Translate

الجمعة، 10 يوليو 2015

لم يعد خطرهم علينا ولكن على الشرق الأوسط


في مقابلة له هذا المساء قال وزير خارجية بريطانيا "فيليب هامّوند" بأنّ الإرهابيّين الإسلاميّين ليس لهم إهتماماً بنا في أوروبّا بقدر إهتمامهم بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط العربيّة وكذلك البرهنة على أنّهم (يقصد داعش) أقوى من تنظيم القاعدة وبأنّهم هم من سوف يفرض وجوده بقوّة العنف والترهيب.
بالإضافة إلى ذلك قال السيّد هامّوند: حينما ننظر إلى تونس ومقارنة بليبيا مثلاّ، نجد بأن هناك فرقاً كبيراً بين الدولتين. فليبيا هي دولة تعمّها الفوضى ولا توجد بها حكومة قادرة وليس من السهل التعاون معها أو دعمها. في المقابل نجد بأن تونس دولة عصريّة بها حكومة وبها برلمان وبها جيشاً منضبطاً ويخضع لسلطة الدولة الوحيدة ويتبع آوامرها بكل حرفيّة.
وقال وزير الخارجية البريطانيّة في مقابلة حواريّة مع راديو 4 من البي بي سي وكان نظيره في نفس الحوار صحفيّاً مثقّفاً وعلى مستوى راقي جدّاً من المعرفة والمقدرة الكلاميّة... قال وزير خارجية بريطانيا: تونس دولة متحضّرة وسوف ندعمها ونسلّح جيشها ونساعده بالخبرة العسكرية والتقنية والإستراتيجيّة أيضاً، فتونس هي دولة يمكن الوثوق في حكومتها ونظامها السياسي على عكس ليبيا التي وفق معطياتها الحالية لا يمكن الوثوق في القوى التي تحكمها الآن.
                                       
في المقابل، تكشّفت المزيد من المعلومات عن مفجّر منتزه سوسة "سيف الدين رزقوي" البالغ من العمر 23 سنة، والذي كان قبيل مقتله طالباً في السنة النهائيّة في جامعة القيروان، وكان محافظاً على الدوام ومهتمّاً كثيراً بدراسته كما قالت والدته.
كان إبني طيّب العشرة وعصامي التفكير، فقد كان يقرأ في النهار ويشتغل بالمساء في مقهى (قهواجي) من أجل أن يكسب بعض المال كي يشتري ملابس جديدة وينهي دراسته العليا في باريس.
وقالت والدته: إبني لم يكن مشاغباً طول عمره ولم يكن متشدّداً أو حتى متديّن، بل كان يخرج مع أترابه ويعيش كشاب في عمره. وقالت أمّه: لابدّ وأن وقع إبني كان قد وقع في شراكهم " المتشدّدين" فقاموا بغسل دماغه ولعبوا بتفكيره، وما زلت إلى هذه اللحظة لم أصدّق ما سمعت وما شاهدت بعيني.
قالت والدته أيضاً في مقابلة مع أحدى القنوات التونسيّة: في مساء اليوم الذي سبق قيامه بإطلاق النار على السوّاح... عدت من العمل فوجدته يلعب مع أخوه بكل إنشراح وإرتياح، وبعدها قام فإغتسل وتعطّر وإرتدى ملابس نظيفة ثم أتاني فإحتظنني وقبّلني قائلاً: أنا ذاهب لأقضي هذه الليلة مع صديق عزيز عليّ وأريد منك يا ماما عشرة دينارات فقد إحتاجها.
وأضافت أمّه قائلة: إبني لم يتغيّب ولا يوم واحد عن الجامعة التي قضى بها 4 سنوات وهو يستعد للتخرّج، فكيف يقولون عنه بأنّه ذهب إلى ليبيا وتدرّب هناك لمدة سنتين مع جماعة داعش..
الصورة هي لسيف الدين رزقوي وأمّه وأبوه. وبالنظر إلى الصورة، بالفعل \انا أرى شابّاً متواضعاً وطيّباً ولا يبدو على وجهه المكر أو الإجرام. في المقابل، صورة والده توحي بالتشدّد والصرامة وقد تعطيك الإنطباع بأنّه يشبه في مظهره ونظرته عبد الحكيم بلحاج، قائد الجماعة الليبيّة المقاتلة والمسيطر الآن على طرابلس بمليشياته المسلّحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق