بقلم: المحامية عزة المقهور
إلى مثقفي مصراته: تحية وبعد...
تلقيت رسالتكم المفتوحة "رسالة مفتوحة من مثقفي مصراتة إلى مثقفي الشرق الليبي"، وأحببت أن أرد عليها وإن لم تكن موجهة لي، كما وأنني كنت قد تمنيت أن أجد من بين موقعيها نساء من مدينتنا مصراتة.
كتب والدي رحمه الله عن مصراتة ما يلي.. "فطوبى لأصحاب الذكرى، وطوبي لمن تذكر، أو ذُكّر إذا نسي.. وسلامٌ على من قرأ، وعلى من هيأ لغيره أن يقرأ حتى يتذكر، وسلامٌ لمصراتة، أطوف بها، أزداد معرفةً تؤهلني للمثول في حضرة شيخها، لا أخشى تقريعاً أو نهياً في محياي، لا يعبس ولا يتولى".
مصراتة المدينة الليبية الساحلية هي لؤلؤة من عقد يتشكل من مدننا الساحلية، التي تعيش في حوض متوسطي له خصوصيته وثقافته وغناه الحضاري.. وقد عاشت ليبيا تقتات من هذا البحر ثقافة وتاريخا وخبزا وغزاة.. ولا يمكن لأي من هذه المدن الساحلية أن تشكل مكانا معزولا أو أن ينجح أي كان في فرض عزلة عليها حتى وإن كان من أبنائها.
عشنا معا.. وعرف جيلي ومن بعده من المحن ما جعله يطحن السنين سريعا.. وتمنينا أن يكون الحال أفضل لأبنائنا بعد سقوط قصر باب العزيزية، فلم نجد إلا حروبا، كان آخرها وأشدها عنفا ووطأة ما عرف بفجر ليبيا، حيث لم تحطم مدينتي طرابلس فحسب بل حطمت بقايا أمل كان يعيننا على الصبر ومرارته... وكان ومازال لمجموعات مسلحة من مصراتة دور فيها... ومصراتة المدينة، فسيفساء وخليط من أصول وثقافات مختلفة، وإن انصهر جلهم في بوتقة ليبيا.
وإذ بادر مثقفو مصراتة بتوجيه كتاب مفتوح لمثقفي الشرق الليبي، وإن اشاروا فيه بشكل عابر "لكل الأوفياء في ربوع وطننا الحبيب"، وكنا نتمنى أن يكون الكتاب موجها لمثقفي ليبيا بأكملها دون تفرقة.. وإذ كان ماكان.. فإنني واستتادا إلى ليبيتي فحسب، أناشد فيكم الثقافة التي تبني ولا تهدم، التي ترتقي بنا ولا تخذلنا، التي ترفض الدم وتحيي الأنفس، التي تأد التعصب وتدفيء القلب.. الثقافة التي تنير مدننا الساحلية بلا استثناء وتستقي روافدها من المكان والزمان والتاريخ، وتندمج مع ثقافات أخرى في محيطها الإسلامي والعربي والأمازيغي والأفريقي.
فما لنا غير بعضنا البعض.. لقد فقدنا البوصلة، فقفز على ظهورنا أُناس أرادوا مجدا زائفا فوق جثث أبنائنا.. فلا نريد مزيد من القتلى، ولا مزيد من الكره والحقد والرغبة العمياء في الإنتقام.
أملنا كبير في مثقفي ليبيا، أن يقطعوا الطريق على مرتدي الأحذية السوداء، ممتشقي أسلحة الموت والدمار، مقامري وبدائيي الحرب، طلاب بريق السلطة بنعرات جهوية وقبلية...
مالنا إلا بعضنا البعض.. لقد استجبت لندائكم واعتبرته موجها لكل ليبية وليبي.. فهل من جلسة حوار بيننا على طاولة مستديرة.. وأكواب من شاي "منعنع"، وكثير من الشعر والقصة والرواية والتشكيل والمسرح والموسيقى.. وقليل من هم الوطن.
تلقيت رسالتكم المفتوحة "رسالة مفتوحة من مثقفي مصراتة إلى مثقفي الشرق الليبي"، وأحببت أن أرد عليها وإن لم تكن موجهة لي، كما وأنني كنت قد تمنيت أن أجد من بين موقعيها نساء من مدينتنا مصراتة.
كتب والدي رحمه الله عن مصراتة ما يلي.. "فطوبى لأصحاب الذكرى، وطوبي لمن تذكر، أو ذُكّر إذا نسي.. وسلامٌ على من قرأ، وعلى من هيأ لغيره أن يقرأ حتى يتذكر، وسلامٌ لمصراتة، أطوف بها، أزداد معرفةً تؤهلني للمثول في حضرة شيخها، لا أخشى تقريعاً أو نهياً في محياي، لا يعبس ولا يتولى".
مصراتة المدينة الليبية الساحلية هي لؤلؤة من عقد يتشكل من مدننا الساحلية، التي تعيش في حوض متوسطي له خصوصيته وثقافته وغناه الحضاري.. وقد عاشت ليبيا تقتات من هذا البحر ثقافة وتاريخا وخبزا وغزاة.. ولا يمكن لأي من هذه المدن الساحلية أن تشكل مكانا معزولا أو أن ينجح أي كان في فرض عزلة عليها حتى وإن كان من أبنائها.
عشنا معا.. وعرف جيلي ومن بعده من المحن ما جعله يطحن السنين سريعا.. وتمنينا أن يكون الحال أفضل لأبنائنا بعد سقوط قصر باب العزيزية، فلم نجد إلا حروبا، كان آخرها وأشدها عنفا ووطأة ما عرف بفجر ليبيا، حيث لم تحطم مدينتي طرابلس فحسب بل حطمت بقايا أمل كان يعيننا على الصبر ومرارته... وكان ومازال لمجموعات مسلحة من مصراتة دور فيها... ومصراتة المدينة، فسيفساء وخليط من أصول وثقافات مختلفة، وإن انصهر جلهم في بوتقة ليبيا.
وإذ بادر مثقفو مصراتة بتوجيه كتاب مفتوح لمثقفي الشرق الليبي، وإن اشاروا فيه بشكل عابر "لكل الأوفياء في ربوع وطننا الحبيب"، وكنا نتمنى أن يكون الكتاب موجها لمثقفي ليبيا بأكملها دون تفرقة.. وإذ كان ماكان.. فإنني واستتادا إلى ليبيتي فحسب، أناشد فيكم الثقافة التي تبني ولا تهدم، التي ترتقي بنا ولا تخذلنا، التي ترفض الدم وتحيي الأنفس، التي تأد التعصب وتدفيء القلب.. الثقافة التي تنير مدننا الساحلية بلا استثناء وتستقي روافدها من المكان والزمان والتاريخ، وتندمج مع ثقافات أخرى في محيطها الإسلامي والعربي والأمازيغي والأفريقي.
فما لنا غير بعضنا البعض.. لقد فقدنا البوصلة، فقفز على ظهورنا أُناس أرادوا مجدا زائفا فوق جثث أبنائنا.. فلا نريد مزيد من القتلى، ولا مزيد من الكره والحقد والرغبة العمياء في الإنتقام.
أملنا كبير في مثقفي ليبيا، أن يقطعوا الطريق على مرتدي الأحذية السوداء، ممتشقي أسلحة الموت والدمار، مقامري وبدائيي الحرب، طلاب بريق السلطة بنعرات جهوية وقبلية...
مالنا إلا بعضنا البعض.. لقد استجبت لندائكم واعتبرته موجها لكل ليبية وليبي.. فهل من جلسة حوار بيننا على طاولة مستديرة.. وأكواب من شاي "منعنع"، وكثير من الشعر والقصة والرواية والتشكيل والمسرح والموسيقى.. وقليل من هم الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق