Translate

السبت، 13 سبتمبر 2014

الإخوان يعيشون في وهم

الإخوان يحشدون الرعاع والغلمان أضغط هنا
الذين منّا شاهدوا مسيرات الأمس "المؤيّده" للإخوان، والطريقة التي سوّقوا بها مفتيهم، والأسلوب الفج والتبجّحي الذي أظهروا أنفسهم لنا فيه بالأمس ومعهم الكثير من المغفّلين والمغرّر بهم والطامعين الحالمين بالمجد والسلطان ليدلّ بكل جلاء على أن الإخوان المسلمون لا يتعلّمون من أخطائهم لأنّهم لا يعترفون بها، ولأنّهم لا ينظرون إلى إنعكاسات أفعالهم على مرايا الواقع. الإخوان لا ينظرون إلى المرآة... مرآة المجتمع، ليس إهمالاً ولا نسياناً، وإنّما تعمّداً حتى لا يروا عيوبهم فيعيشوا بذلك على سراب الوهم.

بكل تأكيد الإخوان يعتمدون على أموالهم الكثيرة وتحالفاتهم المشبوهة مع قطر وتركيا والسودان، ولكن كل ذلك لا يمكنه أن يشتري لهم حب الناس. تستطيع بمالك أن تشتري الفاسدين والطمّاعين والمرتزقة، لكنّك أبداً لا يمكنك شراء ذمم الوطنيّين والشرفاء، وهم من سوف يبقى محافظاً على إختياره منتصراً لقراره، لأن هؤلاء الناس هم "أصحاب مبادئ ولا يمكن إغرائهم بالمال أو وعود السلطة.

تركيا سوف لن تقف مع الإخوان حينما تتعرّض مصالحها للخطر، وقطر بكل صراحة لا تمتلك قرارها، ولايمتلك حكّامها أية ستراتيجيّة.
قطر سوف تخضع - وليس ترجع - للضغط السعودي، ولو خٌيّرت أمريكا بين السعودية أو قطر فحتما أمريكا سوف تدعم السعوديّة بكل ثقلها وبدون تردد. بقية دول الخليج العربية كلّها تأتمر بالسعودية وتتبع أوامرها، فليس لقطر غير الإذعان.
قطر هي ليست دولة في واقع الأمر ولا تمتلك إرادة ولا سياسة، وإنّما قطر هي عبارة عن إمارة صغيرة هامشيّة في وزن السياسة والإستراتيجيّة الدوليّة. قطر هي ليست أكثر من إمارة مقامرة يحكمها آل ثاني بالفهلوة ومنطق "خالف تعرف"، ومن هنا فلا يمكن الإعتداد بدعم قطر أو الإعتماد عليها للحماية بالنسبة للإخوان أو غيرهم. تركيا هي أيضاً لا تخدم غير مصالحها، وحتماً فإن مصالح تركيا على المستوى الأعمق والأوسع (الإستراتيجي) هي ليست وسوف لن تكون مصالح الإخوان، ومن هنا فلا يمكنهم الإعتماد عليها هي أيضاً.
أنا قلت من قبل بأن الوقت هو ليس في صالح الإخوان على الإطلاق، حيث أن أكبر دولتين عربيّتين (مصر والسعوديّة) هما ضد الإخوان وبكل قوّة وسوف يبقى الأمر كذلك لعقود من لاحقة من الزمن.
أمريكا وبقية دول العالم المؤثّرة والتي منها روسيا والإتحاد الأوروبي والأفريقي سوف يكون ضغطها في إتجاه تفكير مصر والسعوديّة بكل تأكيد، فهاتين الدولتين رضينا أم كرهنا تمثّلان كل الثقل العربي في منطقة الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم.

من هنا والكثير غيره، نستنتج وبكل سهولة بأن قادة الإخوان في مصر أو في السودان أو الأردن أو حتى في تركيا هم واهمون، وإخوان ليبيا هم أكثر وهماً منهم... وسوف ترينا الأيّام مآلهم. الإخوان سوف يخسروت كل شئ، وحينما يستفيقون سوف يكون ذلك متأخّراً جدّاً. مصر هي الآن تسير إلى الأمام بخطى ثابثة وبسياسة محسوبة وبدقّة همّها الأساس هو تقديم الخدمات للشعب. الشعب المصري كما نعرف هو في أغلبه من الناس الطيّبين والغلابة ولا همّ كبير لهم بالسلطة. الشعب المصري في مجاميعه هو مع الوطني والمتحرّر والوسطي المتواضع، وهذا ما توفّره لهم قيادة الرئيس عبد الفتّاح السيسي لو أنّها حافظت على الوتيرة الحالية من فهم للواقع الداخلي والذكاء النبه جداً في التعامل معه كما نلاحظ ذلك جليّاً على الساحة المصريّة.
قطعاً سوف لن يكون بوسع الإخوان في مصر مهما حاولوا بأن يأتوا بمثل ما يقدّمه الريس السيسي للشعب المصري، فالجل تبدو عليه الطيبة وتفوح من كلماته وتصريحاته كل أواصر الحب والإخلاص للمصريين بقدر يشابه إلى حد كبير ما كان يحمله الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي لم تشهد المنطقة العربيّة قائداً نزيها ومخلصاً مثله. الإخوان سوف لن يقدروا على مقارعة أو مشابهة أو حتى الإقتراب من طريقة تفكير الرئيس السيسي العصريّة والمتمدّنة والمتحضّرة والتي تعيش الواقع.... ففاقد الشئ لايعطيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق