Translate

الأربعاء، 8 يناير 2020

الجيش يقترب من الإنتصار؛ فلا صلح ولا وقف لإطلاق النار

 من الواضح بأن الكثير من المراقبين لمجريات الأمور في ليبيا كانوا قد تفاجأوا بتقدّمات الجيش الأخيرة في مدينة سرت وما حولها، والذين يفهمون ويحلّلون من حولنا بكل تأكيد بدأوا الآن يشعرون بأن الجيش هو في طريقه نحو مصراته، وسوف بكل يقين يحرر الجيش مصراته.... ومن بعدها فقد تتحرّر العاصمة بشكل ربّما يفاجئ حتى أكثر الناس إلتصاقاً بالجيش وأكثر المناصرين له والمتعاطفين معه.
في هذا الخضم ومن هذا المنطلق بدأنا نشاهد الكثير من الدول التي لها مصالح في ليبيا (إيطاليا، فرنسا، تركيا، بريطانيا) وهي تتحرّك بشكل يكاد يكون جنونيّاً وبسرعة تتجاوز عجلة السياسة بهدف الحد من إنتشار الجيش الوطني على كل التراب الليبي ومن بعدها بكل تأكيد فرض السلطة الوطنية على تراب ليبيا، ومن بعدها بكل تأكيد آخر طرد مخرجات الصخيرات وطرد ممثّل الأمم المتحدة الذي في حقيقة الأمر هو لا يمثّل مصالح الأمم المتحدة وإنّما مصالح الدول الكبرى التي تسيطر على مجلس الأمن وعلى الأمم المتحدة نفسها.
في هذا الخضم ومن كل تلك المنطلقات أدعو قيادة الجيش الليبي بأن لا تتعجّل في مشروع حصد النتائج وأن تتمهّل حتى نهاية المشوار، لأن نتائج آخر الطريق هي أكبر وأروع وأفضل بكثير للجيش الوطني من منجزات قد تسمح بها تلك الدول التي نعرف يقيناً أن ما يهمّها هو مصالح شعوبها وليس مصالح الشعب الليبي.
أنا أدعو قيادة الجيش الوطني بأن تنظر بعيداً وأن ترى كل شئ بمنظار وطني خالص. فالشعب الليبي كان قد عانى الكثير من الذل والمهانة، وعانى التحقير والتهميش وحتى التجويع منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. على قيادة الجيش الوطني أن تكون على مستوى تطلّعات الشعب الليبي صاحب المصلحة الحقيقية في إستتباب الأمن في بلاده وصاحب اليد العليا في ترسيم معالم السياسة والحكم فيها.
لا صلح، ولا محادثات، ولا وقف لإطلاق النار؛ وأمّا أولئك الذين يتباكون على الأرواح "البريئة" التي تحصدها الحرب فعليهم أن يعلنوا ولاءهم للجيش ومخالفتهم العلنيّة لسلطة المليشيات ومن بعدها فسوف لن يموت أحداً، وسوف لن يدمّر بيتاً. على الجيش أن يواصل مشروعه لتحرير كل بقعة من تراب ليبيا، ومن ثمّ فسوف يكون لكل حادث حديث... تصبحون على خير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق