Translate

الثلاثاء، 23 مايو 2017

الليبي سلمان . . . وهابي من حلفاء الشيطان

سلمان العبيدي هو من مواليد مانشستر عمره 22 سنة ويرجّح بأنّه من أبوين مهاجرين من ليبيا. سلمان العبيدي مازال في ريعان الشباب وهو لم ير من الدنيا الكثير ومازال ينتظره الكثير من المستقبل الذي كان يجب بأن يكون مليئاً بالخير الوفير.
سلمان العبيدي لم تعجبه الدنيا بكل ما أنعم الله على خلقه فيها، فسرعان ما بدأ يبحث عن حياة أبديّة في جنان عليّة تتواجد عليها حور العين وتتخلّلها أنهار بالخمر مليّة. سلمان العبيدي قالوا له: أترك الدنيا الفانية وأسرع لدخول الجنّة الباقية حيث الحسان وحيث الغلمان الساقية. سلمان العبيدي صدّق بجهله وغبائه ما قالوه له بدون أن يتوقّف ليتدبّر ما سمعته أذناه، وما كان منه إلّا أن لفّ حزامه الناسف حول خصره وإذا به يتوجّه إلى حيث يتجمّع "الكفرة" للإستماع إلى صخب الموسيقى الشيطانيّة حيث أريانا غراند وهي تنشر الرذيلة وتتنكّر للفضيلة، وهناك وجد ضالّته بين عشّاق اللهو الذين بدل ذهابهم لصلاة الفجر لإبتغاء مرضاة الله ذهبوا إلى حلبة مانشستر جرياً وراء غواية الشياطين.
هكذا فكّر سلمان وهكذا حسب وفق الثقافة التي يحملها في مخّه وفق المفاهيم التي علّموها له، ولم يتأخّر سلمان للحظة واحدة من أجل إنتهاز هذه الفرصة الثمينة ليترك الدنيا الفانية حتى يتنعّم بجنة الخلد الأبديّة. فجّر سلمان نفسه بين ألاف الأبرياء الذين لم يكن لهم من ذنب سوى قضاء أوقاتاً ممتعة مع نجمتهم ومعشوقتهم فنّانة البوب "أريانا غراند". فجّر سلمان حزامه الناسف بينهم فإنتقل هو إلى جنّة الخلد، وحمل معه 22 شابّاً وفتاة بينهم أطفال ليقذف بهم في أتون نار جهنّم تاركاً وراءه 59 مصاباً يجتهدون بما إمتلكوا من قوة كي يبقوا على قيد الحياة.
سلمان إبتسر حياته وأنهى مستقبله ليذهب سريعاً وفي رحلة بلا عودة إلى نار جهنّم الحارقة، امّا من فقد حياته غدراً على أيدي سلمان فقد ترك من ورائه أم وأب ملتوعين سوف لن يتذكّروا دين الإسلام إلّا في شبح سلمان القاتل الذي بإسم الله قتل أبنائهم وبناتهم وبإسم الإسلام أتعس حياتهم في كل ما تبقى من أعمارهم.
طبعاً ونحن مشدوهين برؤية ما حدث في مانشستر صباح هذا اليوم ربما كنا نسينا ما كان قد حدث منذ بضعة أيّام ببراك الشاطئ حيث قام أشباه سلمان بقتل 141 من شباب ليبيا، وترك ما يزيد عن المائتين من المصابين والمعاقين والجرحى والمساكين الذين سوف لن يجدوا من يحس بمواجعهم غير أهلهم الذين ربّما هم قبل غيرهم من سوف يحسّ بلوعة أباء وأمّهات ضحايا مانشستر.
الذي أثار أنتباهي وإهتمامي بشكل كبير هو هبّة أهالي مانشستر بشكل غير مسبوق ليبرهنوا على وقوفهم الكامل مع أهالي الضحايا في مدينتهم، وكان ذلك ربّما ظهر في أبهى صوره في مجاميع المتبرّعين بالآلاف الذين حضروا من كل منطقة مجاورة ليتبرّعوا بدمائهم من أجل مساعدة الجرحى والمصابين بما خلق مشكلة كبيرة لمصارف الدم في المدينة حيث لم تعد هناك آماكن في مستشفيات مانشستر الكثيرة والكبيرة لتخزين الكميات الكبيرة من الدماء المتبرّع بها هذا اليوم من قبل المتطوّعين الذين أتوا من آماكن قد تبعد عن مانشستر بمسافة 50 ميل أي ما يعادل 80 كيلومتراً ليساعدوا بدمائهم المنكوبين في هذه المدينة الكبيرة. عمليات الدعم والمساندة في ما نشستر لم تتوقّف على حملات التبرّع بالدم، بل بلغت التبرّعات المالية للضحايا مئات الألاف من الجنيهات حتى ظهر هذا اليوم ومازالت التبرّعات تنهال على فرق النجدة بشكل لم تشهده بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
آهالي مانشستر قاموا كذلك بفتح بيوتهم لإيواء الجرحى والمصابين، وقام العديد من أهل الخير في هذه المدينة بتسخير سيّاراتهم الخاصة لنقل آهالي الضحايا إلى مكان التفجير ليبحثوا عن أبنائهم وبناتهم فعساهم يجدوهم من بين الباقين على قيد الحياة، وإن لم يجدوهم من بين الأحياء فقد يعثروا عليهم من بين الضحايا على الأقل.
حدث هذا في مانشستر، فماذا حدث هناك في براك الشاطئ، وهل تقاطر الليبيّون والليبيّات على مكان التفجير لإيواء الجرحى والرفق بأهالي الضحايا؟.
هل تعيدنا مثل هذه الأحداث إلى أنفسنا كي نتدبّر أحوالنا فنتعرّف على واقعنا ونتكشّف على حقائقنا فعسانا أن نستفيق من غفواتنا لنرى حولنا حيث الواقع الذي لو تدبّرناه لوجدناه مغايراً لتلك الصور النمطية التي لقّنونا إيّاها وزرعوها في عقولنا وفرضوا علينا قبولها بدون مناقشتها أو محاججتها أو حتى البحث عن براهين لها.
لا يا سادتي، فنحن لم نعد خير أمّة أخرجت للناس، وهم ليسوا كفرة يحق لنا قتلهم أو سبي نسائهم أو الإستيلاء على الغنائم من ممتلكاتهم.
لا يا سادتي، فنحن كلّنا بشر نحسّ ونتألّم ونقاسي ونحسّ بالحرمان مثل غيرنا. نحن يا سادتي كلّنا بشر، وكلنا خلق الله، ونحن ولدنا كلّنا بلا لغة وبلا دين... فنحن بشر قبل أن نكون مسلمين أو يهود أو نصارى أو هدنوس أو من البوذيين.
من لم يقتنع بكلامي هذا أو لم يرى ما أرى فليقرأ كلام الله الذي لا غبار عليه: {{مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}}.... صدق الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق