Translate

الاثنين، 6 يناير 2020

التفجير في الكلّية يحمل بصمات إخوانيّة

 
أترحّم في البداية على كل من مات سواء كان في سبيل ليبيا أو من أجلها، أو كنتيجة للأحداث التي تجري فيها منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا.
أودّ أن أذكر هنا بأنّني كنت متابعاً للكثير من التعليقات وردود الأفعال منذ حدوث التفجير في الكلية العسكرية بالهضبة وحتى نهاية ليلة البارحة. كنت أيضاً أتابع التعليقات وردود الأفعال على القنوات الفضائيّة، وتبيّن لي من خلال كل متابعاتي بأن ردود الأفعال الغاضبة كانت كثيرة، وعلى أن أغلبها كان يصب جام غضبه على الجيش وعلى قيادة الجيش. كما أن هناك الكثيرون ممّا سارعوا في لوم الإمارات العربية المتحدة وما إلى ذلك من الكلام العشوائي والذي لا يستند إلى أي دليل أكثر من كونه كان مبنيّاً على تكهّنات أو ربّما مجرّد نقل لما يقوله الغير بدون تفكير أو تدبّر.
أنا من هنا وكمتابع يقيناً لا أعرف أي شئ عن حقيقة ما حدث في الكلية العسكرية ليلة قبل الأمس ولا أعرف من كان المسئول عمّا حدث، لكنّني وبربط الأشياء ببعضها ربّما أستطيع أن أخرج بخلاصة قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة. والأشياء التي جالت بتفكيري كان من بينها:
1- الزخم الشعبي المتعاظم لصالح الجيش منذ ذلك الإتفاق المشين بين الأتراك وحكومة الصخيرات، والذي أخذ بكل تأكيد يتنامى أخيراً؛ ثم إذا به بدأ بالفعل ينتشر في كل ربوع الوطن مما بكل تأكيد أشعر كل من يقفون وراء ذلك الإتفاق بالقلق وربّما الإضطراب والتحفّز أيضاً.
2- إنتصارات الجيش الأخيرة، وإقتراب الجيش فعليّاً من دخول وسط العاصمة؛ وهذا بكل تأكيد أزعج قادة المليشيات في وسط العاصمة وأشعرها بالقلق والخوف على مصيرها.
3- إعلان أردوغان عن تشكيل فرقة لدخول ليبيا في صباح اليوم التالي لذلك الإنفجار ممّا يبيّن بأن هناك ليس توافقاً وتجانسا بين قادة الإخوان في كل من حكومة أردوغان وحكومة الصخيرات فحسب، بل ربّما أقول تخطيطاً مسبقاً وبرمجة دقيقة لما حدث مساء السبت الماضي بالكليّة العسكرية بطرابلس والتضحية بحياة الكثيرين من الأبرياء بداخلها.

إنطلاقاً ممّا ذكرته أعلاه، أقول بأن العملية هي مبرمجة ومعدّة عن سبق تخطيط، وبأن من فكّر فيها وخطّط لها كان على قدر كبير من الذكاء والدهاء والتفكير الإستراتيجي أو ربّما المخابراتي الممنهج.
كان ربّما هناك قد تبقّى أملاً وحيداً لدى القيادات الإخوانية في أنقرة وطرابلس لهزيمة الجيش وذلك بتأليب الناس عليه وخاصّة في العاصمة. كان التفكير والفعل من وجهة نظري قمّة في التنسيق، وكان إختيار الهدف موفّقاً - بالنسبة لهم بالطبع - لأبعد الحدود. ومن خلال العبور بما حدث، فإنّ تلك العمليّة كان واضحاً عليها بأنّها كانت بمثابة "الرمق الأخير" أو ربّما أقول كانت نابعة من الشعور باليأس والإرتعاب من دخول الجيش وسط العاصمة ومن ثمّ يفقد الإخوان كل أمل لهم بالبقاء في السلطة؛ والأهم... الخوف من المصير الذي ينتظرهم.
أنا أشعر بأنّ عمليّة التفجير في وسط الكلية كانت من تخطيط وفعل الإخوان في كل من تركيا وطرابلس من خلال خطّة معدّة لكنّها كانت مدروسة بكل عناية وربّما كانت من نتاج مخابرات على مستوى فائق من الخبرة والبراعة في مثل هكذا أمور.
وفي نهاية الأمر، من ناحيتي أقول... لو أن الجيش كان قد فعلها - وأنا أستبعد ذلك بكل قوّة - فعلى قيادة الجيش أن تكون شجاعة وصادقة ومنفتحة على أهلها من أبناء وبنات الشعب الليبي. على قيادة الجيش أن تخرج على الناس وتقولها صراحة وبدون لف ولا دوران على أن ما حدث كان بسبب قصف من السماء قامت به طائرة تابعة الجيش، وكان القصف قد حدث نتيجة لخطأ إستخباراتي. أنا متأكّد لو أن الجيش كان قد فعلها فإن ذلك قطعاً سوف لن يكون متعمّداً... إطلاقاً. فلا مصلحة للجيش في مثل هكذا تفجير لا من قريب ولا من بعيد، وقيادة الجيش ليست غبيّة حتى تقدم على مثل هكذا فعل. كما أن الجيش في تلك المنطقة هو منضبط 100% ولا يمكن له إطلاقاً أن يقوم بأي شئ بدون آوامر.
أنا سوف أكون مهتمّاً جدّاً بمعرفة الحقيقة مهما كانت، غير أنّني لا أحلم كثيراً بمعرفتها؛ فنحن في ليبيا تمر بنا الأحداث الجسام بدون أن نعرف من كان ورائها أو من خطط لها أو من قام بها. يومكم سعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق