Translate

الأحد، 3 أغسطس 2014

الخطوة الموالية

 بعد تلك الوقفة النبيلة مع الوطن والتي تمخّض عنها اوّل إجتماع لأعضاء مجلس النوّاب، وبعد مد الأيادي لأعضاء المؤتمر الوطني المنتهية صلاحيّاته وإلى رئيس المؤتمر  نفسه بهدف دعوته للحضور إلى مقر المجلس في مدينة طبرق بغرض التسليم الحضاري بين المؤتمر المنتهي والمجلس المبتدئ، وبعد تلك المهلة لأكثر من 48 ساعة لمن يريد من أعضائه المتخلّفين عن الحضور بأن يلتحقوا بمقر المؤتمر في مدينة طبرق بأجل أقصاه يوم الإثنين 4 أغسطس.
بعد كل النوايا الحسنة هذه، وبعد التدليل من هذا المجلس بأنّ أكثر ما يهم أعضائه هو مصلحة ليبيا والتي لا يمكن لها من أن تأتّى بدون مشاركة كل الخيّرين من أهلها وكل الراغبين في المساهمة في بنائها.
بعد كل ذلك أعتقد بأن أعضاء مجلس النوّاب قاموا بما يجب وليحاول الآخرون بذل بعض العطاء في سبيل الوطن ومن أجل أهل هذا الوطن الذين يعيشون الآن في رعب ويعانون من نقص كبير في ضروريّات الحياة اليوميّة من مياه وكهرباء ووقود وأدوية والكثير من المواد الغذائيّة. أعتقد بأن الوقت أصبح الآن ملحّاً لكل أعضاء مجلس النوّاب المحترمين المتواجدين في مدينة  طبرق بأن يبدأوا العمل الجدّي معتمدين على شرعيّتهم القانونيّة وعلى الدعم الشعبي الكبير الذي يحظون به من قبل جماهير الشعب الليبي التي ملّت الفوضى وإستاءت من الفراغ السياسي الغير مسبوق الذي تعاني منه بلادهم بما إنعكس سلباً عليهم من خلال العزلة الدولية التي تعاني منها ليبيا الآن نتيجة لتلك الفوضى العارمة التي فرضها الرافضون للمسار الديموقراطي والباحثون عن أية وسيلة لفرض أنفسهم بقوة السلاح على جماهير الشعب الليبي التي ثارت على وضع شبيه لما يسعى إليه اولئك اللاهثون وراء سلطة لم يتمكّنوا من إكتسابها من خلال صناديق الإقتراع الحرّة.
أود ان أنبّه جميع الأعضاء كذلك بأن هناك من يعمل متعمّداً على منع هذا المجلس من الإنعتقاد وبأية وسيلة بما في ذلك العنف واللجوء إلى إستخدام السلاح، وكذلك السعي الحثيث لبث الفرقة وزرع روح الكراهيّة بين إعضاء المجلس بهدف إفشال مؤتمرهم هذا. 
كذلك فإنّني أنبّه كل أعضاء المجلس بأنّ السيّد على رمضان أبوزعكوك مع ما يقارب من 6 أعضاء لمجلس الأمّه الجديد جلّهم من مدينة مصراته يحاولون الآن شق الصف بأية وسيلة بهدف منع مجلس النوّاب من الإجتماع في مدينة طبرق، وذلك بأن السيّد أبوزعكوك وتلك الأقليّة من أعضاء المجلس الذين لا يزيد عددهم عن أصابع اليد يستعدّون للذهاب إلى مقر المؤتمر الوطني منته الصلاحيّة يوم الإثنين 4 أغسطس 2014 للإلتقاء بالسيّد نوري أبوسهمين فيسلمّهم السلطة بدل تسليمها لأعضاء المؤتمر ال166 المجتمعين في طبرق. بعد ذلك التسليم والإستلام "الماكر" يعتزم السيّد على رمضان أبوزعكوك للذهاب إلى بنغازي للدعوة إلى إحداث شرخ كبير وعميق في الدولة الليبيّة التي أصبحت تحتضر الآن وذلك بالدعوة لعقد أوّل إجتماع لمجلس آخر للنوّاب في مدينة بنغازي بدل طبرق، والهدف من كل هذه المحاولات المستميته هو إفشال كل المساعي الحثيثة لإجتماع مجلس النوّاب في مدينة طبرق وبهدف بث الفوضى والبلبلة في كل البلد بما يفتح المجال للميليشيات المسلّحة لتقوم بإنقلاب مدروس ومعد سلفاً يهدف إلى تأسيس مجلس قياة الثوّار يستلم السلطة في ليبيا بشكل مؤقّت إلى حين الدعوة لإنتخابات جديدة لمجلس نوّاب آخر يكون أغلب أعضائه من التنظيمات الدينيّة والمؤدلجة وذلك بحماية مباشرة من الميليشيات المسلّحة. هؤلاء الناس هم عازمون على إفشال مجلس النوّاب بالكامل، فيجب على الإخوة أعضاء المجلس المجتمعين الآن في طبرق الإنتباه إلى هذا المخطط الخبيث والعمل على تمرير الفرصة عليهم وذلك بأن يصر الأعضاء على الإجتماع يوم الإثنين وينتخبوا رئيس المجلس ونوابه بدون أي تأخير وبدون أية محاولات إضافية لإقناع من لا يريد ان يقتنع بالتناوب السلمي على السلطة. أعتقد بأنّه لم تعد هناك أية جدوى من محاولات المصالحة في بلد لا يريد شعبه بأن يتصالح وتاريخنا العربي والإسلامي يذكّرنا بالكثير من المشاهد المشابهة تماماً لمثل ما يجري الآن في بلادنا، فعليكم بأن تمضوا قدماً وأتركوا مشاريع المصالحة لمراحل أخرى مستقبليّة ولكن ذلك سوف يكون بطريقة مدروسة ومبرمجة يكون لها آوانها. 

إنّنا والحالة هذه أعتقد قد حان لنا الوقت بأن نعبر إلى الأمام بما نمتلك من تفويض شعبي وبما نمتلك من إرادة.. وبما نمتلك من حب صادق لهذا الوطن الذي يستحق منّا كل تضحية في سبيل كرامته وعزّته وعلوّ شأنه.

أود في هذا الإطار إقتراح الخطوات التالية التي أرى بأنّها قد تكون من بين جدول أعمال مجلس النوّاب في إجتماعه القادم:
  1. الإجتماع يوم الإثنين 4 أغسطس 2014 بهدف الإستلام الرسمي للسلطة من المؤتمر الوطني، ويكتفي بالتسليم بين رئيس المجلس المتفق عليه وبين السيّد النائب الأوّل للمؤتمر الوطني.
  2. إنتخاب رئيس المجلس وعضويه حسب الإعلان الدستوري.
  3. فتح باب الترشّح لرئاسة الوزراء لمدة لا تتجاوز 7 أيّام.
  4. تشكيل هيئة ديبلوماسية رفيعة المستوى تستعين بمن ترى فيهم الكفاءة بهدف النصيحة والمشورة تكون مهمّتها التواصل مع دول العالم لشرح الوضع الراهن وعرض برنامج المجلس للفترة القادمة بهدف تطمين دول العالم ودعوتها للتعامل مع مجلس النوّاب كسلطة إعتباريّة وحيدة في ليبيا منتخبة من الشعب الليبي.
  5. وضع الخطوط العريضة لمهام المجلس في المرحلة القادمة وحتى إعتماد الدستور الدائم والشروع في إنتخابات الوضع النهائي.
  6. الإتفاق على صيغة عمليّة للمصالحة الوطنيّة الجديّة.
  7. رسم الخطوط العريضة لمسائل الأمن للوطن والمواطن، كذلك نقل رئاسة الأركان إلى وضعها الطبيعي التابع لوزراة الدفاع التي تتبع رئاسة الوزراء.  

وفقكم الله إلى ما فيه خير ليبيا وصلاحها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق