الـبـيـضــــاء
تعتبر مدينة البيضاء من المدن الكبيرة والرئيسية في ليبيا ، فهي رابع كبرى مدن ليبيا بعد طرابلس وبنغازي ومصراته، وهي تعتبر ثاني أكبر مدن شرق ليبيا بعد بنغازي، ويبلغ عدد سكانها في عام 2012 وفق أحسن التقديرات 250 ألف نسمة .
يمكن وللإنصاف إعتبار مدينة البيضاء من أفضل المدن الليبية مناخاً في فصل الصيف، وهي تشتهر بثلوجها في فصل الشتاء ، كما كانت تعتبر أخر معاقل الجهاد الليبي ضد الطليان، وهي كما يعرف الكثير من الليبيّين كانت العاصمة الإدارية للبلاد في العهد الملكي، وكانت مقراً للبرلمان وأعتبرها الكثيرون حينها العاصمة الثالثة لليبيا.
مبنى أوّل برلمان في ليبيا
كما كانت مدينة البيضاء هي المقر الرئيسي للمجلس الإنتقالي، وأتخذ مبنى البرلمان كمكان لإجتماعات أعضاء المجلس الإنتقالي بقيادة المستشار مصطفى عبد الجليل وهو من مدينة البيضاء نفسها والذي أدار بكل إقتدار مجريات ثورة 17 فبراير التي حرّرت ليبيا من ديكتاتوريّة نظام القذّافي الفاشي.
إجتماعات المجلس التنفيذي في قاعة مبنى البرلمان الليبي القديم
شهدت مدينة البيضاء عدة مراحل عبر تاريخها، وكانت لها عدة أسماء منها بلدة بلغراي أو بلاغراى (Balagrae) كما كانت تسمّى في عام 414 ق م، وترجمة كلمة بلغراي تعني التل الأجرد أو الرأس الصلعاء، و قد سمّاها الإغريق بلاغراي عندما صارت مدينة إغريقية حرة إتّخذت لها فيكوس (الحمامة) ميناءً.
منظر لبلاغراي القديمة
وموقع بلاغراي يسمى الآن بلغرا وليس معروفا ما إذا كان الإسم سابقا أم لاحقا للإسم الإغريقي بلاغراي، أي هل بلاغراي هو الإسم الليبي أغرقه الإغريق إلى بلاغراي، أم الأصل بلاغراي الإغريقي حرّفه الليبيون إلى بلغرا .
ويذكر التاريخ بأن بلاغراي كانت تشتهر بمصدر إلهام للعبادة بوجود معبد إله الشفاء الشهير (Asclepium) أسكليبيام، وكانت مساحته 40 × 35 متر ، ومن أهم ما كانت تشتهر به أيضاً برنامج العلاج النفسي عن طريق الحفلات الموسيقية و الحمامات وكما عرفت المدينة القديمة أيضاً بتفسير الأحلام، ومن اشهر من ولد فيها الأسقف سينيوس في عام 370 ميلادي.
معبد أسكليبيام التاريخي بالبيضاء
وفي عهد الإسلام، كانت المنطقة الواقعة بين مدينة الإسكندرية في الشرق وطرابلس في
الغرب تعرف قبل الفتح الإسلامي ببلاد إنطابوليس وتتبع مصر إداريّا، وكان بطريرق
الإسكندرية يحمل لقب "بطريرق مصر وإنطابوليس".
وفى سنة 22 هجرية إتّجه القائد عمرو بن
العاص بعد أن فتح الإسكندرية غرباً نحو بلاد إنطابوليس، فلم يجد مقاومة تذكر من
سكّانها الذين صالحوه على دفع جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار سنويا، وأصبحت بلاد
إنطابوليس (برقة) تنعم بالأمن والسلام وحرية ممارسة الطقوس الدينية أكثر من أي منطقة
أخرى تحت السيادة الإسلامية، ولذلك قال عنها عبد الله بن عمرو بن العاص: "لولا مالي
بالحجاز لنزلت ببرقة فما أعلم منزلا أسلم ولا أعزل منها ". ويعتقد بأن الإسلام كان قد وصل إلى الجبل الأخضر أو مدينة البيضاء بالأخص في
عام سنة 46 هـ ويدل على ذلك وجود ضريح "رويفع بن ثابت الأنصاري" الذي توفّي عام 56 هـ
بمدينة البيضاء.
للبيضاء أسماء أخرى منها بني زرقاء، وزاوية البيضاء، وبيضاء ليتوريا. يرجع إسم "زاوية البيضاء" إلى بداية الحركة السنوسية في ليبيا التي تأسست في عام 1843م ، حيث أقيمت
فيها أوّل زاوية سنوسية وكانت أسوارها بيضاء ومن هذا سميت بزاوية البيضاء.
في عام 1964م أمر
الملك إدريس السنوسي حفيد محمد بن علي السنوسي بتجهيز مدينة البيضاء لتكون عاصمة ثالثة للبلاد كما أقام
فيها القصر الملكي وأقام فيها أوّل جامعة إسلامية تحت إسم جامعة محمد بن علي السنوسي ، وأقام فيها أيضاً مجلس الأمة الليبي ، وصارت زاوية البيضاء فيما بعد وحتى الآن أحدى أحياء البيضاء الحديثة وهي تعرف الآن بأسم حي الزاوية القديمة.
البيضاء هي عاصمة الجبل الأخضر وهي أكبر مدنه وتعتبر مركزه الرئيسي والإداري. ومن الجدير ذكره فإنّ مدينة البيضاء تسمى كذلك بـ "مدينة الثلوج" نظرًا لتساقط الثلوج عليها شتاءً....
شتاء البيضاء
شتاء البيضاء
وهي معروفة بجوّها المعتدل صيفًا، أما في الشتاء فإن شتاء مدينة البيضاء يعتبر بصفة عامة بارداً، وتعرف البضاء كذلك بـ "عروس الجبل الأخضر". كانت البيضاء تُعد لتكون عاصمة جديدة لليبيا في فترة نهاية الحكم الملكي حيث ضمّت المباني الحكومية والإدارية مثل مجلس الوزراء ووزارة العدل، وكان سبب عدم إعلانها كعاصمة رسميّة بمقتضي الدستور هو انتظار إكمال المباني بها، إلا أن هذه الخطة لم تنفّذ بسبب ثورة العقيد معمّر القذّافي في عام 1969 الذي ألغى النظام الملكي.
بلاغرا
ربيع البيضاء
الغريقة
جسر البيضاء
ملعب كرة القدم
فرقة الرقص الشعبي
جامعة محمد بن علي السنوسي الإسلامية
كنيسة البيضاء للمسيحيين
وختامــــــاً ....
هذه لمحة قصيرة عن مدينة الجمال والهدوء والطمأنينة... مدينة البيضاء بأناسها الطيّبين ومناخها الجبلي الجميل وهواءها البحري العليل. زوروها تجدوا ما يسرّكم.... وأهلها يرحبّون بكم في البيضاء.
تم إعداد هذا الموجز المتواضع بمساعدة الدكتورة مروى الحربي... فتحيّة للدكتورة مروة.
شكرا دكتور محمد بالحاج علي المعلومات القيمة
ردحذف