هناك بيننا من يقوم بتفسيرالأحلام، وهناك من تسوّد حياته حلمة مزعجة حدثت في منامه أو حلمها له إنسان آخر؛ وهناك من يتنبأ بموت أو فقدان أو مشاكل تنتظر طريقها إليه بسبب حلمة رآها في منامه أو حدّثه بها شخص آخر رأى حلمة تشمله. كل هؤلاء ربّما لا يعلمون بأن تفسيرالأحلام هو تحديداً مثل ضرب الودع، وهو مثل التقّازة، وهو مثل قراءة الكف، وهو مثل قراءة الفنجان، وهو مثل قراءة الطالع، وهو مثل التنجيم. إنّه ضرب من ضروب التعامل مع "الغيبيّات" والغيب هو أمر الله الذي لم يسمح لخلقه ولو كانوا أنبياء بعلمه أو التكهّن به فما بالك بالإطّلاع عليه.
تفسير الأحلام هو بكل يقين ووضوح وبكل جلاء يعني التنبوء بحدوث أمور مستقبليّة(قدريّة أو غيبيّة) وتلك بكل جلاء لا يعلمها إلّا الله، ومن ثمّ أنا أراها - بالإضافة إلى كونها مضيعة للوقت - محاولة العبث في عالم الله الذي إحتفظ به لنفسه ولم يسمح حتّى لأنبيائه المرسلين بمعرفة شئ منه.
قال الله تعالى لنبيّه الكريم: {{يسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}}، وقال الله لرسوله كي يجيب قومه حينما يسألونك عن الغد: {{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}}، وقال الله تعالى في كتابه العزيزأيضاً: {{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}}، وقال أيضاً: {{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}}، وقال:{{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}}، وقال كذلك: {{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً}}.,... أنظر، فلا يظهر على غيبه أحد.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المختصّين في علوم المخّ ووظائفه يعرفون كيف يفكّر مخ الإنسان، وكيف يتذكّر، وكيف ترسم صور الخيال، وكيف يعيد المخ ذكريات الماضي أحايناً في نسج مختلف وأحياناً في توليف وإخراج ومونتاج مختلف.
هناك حالات مرضيّة تصيب مخ الإنسان منها الإلتهاب السحائي، والإلتهاب المخّي، وإلتهاب الدماغ الحوفي، وغيرها فتدفع به إلى الإرتباك في الوظيفة ومن ثم يقضي المريض ليلته في أحلام مزعجة ومخيفة ومروّعة، وسيناريوهات مرعبة بالفعل تتجاوز حدّة وشدّة عن كل أحلامنا التي تأتينا في الليل والتي نحاول تفسيرها والإستدلال بها.
هناك أيضاً حالات نفسيّة توتّرية تكون مصحوبة بأحلام مزعجة ومخيفة مثل حالات الشيزوفرينيا، والكآبة الشديدة، والإرتعاب النفسي المرضي. كذلك فإن الكثير من الأدويّة تدفع بمخ الإنسان إلى رسم صور ومشاهد غاية في الإرتعاب، وبعضها يؤدّي إلى رؤية أشباح وخيالات وأشكال غريبة وكذلك رؤية الموتى يمشون أمام ناظريه، بل وسماع كلامهم أحياناً، وهذا هو ما يعرف في علم الطب ب"الهلوسة" والتي قد تكون سمعيّة أو بصريّة أو مختلطة. هناك مرضى الباركنسون(الرعّاش)، فهم أحياناً يرون في نومهم أحلاماً مزعجة، وأحياناً يكون ذلك بسبب حبوب الدوبامين التي تستخدم في علاج هذا المرض والتي حينما يزداد تركيزها في الجسم قد تدفع بالمريض إلى رؤية أحلام مزعجة في الليل.
من هنا يمكن القول بأن الأحلام هي ليست أكثر من صور يعيد نسجها مخ الإنسان ويعمل لها مونتاجها وإخراجها لتعرض أمام مخيلة الشخص على هيئة أحلام تأتيه في نومه، وهي لا تمثّل أي شئ أكثر من كونها تعبّر عن حالة ضيق أو إزعاج أو حزن أو إكتئاب مرّ بها الإنسان في الأيّام القليلة السابقة لحلمته تلك التي أوصلته إلى تخليق ضيق داخلي ينتقل إلأى مخّه فيرسمه له على صورة قصص مخيفة وذكريات معادة ولكن بنسق مختلف.... فكيف بك أخي العزيز أن تفسّر تلك الأحلام وتبني عليها متوقّعاً بحدوث أشياء تعيسة أو مخيفة في حياتك أو حياة من تحلم بها له أو تراه فيها في نومك؟.
نصحيتي القلبيّة والأخلاقية والإنسانية والأخوية هي أن لا يقدم أحدكم على تفسير أيّ من أحلامه، وليعتبر كل منكم بأن ما يراه في الليل ما هو إلى مزيج مختلط من أحداث مضت ولا تحمل إطلاقاً أي معنى أكثر من ذلك... فدعوكم من كل أولئك الدجّالين الذين يدّعون تفسير الأحلام، فهم مثل السحرة الذين يوهمون الناس بقدرات لا يملكونها لكنّهم يجدون من يصدّقهم بسبب غباء أو لقلّة معرفة أو بسبب خوف أو إرتعاب أو حيرة في الحياة... ليلتكم سعيده، ولا تأبهوا بالأحلام أكثر من كونها حدثت ومضت وإنتهت بدون أن يكون لها أية تأثيرات على حياتكم أو على مستقبلكم.
تفسير الأحلام هو بكل يقين ووضوح وبكل جلاء يعني التنبوء بحدوث أمور مستقبليّة(قدريّة أو غيبيّة) وتلك بكل جلاء لا يعلمها إلّا الله، ومن ثمّ أنا أراها - بالإضافة إلى كونها مضيعة للوقت - محاولة العبث في عالم الله الذي إحتفظ به لنفسه ولم يسمح حتّى لأنبيائه المرسلين بمعرفة شئ منه.
قال الله تعالى لنبيّه الكريم: {{يسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}}، وقال الله لرسوله كي يجيب قومه حينما يسألونك عن الغد: {{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}}، وقال الله تعالى في كتابه العزيزأيضاً: {{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}}، وقال أيضاً: {{ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}}، وقال:{{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}}، وقال كذلك: {{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً}}.,... أنظر، فلا يظهر على غيبه أحد.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المختصّين في علوم المخّ ووظائفه يعرفون كيف يفكّر مخ الإنسان، وكيف يتذكّر، وكيف ترسم صور الخيال، وكيف يعيد المخ ذكريات الماضي أحايناً في نسج مختلف وأحياناً في توليف وإخراج ومونتاج مختلف.
هناك حالات مرضيّة تصيب مخ الإنسان منها الإلتهاب السحائي، والإلتهاب المخّي، وإلتهاب الدماغ الحوفي، وغيرها فتدفع به إلى الإرتباك في الوظيفة ومن ثم يقضي المريض ليلته في أحلام مزعجة ومخيفة ومروّعة، وسيناريوهات مرعبة بالفعل تتجاوز حدّة وشدّة عن كل أحلامنا التي تأتينا في الليل والتي نحاول تفسيرها والإستدلال بها.
هناك أيضاً حالات نفسيّة توتّرية تكون مصحوبة بأحلام مزعجة ومخيفة مثل حالات الشيزوفرينيا، والكآبة الشديدة، والإرتعاب النفسي المرضي. كذلك فإن الكثير من الأدويّة تدفع بمخ الإنسان إلى رسم صور ومشاهد غاية في الإرتعاب، وبعضها يؤدّي إلى رؤية أشباح وخيالات وأشكال غريبة وكذلك رؤية الموتى يمشون أمام ناظريه، بل وسماع كلامهم أحياناً، وهذا هو ما يعرف في علم الطب ب"الهلوسة" والتي قد تكون سمعيّة أو بصريّة أو مختلطة. هناك مرضى الباركنسون(الرعّاش)، فهم أحياناً يرون في نومهم أحلاماً مزعجة، وأحياناً يكون ذلك بسبب حبوب الدوبامين التي تستخدم في علاج هذا المرض والتي حينما يزداد تركيزها في الجسم قد تدفع بالمريض إلى رؤية أحلام مزعجة في الليل.
من هنا يمكن القول بأن الأحلام هي ليست أكثر من صور يعيد نسجها مخ الإنسان ويعمل لها مونتاجها وإخراجها لتعرض أمام مخيلة الشخص على هيئة أحلام تأتيه في نومه، وهي لا تمثّل أي شئ أكثر من كونها تعبّر عن حالة ضيق أو إزعاج أو حزن أو إكتئاب مرّ بها الإنسان في الأيّام القليلة السابقة لحلمته تلك التي أوصلته إلى تخليق ضيق داخلي ينتقل إلأى مخّه فيرسمه له على صورة قصص مخيفة وذكريات معادة ولكن بنسق مختلف.... فكيف بك أخي العزيز أن تفسّر تلك الأحلام وتبني عليها متوقّعاً بحدوث أشياء تعيسة أو مخيفة في حياتك أو حياة من تحلم بها له أو تراه فيها في نومك؟.
نصحيتي القلبيّة والأخلاقية والإنسانية والأخوية هي أن لا يقدم أحدكم على تفسير أيّ من أحلامه، وليعتبر كل منكم بأن ما يراه في الليل ما هو إلى مزيج مختلط من أحداث مضت ولا تحمل إطلاقاً أي معنى أكثر من ذلك... فدعوكم من كل أولئك الدجّالين الذين يدّعون تفسير الأحلام، فهم مثل السحرة الذين يوهمون الناس بقدرات لا يملكونها لكنّهم يجدون من يصدّقهم بسبب غباء أو لقلّة معرفة أو بسبب خوف أو إرتعاب أو حيرة في الحياة... ليلتكم سعيده، ولا تأبهوا بالأحلام أكثر من كونها حدثت ومضت وإنتهت بدون أن يكون لها أية تأثيرات على حياتكم أو على مستقبلكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق