يبدو أنّه أصبح الآن يقيناً بأنّ مسوّدة ليون سوف تكون بمثابة السكّة التي ربّما يتم عليها وضع عربة قطار البناء في ليبيا من جديد بعد أن حاول الماكرون والمشاغبون والطامعون والمنافقون والدجّالون وتجّار الدين ومرتزقة الثوريّة العبث بهذا البلد والإرتزاق على نشر وتعميم الفوضى بين أركانها.
أنا شخصيّاً أرى بأنّ المسوّدة بمعيوبها وميزاتها قد تكون برنامج عمل نبتدئ منه وننطلق على هداه نحو غد أفضل لبلادنا.
أنّا أرى أنّه، ووفق المعطيات الحالية والظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا وعجز الجيش عن إحداث أي نقلة موضوعيّة يمكن الإطمئنان إليها.... أرى أنّه في الوقت الحالي ووفق ظروفنا التعيسة وإنحسار وسائل التغيير لدينا نحن الليبيّون والليبيّات نظراً لعجزنا الذي بكل تأكيد يعكس عقمنا التفكيري وقصورنا الثقافي وقلّة خبرتنا في فنون وأبجديات وأسس بناء الدولة العصريّة.... أرى أنّه ووفق ما توفّر لدينا من معطيات كلّها قاصرة وقصيرة النظر بقدر ما هي ضيّقة الأفق... أرى أنّه لا توجد لدينا مخارج من هذه الآزمة غير المسوّدة بعيوبها وميزاتها.
أعتقد - وفي نفس الإطار - بأنّ البقية تقع بكاملها على أكتاف الشرفاء من الليبيّين والليبيّات، لكن المسوّدة قد تكون مفتاح لطريق الصلاح.
هناك الكثير من الأفكار علينا - من نعتقد بأنّنا من المثقفين - أن نحاول طرحها لفترة ما بعد القبول بالمسوّدة رسميّاً، حتى لا نبقى ندور حول أنفسنا وبذلك فقد نفتح الطريق لمن يريد أن يستمر العبث بهذه الدولة حتى يستمر في غيّه وفساده وعبثه بمصائرنا. علينا بأن نبدأ من الآن في التفكير في ما بعد المسوّدة، وعلينا أن نفكّر في مسارات تحافظ على إستمرار الرغبة الحالية لبدء عملية بناء الدولة، وعلينا أن نطرح الأراء والأفكار العقلانيّة والواقعيّة والمنطقيّة في هذا الإطار.
لابد لكل المثقّفين والمتعلّمين الذين بالفعل يحبّون ليبيا ولا يبحثون بصدق عن مغانم أو مكاسب أو وظائف أو أية إمتيازات.... لابدّ لهم من أن يتحمّلوا المسئوليّة، وذلك بطرح أراء إيجابيّة وأفكار عقلانيّة ومبتكرة تمهّد الطريق نحو العبور إلى الأمام. لابدّ لنا من العمل جماعة من أجل البحث عن السبل والطرق والوسائل التي تدفع بقطار التغيير في بلدنا نحو الأمام. لابدّ من المضي قدماً، فالدوران حول المكان لايؤدي إلى أي مكان ولا يرفع البنيان ولا يخدم الإنسان ولا يوفّر له الآمان..... تقبّل الله صومكم في رمضان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق