في صباح هذا اليوم وبينما كنت في سيّارتي متجهاً إلى المستشفى وأنا أستمع إلى الأخبار من راديو 4 التابع للبي بي سي، حدث أنّني إستمعت لمقابلة مع سفير فلسطين في بريطانيا الدكتور مانويل حساسيان مع مذيعة البي بي سي والتي كانت تتعامل مع السفير بكل حقارة وبذاءة، لكن الرجل بطيبته ورحابة صدره وذكائه أيضاً إستطاع أن يضعها في حجمها الحقيقي وفرض عليها الإستماع إليه وهو يحمّل بريطانيا كل المسئولية الأخلاقيّة والتاريخية لكل مآسي الشعب الفلسطيني جراء وعدها المشئوم بتسليم فلسطين للصهاينة بعد سلبها من أهلها.
كانت المذيعة متشنّجة بشكل كبير وتعاملت مع السفير وكأنّه خادم لصاحبة الجلالة، وكان من بين النقاط التي أثارتها في وجهه: نحن نرى عشرات من اليهود من بينهم أطفال أبرياء وهم يقتّلون بأيدي الفلسطينيين... هل تستطيع أن تعتذر لليهود على ممارسات الفلسطينيين الغير إنسانيّة؟!!!!.
رد عليها السفير بكل هدوء: أنت تتحدّثين عن العشرات من اليهود وتتجاهلين عشرات الألاف من الفلسطينيين ومن بينهم ألاف من الأطفال الأبرياء وهم يقتّلون بأيدي المستطوطنين اليهود الذين تنعتينهم بالأبرياء وهم مسلّحون ويمارسون العنف في حق الفلسطينيين. هل تعتبر أرواح الفلسطينيين عندكم غير ذات قيمة وأرواح اليهود مقدّسة ؟. ثم - واصل السفير - أليست بريطانيا هي من أعطى لليهود وطناً في فلسطين بعد طرد الفلسطينيين منها، وأليس اليهود بمحتلّين، وأليس من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن حقوقهم ويحاربوا المحتل... أم أنّهم لا يحق لهم المطالبة بالحريّة؟.
لقد أعجبني كلام السفير، وبرهن بالفعل على أن الإنسان العربي الواعي والمثقّف هو ليس كذلك الغبي المتخلّف الذي حارب مع بريطانيا ضد الأتراك، وحينما إنتصرت بريطانيا مع حلفائها في الحرب العالمية الأولى وهزم الأتراك تخلّت بريطانيا عن مناصريها من أولئك العرب "البلهاء" لتحتضن أحد زعماء الحركة الصهيونيّة عضو البرلمان البريطاني اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد وتسلّمه وعداً بوطن قومي لليهود، وكانت عدد كلمات ذلك الوعد "التصريح" كما صدر بالإنجليزيّة 67 كلمة تحديداً(تذكّرني بهزيمة 67 النكراء): وهذه هي الترجمة العربيّة لذلك الوعد:
كانت المذيعة متشنّجة بشكل كبير وتعاملت مع السفير وكأنّه خادم لصاحبة الجلالة، وكان من بين النقاط التي أثارتها في وجهه: نحن نرى عشرات من اليهود من بينهم أطفال أبرياء وهم يقتّلون بأيدي الفلسطينيين... هل تستطيع أن تعتذر لليهود على ممارسات الفلسطينيين الغير إنسانيّة؟!!!!.
رد عليها السفير بكل هدوء: أنت تتحدّثين عن العشرات من اليهود وتتجاهلين عشرات الألاف من الفلسطينيين ومن بينهم ألاف من الأطفال الأبرياء وهم يقتّلون بأيدي المستطوطنين اليهود الذين تنعتينهم بالأبرياء وهم مسلّحون ويمارسون العنف في حق الفلسطينيين. هل تعتبر أرواح الفلسطينيين عندكم غير ذات قيمة وأرواح اليهود مقدّسة ؟. ثم - واصل السفير - أليست بريطانيا هي من أعطى لليهود وطناً في فلسطين بعد طرد الفلسطينيين منها، وأليس اليهود بمحتلّين، وأليس من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن حقوقهم ويحاربوا المحتل... أم أنّهم لا يحق لهم المطالبة بالحريّة؟.
لقد أعجبني كلام السفير، وبرهن بالفعل على أن الإنسان العربي الواعي والمثقّف هو ليس كذلك الغبي المتخلّف الذي حارب مع بريطانيا ضد الأتراك، وحينما إنتصرت بريطانيا مع حلفائها في الحرب العالمية الأولى وهزم الأتراك تخلّت بريطانيا عن مناصريها من أولئك العرب "البلهاء" لتحتضن أحد زعماء الحركة الصهيونيّة عضو البرلمان البريطاني اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد وتسلّمه وعداً بوطن قومي لليهود، وكانت عدد كلمات ذلك الوعد "التصريح" كما صدر بالإنجليزيّة 67 كلمة تحديداً(تذكّرني بهزيمة 67 النكراء): وهذه هي الترجمة العربيّة لذلك الوعد:
((وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور))
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور))
أنني حينما أتذكّر تلك الأحداث التاريخيّة تمر من أمام ناظريّ مشاهد فلم "لورنس أوف أرابيا" التي يظهر فيها العرب كمتخلّفين وإمّعة يفعلون ما يؤمرهم به الإنجليزي توماس إدوارد لورنس الذي إستخدمهم لعبور الصحراء نحو الأردن ومنها إلى فلسطين.
المهم في الأمر أنّنا نتذكّر تاريخنا لا لنبكي على مصائبه ونتحسّر على نكائبه، وإنّما لنتعلم من أخطائنا حتى لا نكرّرها ومن عضاتها قد نصلح أمورنا ونرسم لأنفسنا طرقاً جديدة.. لكنّنا نحن العرب لا نتعلّم من أخطائنا لأنّنا لا نعترف بها من حيث الأساس ونأبى أن نستدركها فنحن شعب لا نعترف بالخطأ ولا نحمّل أنفسنا المسئولية عنه حتى وإن فعلناه في وضح النهار وأمام الأشهاد.
المهم في الأمر أن عدد اليهود في فلسطين في عام 1917 كان خمس عدد الفلسطينيين، وكانوا محاصرين بكل العرب وكانت ظروفهم صعبة جدّاً... فهم ليسوا أكثر من تجمّع شتات مختلفاً في الثقافة وفي اللغة وفي النشوء لكنّهم مع كل ذلك ورغم كل تلك المشاكل التي كانت تحيط بهم من كل مكان... لكنّهم إستطاعوا أن يبنوا لأنفسهم دولة تعتبر الآن من أكثر بلاد العالم تحضّراً وتقدّماً متفوّقة بذلك على كل الدول العربية مجتمعة، وهي تمتلك القنابل الذرية التي بها تستطيع أن تمحو كل العرب من منطقة الشرق الأوسط. صنع اليهود دولة قويّة ومقتدرة لها وجودها بين دول العالم الكبرى، بينما بقى العرب وكما كانوا... تبّع وإمّعات ومعتمدين على غيرهم في كل شئ بدءاً من أكلهم وشربهم وإنتهاء بمقتنياتهم التي يتفاخرون بها على بعضهم والكثير منهم لا يعرف بأن أغلبها يصنّع في دولة اليهود وهم يستوردونها مفاخرين بها.
المهم في الأمر أنّنا نتذكّر تاريخنا لا لنبكي على مصائبه ونتحسّر على نكائبه، وإنّما لنتعلم من أخطائنا حتى لا نكرّرها ومن عضاتها قد نصلح أمورنا ونرسم لأنفسنا طرقاً جديدة.. لكنّنا نحن العرب لا نتعلّم من أخطائنا لأنّنا لا نعترف بها من حيث الأساس ونأبى أن نستدركها فنحن شعب لا نعترف بالخطأ ولا نحمّل أنفسنا المسئولية عنه حتى وإن فعلناه في وضح النهار وأمام الأشهاد.
المهم في الأمر أن عدد اليهود في فلسطين في عام 1917 كان خمس عدد الفلسطينيين، وكانوا محاصرين بكل العرب وكانت ظروفهم صعبة جدّاً... فهم ليسوا أكثر من تجمّع شتات مختلفاً في الثقافة وفي اللغة وفي النشوء لكنّهم مع كل ذلك ورغم كل تلك المشاكل التي كانت تحيط بهم من كل مكان... لكنّهم إستطاعوا أن يبنوا لأنفسهم دولة تعتبر الآن من أكثر بلاد العالم تحضّراً وتقدّماً متفوّقة بذلك على كل الدول العربية مجتمعة، وهي تمتلك القنابل الذرية التي بها تستطيع أن تمحو كل العرب من منطقة الشرق الأوسط. صنع اليهود دولة قويّة ومقتدرة لها وجودها بين دول العالم الكبرى، بينما بقى العرب وكما كانوا... تبّع وإمّعات ومعتمدين على غيرهم في كل شئ بدءاً من أكلهم وشربهم وإنتهاء بمقتنياتهم التي يتفاخرون بها على بعضهم والكثير منهم لا يعرف بأن أغلبها يصنّع في دولة اليهود وهم يستوردونها مفاخرين بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق