Translate

الأحد، 11 مايو 2014

وسيلتنا الوحيدة للإنتقال إلى الأمام

 يبدو الآن أنّه من شبه الواضح بأنّ ليبيا أصبحت عمليّاً مقسّمة إلى فئتين (فسطاطين على رأي الراحل أسامة بن لادن !)، وهذا التقسيم - ربما المرحلي - كانت قد فرضته مرحلة بناء الدولة من فرا، بعد أن تهنا وضعنا في محاولاتنا السابقة لإيجاد قواسم مشتركة بيننا تكون بمثابة المرتكزات الأساسية التي تبنى عليها دولتنا المنشودة.
نعم... فقد فشلنا في الإتفاق على شكل ونظام حكم الدولة التي نطمح إلى تأسيسها، ويبدو بأن القواسم المشتركة هي نفسها أصبحت محل جدال وخصام وتنازع أيضاً.
ليبيا سوف تؤسس كدولة ذات كيان وإعتبار، وليبيا سوف تكون دولة عصريّة وديموقراطيّة ومتمدّنة.... و"متحضّرة" شاء من شاء وأبى من أبى. إسم الدولة ونظام الحكم... هي أمور يجب طرحها على الشعب الليبي للبث يها والتصويت عليها قبل طرح الدستور على الناس لمناقشته وتعديله وإعتماده.

كل ليبي وكل ليبيّة من يلتقون حول تلك الأساسيّات هم من سوف يساهم في بناء الدولة الليبيّة المنتظرة، وكل من يختلف مع تلك الأسس الجوهريّة هو من سوف يصنّف على أنّه ليس مع أي مشروع لتأسيس دولة مستقلّة، وأولئك يجب التعامل معهم بما يقتضي الحال.

هناك بعض الناس في ليبيا من لهم تفكير مختلف عن بقيّة الليبيّين والليبيّات وهم بكل تأكيد يعتبرون أقليّة بسيطة ولكن لهم إرتباطاتهم الخارجية ولهم أجنداتهم الخارجية ولهم بكل تأكيد مشاريعهم ومخطّطاتهم التي هي أكبر وأوسع من الدولة الليبيّة نفسها، أولئك هم في واقع الأمر من يمثّل خطورة على كياننا وشخصيّتنا ومستقبلنا كشعب ليبي، وعلينا التعرّف عليهم ثم التعامل كشعب ليبي معتمدين على أنفسنا مع إستعدادنا للتعاون مع غيرنا من دول العالم المحيط بنا لمساعدتنا ولكن تحت سلطتنا ووفق قرارنا الليبي المستقل للتعامل معهم بما يجب.

الذين ينفردون بطريقة التفكير، وينفردون بطريقة التصوّر هم مجموعة الشواذ، لكنّهم بكل تأكيد بالإضافة إلى ارتباطاتهم الخارجيّة، هم يملكون السلاح ويملكون المال ويملكون الإرادة على القتل والتخريب والإرهاب إن تعرّضت مصالحهم للخطر.
أنا أعتقد بأن مخطّط هؤلاء الناس أكبر بكثير مما نتصوّر، فهم لا يرون ليبيا أمامهم وإنّما يرون أحلامهم كما ترسمها لهم خيالاتهم وكما يعدّلها لهم من يقف وراءهم ويدعمهم. 
الرد عليهم من وجهة نظري هو ليس بمواجهتهم، ولا بمقاتلتهم، ولا بإقصائهم..... فتلك هي أساليب وممارسات الطاغية القذّافي. الحل من وجهة نظري يتمثّل في "هجرهم" وفي "تجاهلهم" وفي "مقاطعتهم"... فهل نستطيع كليبيّين وليبيّات أن نبني دولة بمنأى عنهم، أو ربّما بهم يلتحقون لاحقاً؟. 
ذلك أنا أره بأنّه هو التحدّي الذي يتوجّب علينا قبوله والمضي به إلى الأمام. علينا بأن نعمل معاً على بناء دولة عصريّة متحضّرة يحكمها القانون وتحميها القوّة المستمدّة من إرادة هذا الشعب وقرراته الديموقراطيّة التي تسعى إلى بناء جيش وشرطة وأجهزة أمن وطنية يكون همّها الوحيد هو المحافظة على ديموقراطيّة الدولة والعمل على فرض قوانينها على كل الليبيّين والليبيّات، ومن يخرج عن إجماع الشعب يعتبر "عدواً" للدولة الليبيّة وعدوّاً للشعب الليبي، وعلى كل الشعب الليبي من خلال مؤسّساته التي عليه بأن يسرع في بنائها أن يتعامل معهم وفق قوانين الدولة ولكن بدون رحمة وبلا هوادة. 
أنا أرى بأن هذا هو السبيل الأمثل وربما الوحيد المتبقّي أمامنا للإنتقال إلى الأمام والخروج من هذه الدوّامة التي حشرتنا بداخلها لأكثر من 3 سنوات.... فهل نبدأ في العمل الجماعي تاركين رغباتنا الشخصيّة وأحلامنا الفرديّة للمستقبل حينما تصبح ليبيا دولة عصريّة؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق