Translate

الخميس، 27 أغسطس 2015

وفاق الصخيرات.... مخاوف وتحذيرات

يبدو في الأفق إتفاقاً بين بعض الأطراف الليبية المتخاصمة، وقد يتم هذا الإتفاق خلال الأسبوعين القادمين. المؤتمر الوطني العام المنتهي الصلاحية يحاول ما تبقّى من أعضائه الإنتقال من قاعة المباحثات إلى مواخير المؤامرات، فتلك في نظرهم تعتبر الأقدر على تحقيق مطالبهم والأكثر فعاليّة بالنسبة لهم.

الثوّار
من الواضح بأنّ من يسمّون أنفسهم بالثوّار سوف لن يتنازلوا عن عالمهم الذي يتمتّعون به الآن، وهم يحملون السلاح ويرعبون الناس ويتصرّفون كأمراء حرب يستحوذون على كل ما يعجبهم ويغتصبونه من أصحابه بقوة السلاح وبسلاح الترهيب. هؤلاء "الثوّار" سوف ينسحبون من العصامة بأسلحتهم وسوف يختبئون في المناطق المحيطة بوسط العاصمة، وسوف يبقون على سلاحهم وهم ينتظرون(يتصيّدون) اللحظة المناسبة للعودة إلى المدينة متى رأوا بأنّهم خارج المراقبة الأممية، أو أنّهم سوف قد يسعون للحصول على المباركة الأمميّة بطرق ملتوية وبخدع ربّما سوف تنطلي على موظّفي الأمم المتحدة الذين سوف تناط بهم مهمّة مراقبة الإتفاق.

الجيش
الجيش الليبي سوف تتم محاربته وسوف يتم تمييعه وسوف ينصبوا له المصائد بهدف الإيقاع به وإصطياده؛ فالإخوان المسلمون ومن يتبعهم من الجماعات الدينيّة المتشدّدة يرون في الجيش نهايتهم وبذلك فهم سوف لن يسمحوا لليبيا بأن يكون لها جيشاً.
المرحلة الأولى في القضاء على الجيش الليبي سوف تتم بنقل تبعيّته من مجلس النوّاب إلى الحكومة، والمرحلة اللاحقة سوف تبعد الفريق خليفة حفتر نهائيّاً عن الجيش، والمرحلة الثالثة سوف تتحقّق بتعيين رئيس أركان مشابه لرؤساء الأركان السابقين الذين برهنوا على تبعيّّتهم الكاملة للجماعات الدينيّة بما يشمل سكوتهم عن تسليح "الثوّار" بإسمهم ومن ميزانيّتهم وعلى حسابهم.
إذا تم إستدراج الجيش إلى طرابلس (القيادة والمقر) فإنّ ذلك سوف يكون الخطوة الأولى للقضاء على الجيش وقفل طريق العودة النهائيّة والأكيدة للجيش النواة الذي نشاهده الآن في المناطق الشرقيّة وبعض فروعه الأكيدة في منطقة الزنتان والرجبان وبعض المناطق المجاورة لهما.
هذه النقطة بالتحديد يجب التنبّه إليها من الآن ويجب الحذر من المؤامرات التي تنسج خيوطها الآن في المواخير التي يقيم بها قادة التيّار الإسلامي المتشدّد بزعامة أقطاب الإخوان المسلمون والجماعة الليبيّة المقاتلة والقاعدة وداعش ومن يحوم في أفقهم.

مجلس النوّاب
سوف يفرض عليهما الإنتقال إلى العاصمة بإعتبارها العاصمة ومقر السفارت والملحقيات الدولية في ليبيا، والمبرّرات سوف تكون كثيرة جدّاً.
بمجرّد إنتقال أعضاء مجلس النوّاب إلى طرابلس فسوف تتم تصفية الأعضاء البارزين من خلال عمليات الإختطاف والإغتيال والتغييب والتخويف والترعيب... وسوف نرى.

الحكومة
مقر الحكومة ورئيسها وأعضائها سوف يجدون أنفسهم محاصرين ب"التنسيقيّات" التي سوف تفرض أجنداتها على الحكومة، وسوف تقوم بخطف رئيس الوزراء والوزراء الذين يشبّون عن الطوق. التنسيقيّات سوف تفرض أجنداتها من خلال الحصار والتخويف والترهيب وبأية وسيلة يستطيعون بها مصادرة قرارات الحكومة التي لا تعجبهم.
هناك الكثير ممّا يجب التفكير فيه الآن والإستعداد له قبل فوات الآوان، وهناك مؤامرات أكيدة يتم حبكها الآن من قبل آساطنة الإخوان يجب التنبّه لها وتوقّّعها حتى يمكن التعامل معها.
أتمنّى من الإخوة أعضاء مجلس النوّاب والإخوة القادة في الجيش الليبي أن لا يتركوا الغير ليستغلّ طيبتهم وحسن نواياهم، فنحن في ليبيا تسيّرنا وللأسف عقليّة المؤامرة وآساليب الخداع. لابدّ من التنبّه والإستعداد وتجاوز حسن النوايا. لابدّ من التفكير الإستباقي وترك الحريّة لجانب الشك ليسبق أي فعل قبل أن يكون الوقت متأخّراً.
نصيحتي لكل أعضاء مجلس النوّاب وللدكتور أبوبكر بعيرة والسيّد محمّد شعيب المندفعين بتعجّل كبير جدّاً نحو تشكيل الحكومة أن يكونوا جميعهم على يقظة تامة وتنبّه يقيني قبل الإقدام على تسليم أي شئ أو التنازل عن أي شئ، فإنّهم يتعاملون مع خبثاء وماكرين لا يمنعهم أي شئ عن تحقيق ما يدور في تفكيرهم وما يخطّطون له.
هذه نصيحتي أسديها إلى أعضاء مجلس النوّاب وقيادة الجيش الليبي الآن ما دامت الأمور مازالت في بداياتها، وأتمنّى بألّا تتغلّب على تصرفاتهم حسن النوايا حتى لا يندموا لاحقاً حيث سوف لن ينفع الندم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق