Translate

السبت، 11 أبريل 2020

هذه تبرّجت وتلك بقيت عارية والأخرى تورّدت

 
كان هذا اليوم رأئعاً وربّما لأوّل مرّة هنا تصل حرارة الجوء إلى 24 درجة مئويّة. فبعد أن قمت بمتطلّبات البقاء في البيت - لا تقولوا عنّي بأنّني لا أصلح في البقاء في البيت، فأنا عندما كنت صغيراً تعلّمت كل شئ من الطبخ إلى الطواجين إلى الغسيل إلى الكوي إلى حتى عمل المبطّن... يعني أنا قطّعت السمكة وديلها وما فيش حاجة إلّا وأنا عاملها، كما تقول الأغنية !! - المهم أنّني أغراني الجوء الجميل فخرجت وكان ذلك ربّما أحسن ما فعلت !!.
كانت جولة مريحة وسعيدة وفيها الكثير من التوقّف والتدبّر والتفكير والغوص في عالم الخيال بحثاً عن إجابة لكل سؤال.
مررت أوّلاً بشجرة جميلة كنت الأسبوع الماضي قد تركتها عارية من أثر الخريف الماضي لكنّها ما لبثت أن تورّدت وجنتاها وتبسّم ثغرها فإحمرّت شفتاها وكان ذلك ليس خجلاً منّي وإنّما فرحاً بالنسيم العليل وترحيباً بالشمس المشرقة. 
مررت بشجرة أخرى فأضحت اليوم أكثر تبرّجاً منها في الأسبوع الماضي وأظنّها هي الأخرى فرحة بما رأت من جمال الكون حولها وربّما أيضاً متجاهلة لفيروس كورونا بإعتباره ليس من أعدائها. أمّا الشجرة الثالثة.. تلك الباسقة العارية فقد بقت عارية ولم تسعفها اللحظات كي تدني عليها من جلابيبها فربّما هي بدورها فرحت بالربيع ولم تجد الوقت بعد لكي تضع عليها من أوراقها وهي تعرف يقيناً بأنّها سوف تفعل ذلك غير أنّها لم تكن في عجالة من أمرها، فبرد الشتاء كان قد إنزوى مع الأيّام وهدوء الخريف المخادع مازال يختفي وراء سرادقات الربيع وبهارج الصيف.
مررت أيضاً بركنيّة لعب الأطفال فوجدتها خالية وقد هجرتها العصافير الصغيرة خوفاً من كورونا الحقيرة. 
واصلت مسيرتى وأنا أنظر بعيداً فوقعت عينيّ على ملاعب التنس الأرضي فوجدتها هي بدورها خالية الوطيس وهي تتذوّع باحثة عن عاشقين لهذه اللعبة اللطيفة، لكن كورونا لم تفرّق بين أحد من البشر ولم تترك أي مبدع كي يري غيره بدائع العمر.
المهم أنّني بكل بساطة تمشّيت متمختراً ومتأنّياً ومراقباً ومتفحّصاً لأكثر من كيلومترين لكنّني قط لم أحسّ بوطء المسافة ولا بعناء المسير.... يومكم سعيد ومريح وواعد.

هناك تعليق واحد: