Translate

الاثنين، 4 أغسطس 2014

عودة البريق لوجه ليبيا الأنيق



بعد سنتين من الدموع والدماء، وبعد معايشة للعذاب والشقاء، وبعد حقبة من العبث وكثرة  الأخطاء... يبدو أنّنا ربما بدأنا نتحسّس طريقنا نحو الخروج من ذلك الكابوس المظلم الذي أوصلنا إليه المؤتمر الوطني الذي جمع بين أركانه حثالة من أخبث الناس في بلادنا حتى بدأنا نحسّ بأنّنا ربما لا نملك في ليبيا غير تلك الوجوه العابسة والأشكال المقزّزة من طينة المدعو صلاح بادي ومن كان على شاكلته... بعد كل تلك الأشهر التعيسة منذ شهر نوفمبر عام 2012 وحتى الآن، ربّما بدأنا نرى من جديد بصيصاً من الأمل يلوح في الأفق القريب، وقد تشرق على أثره شمس ليبيا من جديد برغم من وجود طغاة بيننا هم من لا يرحم ولا يحسّ بجراح الوطن التي أصبحت عميقة ومؤلمة، وبالفعل تبدو مقزّزة للنظر من عميق أغوارها ومن تثلّم أسوارها.
أحسست هذا المساء بأنّ فجر ليبيا ربّما بدأ يبزغ من جديد بعد طول عناء الإنتظار وبعد تسرّب اليأس إلى قلوب أكثر الصابرين في بلادنا. بدأت ليبيا تتحسّس طريقها نحو الخروج من عتمة اليأس إلى دوحة الأمل، وكان مبعث هذا البشر إلتئام مجلس النوّاب في ملتقى أخوي غلب عليه الإحساس بألام الوطن وعذابات الناس بعد أن قسى عليهم من قال لهم بأنّه منهم ويعمل من أجل إسعادهم.
مجلس النوّاب رغم كل العراقيل التي وضعها أمامه الفاسدين من المؤتمر الوطني والمجرمين ممّن يسمّون أنفسهم بالثوّار، وهم ليسوا أكثر من قتلة وسفلة لا هم لهم غير  فرض الطغيان والجبروت على الغلابة من الناس بهدف ترهيبهم والإستحواذ على مقدّراتم اليوميّة حتى أصبحت ليبيا اليوم عبارة عن مكان منبوذ هجره كل من كان يقيم فيه من غير أهله بسبب العبث الذي مارسه على ترابه من قالوا بأنّهم إنّما يفعلون كل ذلك من أجل حمايته.

برغم كل بوادر الأمل التي بدأت تلوح من جديد بإنعقاد مؤتمر مجلس النوّاب الأوّل لهذا اليوم  نجد أن من خرّب ليبيا طيلة العامين الماضيين لم يكتف بعد بما خرّب فقرّر أن يتمادى في التخريب بهدف قتل بقيّة الأمل التي لم تبرحنا بعد.... لكنّنا والله سوف ننتصر على كل الطغاة وسوف تخرج ليبيا من هذا العفن الذي وضعتموها فيه. ليبيا سوف تخرج منتصرة وسوف تشق طريقها نحو البناء والتعمير حتى تصبح من جديد ملاذاً حنوناً لأهلها الذين بدأ حتى أقرب جيرانهم ينفر منهم من شدة معاناتهم ومن كثرة أسقامهم.

ليبيا سوف تنتصر، والديموقراطية في بلادنا سوف تجد طريقها نحو كل بيت، أمّا أولئك الذين لا يطيقونها فسوف تضيق بهم الأرض فوق ترابها فلن يبقى أمامهم غير القبول بها أو الهروب منها إلى تورا بورا وقندهار وغيرها من مكبّات القمامة في العالم.

فليعلم السيّد نوري بوسهمين، والسيّد صلاح بادي، والسيّد عبد الرحمن السويحلي، والسيّد علي الصلاّبي، والسيّد الصادق الغرياني، والسيّد علي رمضان أبوزعكوك... وغيرهم الكثير بأن التاريخ سوف لن يرحم، وبأنّ الشعب سوف يقاضي كل من أساء إليه وساهم في تخريب ليبيا والعبث بخيرات شعبها. سوف تتم محاكمة كل أولئك وغيرهم على ما إقترفوه وسوف ينالون جزاء أعمالهم في الدنيا وفي الآخرة، وسوف لن يرحمهم هذا الشعب حينما يأتي دورهم في المحاكمة والحساب.... فهذا الشعب برهن على أنّه يصبر وينتظر، لكنّه لا يرحم أبداً من أساء إليه. 

هناك تعليق واحد:

  1. مقاله جميله وعنوانها هوا الاجمل! وفقك الله يادكتور محمد بالحاج

    ردحذف