Translate

الخميس، 9 أبريل 2020

جولة ما قبل الغروب بين المسارب والدروب

 
كان يوم الأمس من أجمل الأيّام فيما مضى بالنسبة لهذه السنة من حيث لطافة الجوء وزرقة السماء ونقاء النسيم.
عدت من المستشفى مساء فأعجبتني شمس المساء وراقني أن أخرج في جولة مشي في الهواء الطلق. طرحت الأمر على أفراد الأسرة فكان "أنجل" هو الوحيد الذي قبل الدعوة وخرج معي فرحاً ومسروراً لأنّني أعطيته بعض من وقتي بهدف التخفيف عليه حيث أن كل الأطفال هم الآن في البيت بعدما قرّرت المدارس قفل أبوابها قبل الآوان بسبب فيروس كورونا الغضبان.
بينما كنت أنا وأنجل نمشي في مسارب الحديقة المجاورة ودروبها المتشعّبة بين ثنايا أعشابها الخضراء وأشجارها الوارفة؛ إستوقفتني شجيرة صغيرة بدت لي أزاهيرها وكأنّها فيروسات كورونا في الشكل والتركيب فشدّت إنتباهي بكل تأكيد ودفعتني لأن أتوقّف كي أتفحصها عن قرب فرأيت في أزهارها بعض التشابه مع فيروس كورونا، وهنا قلت في نفسي إنّه ليس الفيروس ولكن شكله التاجي (الإكليلي) الجميل هو ربّما ما شاركته فيه هذه الشجيرة. هنا إنتبهت إلى أن فيروس كورونا بتاجه الذي يتوشّح به إستطاع أن يدخل إلى قصور الملوك ومكاتب رؤساء الوزارات الفاخرة ولم يتمكّن الحرّاس من إستيقافه أو الإستدلال على كينونته أو البحث في جوازات عبوره وأذونات السماح له بالدخول إلى بلاط الملوك وشاليهات الأمراء...  
 
فيروس كورونا لا يميّز بين الناس ولا يحفل بلونك ولا بدينك ولا بخلفياتك الثقافيّة؛ والأكثر من كل ذلك... إن هذا الفيروس لا يحفل حتى بتركيبتك الجينيّة أو إنتماءاتك العرقي. 
قد تكون هنا - من وراء هذا الوباء - رسالة واضحة لكل البشر وفي كل العالم: أنّنا كلّنا بشر وعلينا بأن نتعاون مع بعض من أجل أنفسنا. لابد أن تكون العلاقة بيننا على خلفيّة أننا بشر ولنترك الأشياء الأخرى لأنّها تعتبر في نهاية الأمر ليست أكثر من "خيارات" بوسعنا أن نعيش بدونها..... ليلتكم سعيدة وهانئة ومريحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق