Translate

الخميس، 9 مايو 2013

قد تكون إشاعة وقد تكون حقيقة


الشيخ الصادق الغرياني يقال بأنّه أصيب ب "نزيف في المخ" subarachnoid haemorrhage وهو يعالج الآن في لندن..
اللهم لا شماته في بشر خلقته، لكنّني أتمنّى بأن توقفه هذه الحادثة عن التغوّل وفرض أفكاره وفلسفاته علينا. أتمنّى بأن تبعده هذه المصيبة عن السياسه فعساه يعود إلى ربّه يستغفره عن مسلسل المكر والخداع الذي مارسه ضد الليبيّين والليبيّات... فهو بكل جلاء وبكل وضوح كان قد جانب الحقيقة وإنحاز لمن - بظلم - يحب ويرضى (الإخوان والجماعات الدينيّة المتشدّدة) على حساب بقيّة الليبيّين.
الشيخ الصادق الغرياني ومنذ نجاح ثورة 17 فبراير بدأ في ممارسة السياسة ومن أوسع أبوابها مستغلّاً في ذلك عامل الدين ومركزه كمفتي للديار الليبيّة لمحاربة الكثير من العقول الليبيّة المتفتّحة والواعدة وعمل بفعاليّة - يحسد عليها - على إبعاد التكنوقراط والمتعلّمين من مسرح الأحداث في ليبيا، كما أنّه - وبكل جلاء - حارب جميع المحاولات الهادفة إلى بناء دولة عصريّة متحضّرة وديموقراطيّة، وعمل من خلال مركزه الديني على فرض مفاهيم وأجندات غريبة على مجتمعنا الليبي.
الشيخ الصادق الغرياني مارس العنصريّة الدينيّة بشكل كبير وخطير وخاصّة في منهجه التكفيري الواضح (وهابي - سلفي) ضد الإخوة الشيعة وضد الإخوة الأباضيّين، وبكل تأكيد ضد الإخوة المسيحيّين. الشيخ الصادق الغرياني مارس أيضاً "السلفيّة الجهاديّة" من أوسع أبوابها وهو من أوعز إلى الميليشيات بأن تحتفظ بسلاحها وبأن لا تنظم لأجهزة الدولة من جيش وشرطة لأنّه كان يخطّط لبرنامج حدث مثله يوم الأحد الماضي، لكن بقيّة فصوله في واقع الأمر مازالت تتزاحم في قائمة الإنتظار.
الشيخ الصادق الغرياني كان منحازاً في فتاويه وفي نصائحة وفي تنبيهاته لجماعته التي ينتمي إليها وعجز كل العجز في أن ينتمي إلى عموم الليبيّين أو أن يكون قريباً منهم خاصّة في آلامهم ومعاناتهم.

أسأل الله بأن تشلّ هذه الحادثة "الخطيرة" - إن كان الخبر صادقاً - من قدراته الذهنيّة لنستريح من شروره ومكائده فعسانا نتمكّن من إجتياز هذه الفترة الحالكة من تاريخ ثورة فبراير للعبور إلى شاطئ الآمان حتى تعود ليبيا إلى اهلها بعد أن حاول هذاالرجل بمكره وحقده على الليبراليّين (العلمانيّين) وبالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمون إعتصابها.

جماعة الإخوان فاجأت من كان يدعمها ويقف وراءها بالمال والسلاح وأشعرتهم بخيبة أمل كبيرة وقويّة حين فشلت هذه الجماعة في تحقيق النصر المرجوء منها أثناء إنتخابات يوليو الماضية في بلادنا وكان ذلك الفشل الإنتخابي صدمة كبرى لمن كان يحلم بسيطرة الإخوان على ليبيا كما حدث من قبل في تونس وفي مصر.
أصيب المتبّنون لهيمنة جماعة الإخوان في قطر وفي أمريكا بكل تأكيد بالخيبة والمرارة من فشل إخوان ليبيا في الإنتخابات الماضية، لأن الهزيمة لم تكن متوقّعة على الإطلاق ولأنّهم كانوا يعتبرون نجاح إخوان ليبيا الساحق بمثابة "تحصيل حاصل"، لكن الرياح هبّت من حيث لم تشتهي سفنهم فأصيبوا بالخيبة ولكن ليس بالإحباط وبدأوا بالفعل من حينها يفكّرون في الطرق المختلفة التي عن طريقها يمكنهم إعادة إخوان ليبيا إلى الصدارة وكان لهم ما أرادوا بإستخدام قانون "العزل السياسي" كحصان روادة فهم يعرفون جيّداً بأن كل الليبيّين والليبيّات (بلد المليون حافظ) يحزنهم بأن يروا أزلام القذّافي وهم مازالوا يستحوذون على سلطات إستخام القرار السياسي في مواقع كثيرة في الدولة الليبيّة الجديدة فإستفادوا من ذلك وإستغلّوه  كما خطّطوا، فكانت أحداث الإسبوع الماضي والتي بلغت ذروتها يوم الأحد بإصدار ذلك القرار "الفضيحة" والذي بالفعل أخرج قادة الإخوان من جحورهم من جديد وبدأوا يعملون جاهدين لفرض المزيد من السيطرة على القرار في ليبيا جرياً وراء السيطرة على لجنة الدستور بهدف تأسيس دستوراً ليبيّاً يتماشى مع تفكير وتخطيط أولئك الذين يسيّرون جماعة الإخوان الليبيّة من بعد... هناك في قطر التي تنفّذ حرفيّاً ما يردها من آوامر من أمريكا التي ترى في الإخوان المنقذ المثالي من الجماعات الإسلاميّة المتشدّدة (القاعدة والسلفيّة الجهاديّة وأتباع حزب التحرير الإسلامي) حيث أن أمريكا تعرف جيّداً نهج تفكير جماعة الإخوان "الماسوني" والذي يتعارض كليّة مع تفكير الجماعات الجهاديّة والفئات الإسلاميّة المتطرفة الأخرى.

إن إبتعاد الشيخ الصادق الغرياني عن مسرح الأحداث سوف يكون بمثابة "إنتكاسة" للمخطّط المرسوم لليبيا لكنّه بكل تأكيد سوف لن يوقفه أو يغيّر في مساره، فالشيخ الصادق الغرياني ما هو إلاّ عميل في تلك الشبكة التآمريّة سواء كان ذلك عن علم أو عن جهل من جانبه.

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك وفي وصفك لهده المله وازيدك من الشعر بيت حيث وصفهم الشيخ الالباني بالزنادقه والزنديق كل من يظهر الايمان ويخفي الكفر

    ردحذف