Translate

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2015

وهل تحارب الدجاجة فراخها؟

قالت السعودية إن 34 دولة معظمها إسلامية انضمت إلى تحالف عسكري جديد لمحاربة الإرهاب دعت السعودية هذا اليوم إلى تأسيسه بحيث يكون مقرّه في الرياض وتتولّى السعوديّة قيادته وتمويله والإشراف عليه.
ومن بين الدول المشاركة في هذا التحالف المزمع تأسيسه دول من آسيا: مثل تركيا والأردن، ودول من إفريقيا: مثل نيجيريا، ومن العالم العربي: مثل مصر، وتونس، وليبيا... لكن إيران - منافس السعودية الرئيسي في المنطقة - غير موجودة في هذا التحالف وسوف لن تتم دعوتها أو قبولها.

السؤال البديهي والذي يطرح نفسه بكل قوّة هو: وما هي الغاية الحقيقيّة من تأسيس هذه القوّة "السنّية" بقيادة وهابيّة، وما هو العدو الحقيقي الذي سوف تقف ضدّه هذه القوّة وسوف تحاربه؟. ما هي جدواه وكيف سوف تكون فعاليّته إذا كانت البلاد الإسلاميّة كلّها متعادية مع بعض ولا تثق دولة إسلاميّة في دولة أخرى؟.

كل العالم يعرف يقيناً وبرهانا بأن السعوديّة هي من فرّخ كل هذا الإرهاب الذي نراه في العالم اليوم بإسم الإسلام، وبأنّ أوّل مؤسّس للتنظيمات الإرهابيّة والممّول لها هو السعوديّة.
القصّة كما نعرف بدأت في قندهار ومنها إلى كل أفغانستان، والكل يعرف الطالبان من حيث الإنتماء العقائدي وطريقة التفكير الديني التي تستمد كل جذورها وأصولها ومشاربها من الفكر الوهابي المتعصّب والمتشدّد والذي يؤمن بالعنف كوسيلة لفرض الرأي، وهو بكل حيثيّاته عبارة عن تنظيم تكفيري لا يؤمن بحرية الغير في التفكير والإجتهاد والتصرّف.
من الطالبان إلى تنظيم القاعدة، ومن القاعدة إلى بوكو حرام، ومنها إلى تنظيم النصرة، ومنها إلى حركة الشباب المهاجرين، ومنها إلى أنصار الدين وأنصار الإسلام، ومنها إلى أنصار الشريعة.... وتتمدّد سلسلة العنف والإرهاب بإسم الدين حتّى تنتهي عند تنظيم داعش في لوقت الحاضر. أليست كل هذه التنظيمات هي تنظيمات سنيّة بتفكير وهابي وبدعم مادّي ومعنوي سعودي؟. هل يمكن أن يتقبّل العاقل بأن تحارب الدجاجة فراخها؟. أليس من المعقول التفكير بأن هذا التحالف السنّي الجديد والذي هو بدوره يتقمّص تحت عبايا الدين وجلابيب التطرّف إنّما هو تم تأسيسه لمحاربة التمدّد الشيعي في المنطقة من سوريا إلى اليمن والبحرين... وربّما مستقبلاً إلى السعوديّة نفسها، وسوف نجد يومها من يقول متشفّياً "جنت على نفسها براقش".
محاربة الإرهاب المتمترس تحت جلابيب الدين والقضاء الحقيقي عليه سوف لن يتم إلّا من خلال وعي المواطن وتمكين القوى الوطنية في كل دولة عربية من تقدّم مسيرة البناء والتغيير وإبعاد قساوسة الدين الجدد عن الواجهة حتى تتمكّن بلادنا من شق طريقها نحو العلم والتقدّم والتحضّر وترك الدين كعلاقة نقيّة ونظيفة ومخلصة بين العبد وخالقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق