Translate

الجمعة، 8 ديسمبر 2017

بوسع المسلمون والعرب فرض قرارهم على أمريكا والغرب

 لم يكن قرار دونالد ترامب مفاجئاً ولا يمكن له بأن يكون وليد اللحظة. العالم الغربي (أمريكا وغرب أوروبّا) يحسب ويفكّر ويخطّط وينظّر ولا يتعامل مع الأحداث بعشوائيّة. هم توجد لديهم مراكز بحث كثيرة تديرها جهات خبيرة ويعمل بداخلها كل نبه وذكي ومبدع وصاحب رأي. حكّامهم يستشيرون ويتباحثون ويتناقشون ولا يطلقون المبادرات هكذا جزافاً. إنّهم يتحيّنون الفرص ولكن عندما تحن الفرصة لا يتركونها تضيع من بين أيديهم.
نحن في بلداننا العربية والإسلاميّة نهلنا من ثقافة مختلفة وتعلّمنا الكثير من العادات الغير سليمة والتي منها الكذب والنفاق والتظاهر والمراوغة. نحن بكل تأكيد في حاجة ملحّة لأن نعيد النظر في طرق تفكيرنا، في تصرّفاتنا، وفي الكيفيات التي نتعامل بها مع بعض من ناحية ومع غيرنا من ناحية أخرى. نحن في حاجة لأن نجلس ونفكّر ونتدبّر لنعيد رسم معالم حياتنا على أسس مختلفة تكون مستمدّة مادّتها من الحاضر وتحمل بين طيّاتها بعض من توقّعات المستقبل. نحن في حاجة لأن نتعلّم "الواقعيّة" و"البراغماتيّة" و "الشفافيّة" بما يشمل المكاشفة والمراجعة، والإعتراف بالخطأ والترحيب بالمحاسبة والرضاء بالمقاضاة مهما كانت قاسية.
نحن الآن وللأسف لم نتمكّن من التعامل "المطلوب" مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، وسوف وللأسف نظل نراوح في آماكننا عدا بعض التصريحات ومسيرات الغضب والإستنكارات إلى أن يصبح قرار ترامب أمراً واقعاً وبعدها سوف نندب حظوظنا وسوف نتحسّر على قدسنا كما تحسّرنا من قبل على فلسطين بعد أن أخذت من بين أيدينا ونحن نتفرّج.
دعونا نعود إلى أنفسنا نحاسبها ومن ثمّ نستشير أصحاب الرأي من أهلنا ونتبع كل ما ينصحوننا به قبل الإقدام على إستصدار أية قرارات قد تضرّنا على المدى الطويل.
دعونا ننظر إلى بعض الأمثلة لتكون منوال تفكير بالنسبة لنا:
أوّلاً- إستثمارات دول الخليج العربيّة في أمريكا:
  1. السعوديّة 116.8 مليار دولار.
  2. الإمارات العربية المتحدة 62.5 مليار دولار.
  3. الكويت 31.2 ملياردولار.
  4. عُمان 15.9 مليار دولار.
  5. قطر 3.7 مليار دولار.
  6. البحرين 1.2 مليار دولار. 
المجموع: 231.3 مليار دولار إستثمارات دول الخليج العربيّة في أمريكا.
ثانياً- مشتريات السلاح لعام 2017 من أمريكا:
  1. السعوديّة 100 ملياردولار.
  2. العراق 22 مليار دولار. 
  3. قطر 21.9 مليار دولار. 
  4. الإمارات العربية المتحدة 16 مليار دولار.
  5. الكويت 11.8 مليار دولار.
  6. البحرين 3.8 مليار دولار.
  7. المجموع: 179.5 مليار دولار أمريكي.
ثالثاً- الحرب مع إيران والعداء المتصاعد من يضيف الحطب لناره المستعرة ومن هو المستفيد؟.
رابعاً- الدول العربية التي تم تدميرها بالكامل مثل ليبيا وسوريا واليمن وقبلها العراق... من هو المستفيد؟.
خامساً- الحرب الدينيّة(العقائديّة) بين السنّة والشيعة من ناحية، وبين داعش والبقيّة... من هو المستفيد؟.
هل يفكّر العرب والمسلمون في مثل هذه الأمور، وهل بالإمكان التوقّف وإعادة النظر؟. هل بإمكان السعوديّة وإيران التصالح الوقتي والعاجل من أجل الإسلام على الأقل ناهيك عن الجيرة والمصالح المشتركة؟.
لو تصالحت السعوديّة وإيران تنتهي المشاكل في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي لبنان، ويعود حزب الله لإزعاج "إسرائيل" من جديد. تذكّروا ماذا حدث في عام 2006؟.
هل نحن (العرب والمسلمون) فعلاً نرغب في الإنتصار لكرامتنا ونسعى بصدق لإسترداد حقوقنا؟. علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال، وعلينا بأن نجيب عليه بكل صدق وبكل تجرّد.... وبكل شجاعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق