانوا في تنظيم القاعدة ولكنهم لا يتعدوا الـ 15 فردًا، لم نعتقلهم، هؤلاء مقاتلون من الطراز الأول وهؤلاء يدافعون عن وطنهم".
كما أن المجتمع الدولي يعي جيدًا ما كان يحدث داخل بعض المعسكرات التابعة للثوار، ويراقب عن كثب، إلا أنه ينتظر ضرب الإرهاب في ليبيا بأيادٍ ليبية، ويبدو أن اللواء حفتر فهم الإشارة واللعبة بعكس الكثير، واختار التوقيت المناسب لهز عروش الإرهاب الذي يحاربه العالم بأجمعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق