Translate

الثلاثاء، 25 فبراير 2020

إرادتك هي مصدر قوّتك

 يولد الإنسان بقدرات كبيرة يبقى جلّها كامناً في داخله يستحثّها متى أرادها وتسعفه حين يستغيث بها. قدرات الإنسان تتنامى مع عمره وتتقولب مع خبرته في الحياة، وهي في مجملها تتشكّل من القدرات الجسمانية والقدرات العقلانيّة والقدرات الروحانيّة، وكلّها تخضع لسلطان الإرادة.
إرادتك هي وقودك الذي به تشغّل محرّكاتك وتدير عجلاتك وتحدد أمدية أفعالك ومجالات تنقّلاتك. إرادتك هي من يصنع قدرتك، وكلّما إمتلكت تلك الإرادة كلّما تمكّنت من فعل الأشياء. إنسان بلا إرادة هو عربة بدون محرّك أو ربما أقول محرّك بدون قود.
إرادتك هي كامنة بداخلك، أي أنّها في كيانك وكانت قد خلقت معك. بمعنى أن الله خلقك بإرادة، وتركك أنت لتتعرّف عليها وتبحث عن مكامنها في داخل نفسك؛ ومن بعدها تتعلّم كيف تشحذها... تستحلبها.... تستخلصها.... لتخرجها من مكامنها حتى يكون بوسعك تحويلها إلى قدرات ملموسة تحقق لك ما تريد فعله.
إنسان بلا إرادة هو عربة يجرّها حصان، هو كيان يسيطر عليه الغير، هو تابع ينتظر الآوامر ممّن يتبعه، أو خادم يستجيب بطواعية لآوامر سيّده. إنسان بلا رادة هو آلة تسير بالتحكّم عن بعد، أو لأقل ليس أكثر من طائرة مسيّرة يتحكّم في حركاتها وأفعالها من يسيّرها.
الإنسان الذي بلا إرادة هو من يصدّق ما يسمع، وينفّذ ما يؤمر به، ومن السهل الضحك عليه. إن من يؤمن بفعل السحر والجن ويصدّق بأن هناك من يبطل مفعولها عليه هو بكل تأكيد إنسان بلا إرادة، وهو من يؤمن بالخرافات ويرتعب من المخفيّات مع أنّه لا يراها، ويخاف كثيراً من خبايا القدر فهو لا يرى منها غير تعيسها ولا يتوقّع غير خبيثها. فاقد الإرادة هو من يعجز عن المواجهة، ويهرب من أي تحدّ، وينهزم أمام أية مماكحة. فاقد الإرادة هو من يرى نفسه تافهاً وضائعاً ومهمّشاً ويعيش بلا أمل. فاقد الإرادة هو إنسان بلا أحلام، بلا طموحات، بلا نجاحات، وبلا ترقّبات.
فمن أجل أن يكون لك كيان ويكون لك إعتبار وتكون لك قيمة عند الآخرين، عليك بأن تستكشف بواطن الإرادة في داخلك وأن تعرف كيف وأين ومتى تستحثّها. إن إرادتك هي شخصيّتك، وهي كيانك، وهي ما يفرض إحترام الغير لك. فعليك دوماً أن تبحث عنها في أعماقك فهي موجوده بداخلك وما عليك إلّا معرفة طريقك إليها. إرادتك هي خاصّيتك وأنت وحدك من يعرف مكامنها ويقدر على تجييرها، وهي مالايمكنك إستعارتها من غيرك. فعليك دوماً أن تنظر بداخلك باحثاً عنها وما إن تجدها حتّى تستنجد بها وبمجرّد تفعيلها عليك إستعمالها في مكانها وفي زمانها؛ وحينها فقط تقدر على بناء عامل الثقة بنفسك وبقدراتك وبما عساك أن تفعل... بل، وما عساك أن تسبق به غيرك. إرادتك هي من يصنع لك غدك، فالكثير من الإرادة هو معينك لغدّ مشرق وضّاء تكون أنت من يصنعه وأنت من يديره وأنت من يحدّد محتوياته ومكوّناته والكيفية التي يسير بها.... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق