Translate

الأحد، 18 يناير 2015

تهييج المسلمين حبكة مخابراتية والضريبة مزيد التنازلات

عن صحيفة "الحدث" الإليكترونيّة. للدكتور أحمد سلامات، أستشاري أمراض الدم بجامعة سوانزي ويلز بريطانيا
يتعامل المسلمون مع موضوع نشر الصور المسيئة لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم من جانب واحد، وهو الجانب  العاطفي لحبهم لرسولهم الكريم ويهملون الجوانب الأخرى لهذا الموضوع الحسّاس،  وليس مستغربا أن تكون النتائج من سئ الى أسوأ.
 في رأيي المتواضع كمسلم يعيش في الغرب منذ 30 سنة وأعتبر نفسي من المهتمين بالدعوة والتعريف بالإسلام، أعتقد أن أسلوب تعاملنا مع هذا الموضوع، والذي يعتمد غالبا على ردات الأفعال الغير متزنة ونظرية المؤامرة والعنترية،  قد حان الوقت لمراجعته واستخلاص النتائج والخروج بأسالوب جديدة للتعامل مع هذا الموضوع.
1. بداية يجب الإعتراف بخطأنا كمسلمين بخروجنا في مظاهرات ضد كتاب مهمل مركون يكسوه الغبار سنة 1984 (سلمان رشدي) وما صاحبه من حرق  للمكتبات في لندن وغيرها من العواصم الأوربية، ما كان أحد ليهتم بهذا الكتاب التافه ولا ذاك الكاتب المفلس، ولكننا أعطينا العالم عصاةً غليظةً ليجِلدنا بها، وحينها اكتشفت الأجهزة الاستخبارتية المعادية كيفية تهييج المسلمين ودفعهم لارتكاب حماقات تترتب عنها تنازلات ومكاسب سياسية.
 وقد تكرر المشهدُ بين الفينة والأخرى حسب الحاجة إليه، وقدّم الغوغائيون والدهماء الفرصة لأعداء الإسلام وكل المتطرفين في أوروبا كي يصوروا للأوربيين أن كل مسلم هو عبارة عن قنبلة موقوتة.
2. الإسلام تكفّل بحفظه الواحد الأحد فقال جل من قائل { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } وقال جل وعلا ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ )وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)  (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرو (وغيرها الكثير من الآيات الكريمة ومن تكفل الله برفع  اسمه وقدره ومكانته وأعطاه الكوثر ووعد شانئه بأن يكون أبترا لن تطال منه تفاهات الأقزام ومحاولات الأنذال.
3. السيرة النبوية ذاتها لم تعلمنا تعنيف أو سب من أهان الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام، فقد قيل عنه كل الأوصاف البذئية والسئية  وألقيت على رأسه الشريفة فرت الإبل فما كان منه الاّ نفض عن جسده الأذي واستمر في دعوته وكأنه لم يكن شيئا (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )..والله عز وجل ينهانا عن سب حتى المشركين ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ )
4. أدعو إخوتي جميعا إلى التوازن في طرح الموضوع والابتعاد عن نظرية المؤامرة وأقول لكم ومن مصدر موثوق أن الجهات الأمنية الغربية محترفة وتتعامل مع الموضوع بحرفية تامة  وأولى أولولياتها منع  العمليات الإرهابية في بلدانها، ولن تصدقوا  وجود أخوة مسلمين أوروبيين ليسوا قليلين هم أجهل من أبي جهل نفسه ويؤمنون بأن قتل الأبرياء وبأكبر الأعداد هو طريقهم إلى الجنة والحور العين!
5. أمرنا الله بالقسط مع الناس كافة وعلينا أن نقول كلمة الحق ولو على أنفسنا، فمجرم من يدافع عن اﻹجرام وأحمق من يدافع عن الحماقة، وما حدث في فرنسا الأسبوع الماضي ومقتل اثني عشر شخصًا يعملون في الصحافة من أجل كتابة مقال أو رسم من شخص تافه ومجلة تافهة، سيعرض الوجود اﻹسلامي في أوروبا للخطر، والحكومات الأوربية ووزراء داخلياتها معروض عليهم الآن مشروع سحب الجنسية من كل مسلم يشتبه بتورطه في الإرهاب أو  كان وجوده يشكل خطرا على أمن هذه الدول والمتوقع أن أياما صعبة تنتظر كل المسلمين في أوروبا.
6. الملاحظ أن  معظم من يقومون بهذه  الأعمال الإرهابية هم من خريجي السجون حديثي الإلتحاق بالإسلام  والمغرر بهم واليافعين الذين يسهل اصطيادهم والتلاعب بعقولهم والغلاة والعاطلين عن العمل وممن يعيشون على الدعم الاجتماعي.
فهولاء الغلاة والمتطرفون والجهلة ممن ضاقت بهم اﻷفق لا يمثّلون اﻹسلام بل هم وباء يجتاح بلاد اﻹسلام وأهل اﻹسلام.
7. دورنا وواجبنا كمسلمين في أوروبا أن لا نساعد هولاء المرضى النفسيين على الانتشار ولا نبرر الجريمة بالتأويلات والاحتمالات وعلينا الوقوف ضد تشويه اﻹسلام،  ولكن وفي نفس الوقت علينا الدفاع بالتي هي أحسن والطرق المشروعة والفعّالة عن ديننا الحنيف وقدوتنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فحب محمد صلى الله عليه وسلم  يكون بالعمل والإلتزام بسنته والتمسك بأخلاقه  (وإنك لعلى خلق عظيم)، وكوننا سفراء نمثل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالة ديينا الحنيف (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
8. علينا كمسلمين أن نبتكر أسلوبا جديدا وفعّالا في تعاملنا مع هذا الموضوع الحسّاس ونبذ الأساليب السابقة العقيمة طيلة ال30 سنة الماضية والتي تعتمد التهييج والإثارة.
 والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق