Translate

الأربعاء، 10 فبراير 2016

القرآن أكثر رحمة من الإنجيل وأقل منه ذكراً للعنف

  قامت صحيفة الإنديبندنت البريطانية بإجراء مقارنة بين القرآن في نسخته المترجمة باللغة الإنجليزية وبين التوراة والإنجيل، وتبيّن لها بأن القرآن هو أكثر ذكراً لكلمات الرحمة والتسامح والصدق وحسن المعاملة، وأقل ذكراً للعنف والقتل والحروب من التوراة ومن الإنجيل. وتبيّن من الدراسة كذلك بأنّ المقارنة بين الكتب السماوية الثلاثة بيّنت بأن التوراة هي أكثرها عنفاً وذكراً لكلمات الموت والحرب والإنتقام وتلى الإنجيل ذلك ثم كان القرآن أقلّها في ذكر العنف أو الإشارة إليه وأكثرها في ذكر الرحمة أو الدعوة إليها.
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا نرى تجّار الدين والخوارج يعملون كل جهودهم من أجل الإساءة إلى الإسلام عن طريق ممارسة الرذيلة والعنف والكذب والخداع، وعن طريق تفاسير وشروح رجال الدين الذين توارثوا كل ما يتحدّثون عنه بدون مناقشة أو تحليل أو إنتقاد حيث يعتبر هؤلاء المشعوذين أن الإنتقاد حرام ويؤدّي إلى الشرك بالله، وكذلك عندهم الديموقراطيّة والإختيار الحر... وتلك هي مصيبتنا مع رجال الدين الذين أضرّوا بسمعة الإسلام وقلّلوا من قيمة ورقي المسلمين في أخلاقهم وفي تعاملهم مع البعض ومع غيرهم من شعوب الأرض.
الصفات الحميدة والأخلاق الراقية والآمانة والصدق كانت هي ثقافة المسلمين في فترة الخمسينات والستينات حينما كان الإسلام نقيّاً ولم يعبث به الخوارج الجدد الذين أفرزتهم لنا الوهابية المقيتة منذ بدايات السبعينات وحتى يومنا هذا.
إن ما يسمّى ب"الصحوة الإسلاميّة" ما هو في واقع الأمر إلّا صحوة الطغاة والمتكبّرين والمعقّدين والمشعوذين والمتطرّفين في طريقة فهمهم وتفسيرهم لكلام الله، والذين حينما عجزوا في إيجاد ما يدعم طريقة تفكيرهم بحثوا عن ذلك في كتب الحديث التي يعلم الله كيف وصلت إلينا، وكتب ما يسمّونهم بالسلف الصالح ونحن نعرف بأنّهم لم يكونوا سلفاً صالحاً لا هم يحزنون بإستثناء النبي عليه السلام حيث أن كل الفساد والخراب والحروب والإقتتالات حدثت بعد غيابه رحمه الله ولم يحدث منها شيئاً بين المسلمين في وجوده.
إن من يطلقون عليهم بالسلف الصالح لم يكونوا صالحين على الإطلاق بل إنّهم كانوا أوّل من شطر الإسلام إلى شطرين متخاصمين وعدوين لدودين"شيعة وسنّة"، وكانوا هم أوّل من فرّق بين المسلمين (مهاجرين وأنصار)، وكذلك أمويين وقرشيين وما تبع ذلك من فرق وطوائف وأحزاب متقاتلة ومتصارعة ومتناحرة ومتنافسة على غير هدى الله وعلى غير رضاه.
إن الذين أساءوا إلى الإسلام هم من نصّبوا من أنفسهم مدافعين عن الإسلام، وهم من يسمّون أنفسهم رجال الدين والفقهاء و"العلماء"..... فقسماً لو أن الإسلام كان قد ترك كما تركه النبي عليه السلام لما وجدت بيننا سنة وشيعة ولا حنبلية ولا مالكية ولا شافعية ولا حنفية ولا أباضية ولا وهابية ولا يزيدية ولا جعفرية ولا أحمدية ولا طالبانية ولا قاعدية ولا داعشية ولا غيرها من تلك التسميات الغبيّة والتي لا تدل إلا على الجهل والعنجهيّة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق