Translate

الأحد، 13 أكتوبر 2019

ما عجز عنه غيره في عقدين فعله هو في أقل من عامين

 
ذكرت وكالات الأنباء هذا اليوم بأن رئيس الوزراء الأثيوبي "آبي أحمد علي" كان قد منح جائزة نوبل للسلام إعترافاً بمجهوداته الكبيرة في أفريقيا لنشر السلام، وكانت جائزة نوبل قد أعطيت له تقديراً لمجهوداته من أجل إنهاء الحرب وإحلال السلام الكامل بين أثيوبيا وإريتريا بعد عقدين من الحروب والإقتتال بينهما.
السيّد آبي أحمد علي هو من مواليد 1976، وكان قد أصبح رئيساً لوزراء أثيوبيا في شهر مارس من عام 2018 نتيجة لفوزه في إنتخابات حرّة ونزيهة. السيّد آبي أحمد علي هو أول رئيس وزراء من عرقية أورومو، وأول رئيس وزراء من أصل مسلم يرأس حكومة في إثيوبيا. والده مسلم من عرقية أورومو، وأمّه مسيحيّة من عرقيّة أمهرة، ومتزوج من زوجة مسيحية أمهرية وله ثلاث بنات، ويعتنق آبي المسيحية على مذهب الخمسينية.
المهم في الأمر أنّ أثيوبيا كان قد حكمها كل من هايلة مريم ديساليغنا ومن قبله ميليس زيناوي خلال العشرين سنة السابقة لحكم آبي أحمد علي، وما حدث في عهديهما غير الحروب والإقتتالات، لكن آبي أحمد علي بحنكته وصدقه وعقلانيّته تمكن من تحقيق السلام مع الجارة إريتريا في زمن قياسي. كما أن آبي أحمد علي كانت له الكثير من المساعي السلميّة المشكور عليها في السودان، ومصر والكثير من البلاد الأفريقية الأخرى.
السيّد آبي أحمد علي لم يكن يبحث عن الزعامة ولا عن البطولة ولا عن الشهرة، وبكل تأكيد لم يكن همّه الحصول على جائزة نوبل، وإنّما كل ما كان يهمّه ويعنيه هو تحقيق السلام لبلاده مع جيرانها لتجنيبها شر الحروب وليتفرّغ الأثيوبيين لبناء دولتهم، وكان بالفعل قد حقق منجزات إقتصاديّة كثيرة لبلاده وقلل من نسبة البطالة بأن أوجد أماكن شغل للعاطلين في بلاده. كان صادقاً وكان مخلصاً وكان فوق كل شئ إنساناً غير باحث عن زعامات وأمجاد كما هو الحال عند الكثير من حكّام أفريقيا ومنطقتنا العربية.
المهم في الأمر أن رئيس الوزراء الأثيوبي وبعيداً عن البهارج الإعلاميّة إستطاع أن يسجّل إسمه في كتب التاريخ بشكل لا يستطيع أحد من بعده إزالته منه... وأولئك هم الأبطال الحقيقيّون الذين لم يبحثوا عن بطولة حينما قاموا بأعمالهم، لكن غيرهم هو من وهبها لهم تقديراً لما قاموا به؛ وتلك ربما هي الرسالة الواضحة لكل حكّام العرب الذين من أجل السلطان دمّروا بلدانهم وأزهقوا حيوات خيرة شبابهم ومازالوا يفعلون. إن الجنّة هي ثواب على حسن أعمالك، وإن أنت تكالبت عليها فسوف لن تدخلها. إنّها جزاء من الله لك على حسن أعمالك، لكنّها لا يجب بأن تكون غايتك المحمومة التي لا تفكّر في غيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق