بمناسبة نهاية شهر الصوم وبداية العيد، قمت صباح هذا اليوم بالجولة على من أشتغل معهم من سكرتيرات وممرّضات وموظّفات إستقبال في العيادات بهدف توزيع علب من الشيكولاطة عليهنّ خاطراً إيّاهنّ بأنّ اليوم بالنسبة لي يمثّل نهاية الصيام وبداية عصر الأكل والشرب !. في كل مرّة كان التعليق يطرح بلطافة ممزوجة بإبتسامة وتعابير وجه صدوقة كان لها وقعها من قبل كل المستلمات.
لقد فوجئت بهنّ يفرحن جدّاً بهذه الإلتفاته ويعتبرنّها ربّما على عكس ما يتوقّعن من مسلم لا يعرفوا عن دينه غير القتل والذبح والتفجيرات وقتل الأبرياء مع الكثير من الحقد على أتباع الديانات الأخرى وخاصّة المسيحيّين والغربيين بصفة عامّة.
لقد فوجئت مرّة أخرى حينما خرجت من كل مجموعة واحدة عشوائيّاً لتقول لي بعد التعبير عن الإمتنان والتقدير "عيد سعيد" Happy Eid، مع العلم بأنّهن كلهنّ من الإنجليزيّات أصلاً ومفصلاً ولم أذكر لأي منهن شيئاً عن العيد أكثر من قولي "نهاية الصيام".
لقد فوجئت مرّة أخرى حينما خرجت من كل مجموعة واحدة عشوائيّاً لتقول لي بعد التعبير عن الإمتنان والتقدير "عيد سعيد" Happy Eid، مع العلم بأنّهن كلهنّ من الإنجليزيّات أصلاً ومفصلاً ولم أذكر لأي منهن شيئاً عن العيد أكثر من قولي "نهاية الصيام".
هنا أحسست بأنّ هؤلاء البشر لا يريدون كثيراً، ولا ينتظرون أكثر من إلتفاته إنسانيّة وعبارات أخويّة وسلوكيّات حضاريّة؛ حتى يحبّونك ويطمأنّوا إليك ويحسّوا بأنّك إنسان مثلهم لا تخيفهم ولا ترعبهم ولا تجعلهم يظنّون بأنّك ربّما تكون من "الجهاديّين" أو "التفجيريّين".
لقد أحسست بأنّني بهذا العمل البسيط والمتواضع تمكّنت هذا اليوم من مسح الكثير من الصفحات السوداء عن الإسلام والتي كان قد خطّها ووزّعها حقراء داعش ومن قبلهم أغبياء القاعدة ومعهم ومن بعدهم تلك التنظيمات الإرهابيّة المتكلّسة والتي تتشرّب من الفكر الوهابي المتطرّف كل معاني الحقد الأعمى والكراهيّة العشوائيّة للشعوب الأخرى.
لقد أحسست اليوم بأنّني بهذه الإلتفاته الإنسانيّة تركت إنطباعاً لم أكن أقصده لدى هؤلاء البشر الطيّبون عن الإسلام الذي كنت أنا أمثّله في عيونهم، وربّما تركتهم يفكّرون من جديد بأن الإسلام قد لا يكون بتلك الصورة النمطيّة التي يشاهدونها في كل يوم من خلال وسائل إعلامهم التي لا ترحم ولا تتستّر ولا تجامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق